رموز ولاية الفقيه مرعوبة من مصيرها

safielyaseriمتابعة – صافي الياسري

في كل منعطف وتحد يواجهه رموز ولاية الفقيه من اجل الثبات على كراسي الحكم يصرحون باصوات مرتفعة وعلى اعلى مستوياتهم بذعرهم مما سياتي به المستقبل على نظامهم ومصيرهم فهم غير واثقين من قدرتهم على مواجهة التحديات الرافضة والمقاومة المتصاعدة يوما بعد اخر ،وفي الذكرى السنوية لهلاك خميني مؤسس النظام ابدى المرشد الاعلى خامنئي ذعره من المستقبل ففي صباح الجمعة 3 حزيران، أبدى في كلمته التي القاها في مقبرة خميني قلقه من مصير نظام الولاية مشيرا إلى حدوث انشقاقات وحالات تساقط داخلية مؤكدا أنه ”أينما تغافلنا عن الثورية والحركة الجهادية، تخلفنا… يمكن مواصلة السير بمنهج ثوري؛ ليكون التقدم مؤكدا وقتئذ، ويمكن السير بمنهج آخر وعندئذ فأن المصير سيكون محزنا. كان الإمام يقول إن الإسلام والشعب الإيراني سيتعرض للصفعة”.
وإعترف خامنئي بما يموج داخل النظام من خيبة أمل قائلا ”إن البعض يسعى لتثبيط عزم المجمتع والشباب … لا يجوز الإستسلام أمام الضغوط والخضوع للأمر الواقع”.
وحيث أبدى هواجسه تجاه الانشقاقات الداخلية، بشدة غير مسبوقة ليلمح إلى رفسنجاني مؤكدا ان ”من الخطأ أن نظن أن الثوري فقط هو من كان طيلة الثورة بجوار الإمام ويظن البعض أن الثوريين هم من كانوا بجانب الإمام أيام الثورة”.
واعتبر مرة أخرى رفسنجاني مجرى للتوغل وأكد بعبارات أخرى على أن ”الحساسية تجاه العدو وعمل العدو وخطة العدو وعدم التمثل به هي من معايير الثورية وإذا ما تحلى شخص بهذه المعايير فإنه ثوري بالتأكيد”.
كما استهدف روحاني وأشار إلى تصريحاته المستمرة مبينا أن ”ما نظنه من أن الإنتعاش الإقتصادي سيتوفر بالإستثمار الخارجي فقط، انما هو خطأ. لا تجوز إحالة كل شيء إلى الإستثمار الخارجي … الآن وبعد بلوغ المفاوضات النووية نتائجها فأن أحد أهدافهم هو الاقتصاد، ابتلاع الإقتصاد الإيراني. لا يجوز لنا ان يهضمنا الاقتصاد العالمي ، كما اعاد الى الاذهان مصطلحه الفاشل”الإقتصاد المقاوم” بإعتباره حلا وحيدا مشددا على تواصل سلطة قوات الحرس على الثروات الوطنية مضيفا أن ”الإستقلال الإقتصادي يحقق بالإقتصاد المقاوم فقط”.
ومن ثم شنّ خامنئي هجمات أكثر على روحاني وتابع بالقول ”إذا قلنا نواجه عدوا يقولون أنكم واهمون بوجود مؤامرة بينما إثارة وهم المؤامرة نفسه يعد مؤامرة لتقليل الحساسية تجاه الإعتداءات … من الخطأ أن نظن أنه إذا كان فلان ثوريا فيعني إنه متشدد؛ ولا تعني الثورية التشدد”. وهذه التعابير تمثل جملا أدلى بها روحاني ورفسنجاني حيث سمّيا مرارا عناصر عصابة خامنئي بالمتطرفين والمتشددين.
وفي تصريح متناقض أعلن الولي الفقيه من جانبه أن ”كل شخص وتيار اعتمد على أمريكا فإنه ارتكب خطأ كبيرا ويتعرض الان لصفعة” ومن جانب آخر فتح الطريق لتواصل المفاوضات أملا بالخلاص من مستنقع الأزمات والعقوبات وأضاف أن ”المرء يمكن أن سوّلت له نفسه الذهاب للتعاون مع قوة عظمى … انه يمكن ان يتفاوض معها في كل قضية وذلك افتراض مستحيل وتنازل عن المبادئ حيث تجدد أمريكا دورها الهدام وستتذرع بشتى الذرائع كي تتنصل من وعودها”.
وأقر خامنئي بتورط النظام في مستنقع الإتفاق النووي والعقوبات بتعبير معكوس وقال ”إن الناس لم يخشوا التهديد العسكري ولا العقوبات ولم يتعرضوا للشلل من العقوبات وإنما تواصلوا في السير؛ من الضروري أن يدوم هذا الأمر ويبقى الجميع ثوريين ويسيرون ثوريين”.
وعن الفضاء المجازي وما يحدق بالنظام من خطر، ذكر رئيس النظام المغلوب على أمره أن ”الإنترنت والفضاء المجازي والوسائل المخابراتية لا يجوز أن تقع بيد الأعداء فهي تمثل وسيلة لسلطة العدو ثقافيا”.
من جانبه اعترف عضو البرلمان السابق الفاشل في الانتخابات حداد عادل في مقابلة اجراها معه تلفزيون النظام بمناسبة الذكرى السنوية لهلاك الدجال المؤسس بالصراعات الفئوية ومناوءة خميني وافكاره وأكد قائلا إن البعض كانوا في المجتمع يرفضون كلام الإمام حتى في حياته…وأكد انهم بعد وفاة الإمام قالوا بكل صراحة اننا كنا معارضين لبعض جوانب كلام الإمام… ولذلك فقد أسسوا مجلة وترجموا كتبا وشكلوا بعض الحلقات ووضعوا بناء على اساس مواجهة الحكومة.
وأضاف:« من يتحدث عن الإمام وهو يعارض الولي الفقيه فذلك معناه انحراف عن الإمام وعدم الصدق»..
وأكد عضومجمع تشخيص مصلحة النظام انهم بالضبط كانوا يعملون لاتخاذ المواقف خلافا لماكان يصرح به خميني وأضاف قائلا: «عندما كانوا بحاجة إلى اصوات المواطنين كانوا يستذكرون الإمام وكنا قد نلاحظ هذه اللعبة مرارا بعد ارتحال الإمام… هذا هوعدم الصدق والشفافية».
اما الملا مصباح يزدي وهو من المتشددين في عصابة خامنئي فقد شنّ خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية لهلاك الدجال ( خميني) هجوما على زمرة رفسنجاني قائلا ”إن البعض في البلاد ليس فقط لا يقبلون ولاية الفقيه وإنما لا يؤمنون بالحكومة الإسلامية … يقول البعض منهم لإن ولاية الفقيه لم تندرج في إطار أصول الدين وفروعه فهي مرفوضة”.
وأبدى قلقه من مصير نظام ولاية الفقيه مؤكدا ”إذا لم نثقف الجيل الجديد فلن تعرف الأجيال القادمة، الثورة وخميني وسييسقطون في فخ الأعداء … إذا لم يُردّ على الشبهات في المجتمع الحالي ردا مناسبا فسيتم استئصال شأفة الدين ما يؤدي إلى تداعيات لا تحمد عقباها”.
وتعبيرا عن مظاهر ذعر رموز النظام مما ينذر به المستقبل بشان مصيرهم من خلال تصاعد الاحتجاجات الشعبية ،وبحجة حلول شهر رمضان
كما نقل بيان للامانة العامة للمجلس الوطني قالت فيه :
أعلن الملا أحمد زرگر أمين جهة قمعية تسمى بـ «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» أنه ومن أجل الإسراع في وتيرة النظر في ملف اولئك المحجوزين من قبل هذه المؤسسة «تم تأسيس شعب خاصة للنظر في ملفات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في شعب العدلية في عموم البلاد وديوان العدالة والمجلس الأعلى للقضاء». مضيفا أنه تم «صدور تعليمات بشأن تشكيل مجالس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المؤسسات والوزارات والهيئات الدينية وحتى المساجد».
وأصدرت قوى الأمن الداخلي القمعية بيانا أكدت فيه ضرورة «مراعاة العفاف والحجاب والابتعاد عن المخالفات أكثر من ذي قبل» في شهر رمضان وكتبت تقول «على جميع السائقين والركاب في وسائط النقل العامة والشخصية ألا يجاهروا بالافطار وأن يتجنبوا التلوث الصوتي والأعمال المنافية لشؤون الدين».
المدعي العام في قم مصطفى برزكر كنجي هو الآخر قال بذريعة «الارتقاء باحساس الأمن والهدوء لدى المواطنين» في شهر رمضان: «هناك برامج [للأمن الداخلي] أعدت لتفتيش المنازل والمواقع السرية العديدة». بدوره أكد المدعي العام في محافظة كولستان ان المجاهرين بالافطار سيتم جلدهم 74 جلدة على الملأ.
وأما نائب قوى الأمن الداخلي في خوزستان العقيد صالحي فقد أعلن حضورا واسعا «لدوريات الشرطة المرئية وغير المرئية ودوريات راكبة وراجلة» في «المدينة والممرات والشوارع والأماكن المحيطة بالمرافق المذهبية» وأضاف: في شهر رمضان « … ولغرض مراعاة حرمة شهر رمضان على المواطنين أن يتجنبوا أي محاولة للإجهار بالأفطار وسوء التحجب في الأماكن العامة والوحدات المهنية والمتنزهات والمجمعات التجارية والممرات العامة… كما على سائقي العجلات ووسائط النقل الشخصية والعامة أن يبتعدوا عن الاجهار بالافطار والتلويث الصوتي والمخالفات». كما أفادت شرطة همدان عن تسيير دوريات خاصة في أيام شهر رمضان.
وبذلك أخذ نظام الملالي شهر رمضان ذريعة لتكثيف التدابير القمعية التي بدأ بها منذ مدة خوفا من اتساع نطاق الاحتجاجات الشعبية. ان الوتيرة المتزايدة للإعدامات واعتقال مئات من الفتيات والفتيان في مختلف المدن بذريعة مثيرة للسخرية الاشتراك في الحفلات وجلدهم وتفتيش ألف و 25 محل وختم 10 بساتين و 32 مقهى ومطعم بالشمع الأحمر في محافظة فارس وختم 19 محل لبيع الملابس النسوية بالشمع الأحمر بذريعة «بيع ملابس غير مجازة وشاذة» في تبريز وختم 15 حلاقة نسوية بالشمع الأحمر في محافظة البرز تشكل نماذج من هذه الأعمال التعسفية.
ومع كل تلك الاجراءات القمعية فان الاحتجاجات وكراهية النظام وتتصاعد والانخراط في صفوف المقاومة الايرانية يزداد ،ويخيب امل النظام ورموزه في تحسين صورة المستقبل عبر هذه الاجراءات ،ليبقى ذعرهم في اعلى مستوياته ومستقبلهم يزداد قتامة .

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.