رشيدة تطلق حملة الديمقراطية الفريدة

iraqirefugeesواخيرا وبعد طول معاناة وانتظار تم بعونه تعالى ترشيح السيدة رشيدة بنت عويبد الى رئاسة مجلس الديمقرطية المنظم المعني بحقوق الانسان الآلي.
هذه المنظمة سعت منذ اكثر من عشر سنوات الى تكثيف نشاطها من اجل الحد من ارهاق الانسان الآلي بجهود مضنية لا تتناسب وقدراته الذاتية.
العيب الوحيد عند رشيدة انها تتكلم اللهجة العامية في مخاطبتها للجمهور رغم تحذير اعضاء مجلس الادارة اليها بضرورة التخاطب بلغة الضاد.
وفي اجتماع الجلسة العمومية الذي عقد فجر امس ادت رشيدة القسم المعتاد واعتلت المنصة بثوبها المزكرش ولفافة العنق البنية وقالت:
اسمعوا شباب،اولا اشكركم على منحي هذه الثقة بتولي رئاسة هذا المجلس لمدة قد تطول او تقصر الله اعلم.
وعندي يااخوان اقتراح احاول تنفيذه بكل قوة وحيوية.
صفق القوم لها لانهم شعروا انها بدأت تتكلم العربية بطلاقة.
قالت رشيدة:
سمعوا شباب،انا ماعندي احصائية بعدد رجال الحماية لدى كل مسوؤل في الدولة ،بس اريد اكول ان العدد ضخم جدا وبما ان الجماعة يكولون ان الموصل راحت بدون قتال والحويجة سلموها على طبق من ذهب وصلاح الدين رفعت شعار بالروح بالدم نفديك ياداعش والرمادي تونون بعد خيانة الضباط هناك.
بعد كل هذا،شغلت مخي وكلت الى نفسي “اذا كان الجيش خائن وقصر في واجباته فالاحسن ان يبتعد عن ارض المعركة يعني كل من يروح لحاله.
سكتت رشيدة قليلا ثم عادت للقول:
الخطوة الاولى ننطي اجازة الى كل المسؤولين بالدولة بشرط ان يبقوا في بيوتهم ونسحب منهم كل افراد الحماية وعناصر الجيش لنبدأ عملية التنظيف الكبرى.
المسوؤل سيكون في امان في بيته بدون حماية وافواج العسكر اللي مرابطين كدام بيوتهم يروحون الى شغلهم الاصلي اللي هو استرجاع الموصل وليس فلسطين طبعا.
اخوان ترى عندنا جيش كبير في العدة والمعدات ويمكن باذن الله ان يستعيد كل شبر من ارضنا المسلوبة، وراح تشوفون خلال اسبوع يحقق هذا الجيش النصر لبلادنا ويرجع الى قواعده ليقعي امام بيوت الشباب.
اعترض احد الجالسين على كلمة يقعي فصاحت به رشيدة اما قرأت في القراءة الخلدونية ان الكلب يقعي اي يجلس.
شفتم شلون الحل سهل،والله حتى ماكو اسهل منه بس لو توفرت الارادة الشعبية والحراك الديمقراطي الواسع.
فمثلا يتم توجيه الحمايات والسرايا في المنطقة الخضراء لضرب داعش من جهة اربيل بينما تهاجم سرايا وجنود حماية المحافظين واعضاء مجلس اداراتهم البوابة الجنوبية للموصل تاركة ثغرة لفرار جنود داعش الى حيث بيجي حيث يتصدى لهم جنود حماية المسوؤلين في ضواحي بغداد ومدنها الرئيسة لضربهم وتضييق الخناق عليهم دون رحمة.
اكيد اكو اعضاء راح يعترضون على هذا الاقتراح وراح يكولون اذا المسعولين يكعدون في بيوتهم منو راح يقضي حوايج الناس وانا اكول لهم ،الناس راضين ومايهمهم حوايجهم اللي ماشافوا منها شي حتى الان،وراح تسمعوهم يكولون،بلا حوايج بلا بطيخ على الاقل يصير عندنا عذر وما نراجع الدواير لأن المسوؤل كاعد بالبيت ( سودة علية).
وفعلا بعد دقائق علت همهمات القوم مابين معارض ومؤيد،واستمرت هذه الهمهمة لأكثر من ساعة ونصف خلالها ظلت رشيدة واقفة على المنصة دون حراك بانتظار التصويت رغم انها مصابة بداء الروماتزم اللعين.
فاصل تابع: لم يتبين الخيط الاصفر من الخيط الاحمر حتى هذه اللحظات اذ علت اصوات الهمهمات حتى حين انفض الاجتماع وراح كل واحد الى بيته ،وحتى في البيوت كان اعضاء مجلس الادارة يهمهمون كل على حدة وتركوا زوجاتهم لوحدهن يتفرجن على مسلسل (الخطيئة).

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.