رسالة من تحت الماء

رسالة من تحت الماء

نزار قباني

إن كنت صديقي.. ساعدني

كي أرحل عنك..

أو كنت حبيبي.. ساعدني

كي أشفى منك

لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً

ما أحببت

لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً

ما أبحرت..

لو أني أعرف خاتمتي

ما كنت بدأت…

إشتقت إليك.. فعلمني

أن لا أشتاق

علمني

كيف أقص جذور هواك من الأعماق

علمني

كيف تموت الدمعة في الأحداق

علمني

كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق

إن كنت نبياً .. خلصني

من هذا السحر..

من هذا الكفر

حبك كالكفر.. فطهرني

من هذا الكفر..

إن كنت قوياً.. أخرجني

من هذا اليم..

فأنا لا أعرف فن العوم

الموج الأزرق في عينيك.. يجرجرني نحو الأعمق

وأنا ما عندي تجربةٌ

في الحب.. ولا عندي زورق..

إن كنت أعز عليك .. فخذ بيدي

فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدمي

إني أتنفس تحت الماء..

إني أغرق..

أغرق..

اغرق..

نزار قباني (مفكر حر)؟

About نزار قباني

نزار قباني (1923 - 1998) سفير وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة دمشقية عريقة إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلاً بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيزًا خاصًا في أشعاره لعل أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.