رسالة العيد من خبراء عسكريين لبشار الأسد

نهاد إسماعيل

برعاية منتدى الدفاع البريطاني
UK Defence Forum
عقد قبل ايام ندوة هامة تتعلق بمستقبل منطقة الشرق الأوسط المتفجرة تخللها عشاء في أحد قاعات مجلس العموم البريطاني في لندن. حضر الندوة 38 ضيفا وبالدعوة فقط وغالبيتهم من عسكريين بريطانيين متقاعدين من الجيش البريطاني ومن الجناح العسكري لحلف الناتو وعدد من النواب البرلمانيين واعضاء من مجلس اللوردات البريطاني. كما حضر مستشارون عسكريون لحلف الناتو ولوزارة الدفاع. وتم اختيار الضيوف على قاعدة تخصصاتهم واهتماماتهم بالشرق الأوسط والأمور الدفاعية العسكرية.

اطلق كلمة الحوار زميل وعضو المعهد الملكي البريطاني لشؤون الدفاع المعروف برويال يونايتد سيرفيسز انستيتيوت

Royal United Services Institute) ) RUSI
وهو كولونيل سابق ويقدم استشارات لوزارة الدفاع والناتو ولا استطيع ذكر اسمه لكونها ندوة مغلقة حسب قواعد المعهد الملكي البريطاني تشاثام هاوس. يجب التنويه ان الندوة عقدت تحت ما يسمى قواعد المعهد الملكي البريطاني (تشاثام هاوس) والتي تقضي بعقد لقاءات مغلقة دون الاشارة الى المتحدثين أو الى هوياتهم. الهدف من ذلك هو تشجيع المتحدثين ان يقولوا رأيهم بصراحة ويتبادلوا ارائهم بانفتاحية تامة دون قيود ودون مسائلة ودون عواقب وتعهد الحضور بعدم ذكر الاسماء. وليس بالضرورة ان تعقد الندوات في مقر تشاثام هاوس ذاته وقد تكون في أي مكان بشرط الالتزام بقاعدة عدم كشف هويات المتحدثين.

تفكيك نظام بشار الأسد واسقاطه من الأولويات العاجلة:

كان عنوان الكلمة ” شرق البحر الابيض المتوسط تحت برميل بارود “. أشار المتحدث الرئيسي للربيع العربي والهزات التي تعرضت لها المنطقة لا سيما في مصر وليبيا ولكن الملف السوري احتل الحيز الأكبر من النقاش. وعبر المتحدث عن قلق شديد من نشوب حروب مذهبية وطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة وتخوفات من تصاعد ادوار حزب الله وايران في المنطقة.

لكي لا أرهق القاريء بتفاصيل تحليلية طويلة اكتفي باختصار شديد أن اقول ما يلي: كالعربي الوحيد في الندوة طلب المشرف مني ابداء رأيي في الموضوع السوري وقدمني كخبير في شؤون الشرق الأوسط. شكرته على الافراط في وصفي بالخبير وقلت لا أزعم اني خبيرا بل مهتما ومتابعا لملف الشرق الأوسط بشكل عام والثورة السورية بشكل خاص.

قلت ان اسقاط نظام بشار الأسد يجب ان يكون أولوية عاجلة واوضحت ان سقوط بشار سيضعف ايران وسيهمش حزب الله وسيضع حدا للمجازر. وحذرت ان التقاعس الدولي في التحرك ضد هذا النظام سيفتح الابواب للقاعدة والمتطرفين لخلط الأوراق ولتعزيز وجودهما على الأرض السورية. وأوضحت الدور التخريبي الذي تلعبه سوريا في المنطقة وأنهيت بالقول ان تفكيك هذا النظام سيخدم الاستقرار في المنطقة والعالم.

الاستنتاجات:
لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا الجديدة:
كان هناك شبه اجماع من القادة العسكريين وبعض الخبراء ووزراء دفاع سابقين ان التدخل العسكري في اللحظة الحاضرة أمر غير وارد أوروبيا. أي لا نتوقع تدخل عسكري الآن ولكن هذا قد يتغير لسببين الأول: هل ستطلب تركيا تفعيل المادة 5 في اتفاقيات حلف شمال الأطلسي اذا تعرضت لاعتداءات متكررة من سوريا؟ وقبل عدة شهور اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان بلاده قد تطلب تفعيل المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على خلفية اطلاق نار من الأراضي السورية باتجاه الأراضي التركية. تنص هذه المادة على أن الهجوم على احدى الدول الأعضاء في الحلف يعتبر هجوما على جميع دول حلف الناتو.

والسبب الثاني هو من سيربح الانتخابات الأميركية الرئاسية المنتظرة خلال اقل من اسبوعين؟
ولكن المثير للاهتمام أن الغالبية العظمى في الندوة يعتقدون انه لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا وأنه ساقط لا محالة سواء كان هناك تدخل عسكري خارجي او لم يكن؟ أقول في بداية الفقرة ” شبه اجماع” لأن وزير دفاع سابق من حزب المحافظين ونائب في البرلمان الأوروبي عبرا عن مخاوفهما على مستقبل الأقليات في سوريا وطمأنتهما ان النظام الحالي يقتل ويضطهد جميع السوريين والطائرات المقاتلة لا تميز بين مسلم ومسيحي او كردي وعربي ولا تميز بين شيعي او سني.

والتساؤل الباقي هو هل سيخرج بشار سالما باتفاق مسبق او مقتولا كزميله في الدكتاتورية معمر القذافي؟. غباء النظام وتعنته يجعلني أرجح النهاية القذافية لبشار الأسد.

لندن

المصدر ايلاف

About نهاد إسماعيل

كاتب عربي ليبرالي يعيش بلندن
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.