رد على درزي جولاني يتهجم على الدروز تقرباً للأورينت..

FADEL ALKHATIB 
شوية حَوَل طائفي ثوري لدرزي من الجولان المحتل ومقلوب على رأسه، بعد أكثر من خمس سنوات على وأد ثورة الحرية و”تشييد” ثورة الجهاد الإسلامي التكفيري المعادية للحرية، ثورة الجهاد التي تعمل لإسقاط الأسد لأنه علوي وليس لأنه طاغية دموي فاسد، بعد ذلك يرفع أشلاء دروز الإسلاميين الجهاديين شماعة موقف مشيخة العقل غير المؤيد للثورة كدليل إدانة للطائفة الدرزية ككل، رغم أنه معروف للكثيرين مكانة ودور مشيخة العقل الهامشي غير المؤثر في المجتمع الدرزي، ورغم معرفة الكثيرين أنه كما نجح الإسلام الجهادي والنفطي شراء بعض أفراد الدروز “المعارضين”، نجح الأسد بشراء بعض رجال الدين الدروز والسنة والمسيحيين وغيرهم، ونجحت لعبته الطائفية التي غذّاها الخطاب التكفيري للإسلام السياسي المهيمن على الثورة بكل مرافقها.. الأعمى أو على الأقل الأعور من لا يرى أن بعض الدروز شاركوا في الثورة سياسياً وعسكرياً، وقبل أن يتم ملاقاة واحتضان هذا الاتجاه من قبل محتكري الثورة منذ 2012، تعرضوا لمحاربة سياسية وعسكرية أيضاً، حتى اضطر آخر الضباط والجنود الدروز إلى الانسحاب حفظاً على حياتهم من بنادق “الأصدقاء الأعداء” في الثورة، ومن يريد أدلة ليس صعباً إيجادها.. من يريد انتقاد دور الدروز في ثورة الحرية، من اللائق أن يقول أيضاً أنه لم يتخاذل الدروز فقط في الالتحاق بالثورة، بل تخاذلوا في انتزاع حصتهم من الفساد الثوري، تخاذلوا في أخذ دورهم النضالي في الفنادق، تخاذلوا في المشاركة بتجارة البزنس الثوري، تخاذلوا في دفن الثورة، تخاذلوا في عدم مباركتهم ومبايعتهم أمراء الجهاد أيضاً.. من اللائق أن يبدأ بذلك منذ نصف قرن على الأقل، إن لم نقل منذ قرن مضى، أن يتوقف عند بضعة أفكار تتعلق بحجم ودرجة الذين ساهموا في “حركة الأسد التصحيحية المباركة” ومن ساهم بتثبيت حكمه وأعطاه الشرعية الشعبية الوطنية، ومن انتفع وشاركه في النهب والفساد والحكم، من المفيد التوقف عند الخدمات التي قدمها النظام للمناطق الدرزية أسوة بغيرها ونسبة الجرائم التي ارتكبها ضد رموز الدروز.. هل يستطيع أشلاء دروز الإسلاميين إقناع دروز إدلب وحضر بانتقاداتهم تلك؟ هل يملك هؤلاء الجرأة للكتابة عن دور الخطاب التكفيري بحق الدروز والذي تمت ترجمته في إدلب وحضر وداما وغيرها؟ الدروز يقفون بين فكي سندان، بل بين عدة فكوك أنياب/النظام، التكفيريين، والراكضين وراء ود الإسلام الجهادي التكفيري المرتزق.. هل يستطيع هؤلاء البؤساء غير البريئين في خطابهم البائس أن يقولوا أن كل موظفي الدروز في الدولة ومنذ نصف قرن لم يجمعوا من فرص الفساد ما يعادل فساد سمكة سنية واحدة بحجم غسان عبود؟ هل يعرف هؤلاء المدافعين عن غسان عبود بتاريخه وعلاقاته وتكفيره أن غالبية شباب الدروز مهجرة قسرياً أو إرادياً بحثاً عن لقمة خبز كريمة يوم كان عبود شريك رامي مخلوف؟ هل يعلم هؤلاء المساكين أنه لجأ إلى مناطق الدروز مئات آلاف السنة وبعضهم هرب من تحت حكم الجماعات الجهادية التي يدافع عنها غسان عبود الذي يدافع عنه بعض أشلاء دروز الجهاديين؟ هل يعلم ذلك الجولاني “الثوري” أن أول من انتقد مواقف مشيخة العقل وبشدة هم الدروز المعارضين من منطلق وطني ثوري، بينما غالبية الذين انتقدوا الدروز انتقدوهم من منطلق طائفي تكفيري.. لن يستطع ذلك الجولاني من دروز المجاهدين الدفاع عن سياسة وخطاب “مجاهديه” أكثر من فيصل القاسم، وفي لحظة رفع عتب وعن الحلال والحرام، عندما حاول بلطف ونعومة التضامن مع ضحايا دروز إدلب من الذبح الطائفي، تحول ملايين جمهوريته الفيسبوكية ضده وأعادوه إلى درزيته الخائنة بالولادة، يعني حبيب قلب أمك مهما خلعت حذاء الطائفية ستجد المئات يعيدونه لك ويلبسونك إياه، وربما غسان عبود يكربلك بزيم الصباط مليح كمان حتى تصبح في سويتهم.. كنت من أكثر المتحمسين والداعين لالتحاق الجبل بالثورة في السنة الأولى للثورة، لكنني اليوم سعيد أن الجبل لم يلتحق بالثورة المغدورة، وأنا أسأل اليوم بخصوص تبعية المناطق أو “تحريرها”، ما الفرق بين السويداء وحمص أو درعا أو حلب وغيرها إلا بحجم التدمير والقتل والتهجير؟…
19 نوفمبر 2017

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.