رب ضارة نافعة

لو عدنا الي الوراء قليلا حيث صورة الماضي القريب مرسومة امام اعيننا ,عندما سلم المشير طنطاوي والفريق عنان والمجلس العسكري مصر علي طبق من الفضة الي اشر من مشي علي الارض اتباع الشيطان الاخوان المسلمين , وذلك بالاتفاق مع لجنة الانتخابات المضللة والكاذبة والذي تكشف خداعهم امام الشعب المصري , بعد ان قلبوا الموازين وتبدلت النتائج بخسة وندالة بفوز مرسي بدلا من الفريق احمد شفيق .

لكن دعنا نطرح سؤال هام ماذا لو نجح شفيق وسارت الامور طبقا لصحيح الانتخابات, و طبقا للنتيجة الفعلية وتسلم شفيق زمام الامور في مصر , ماذا ستكون النتيجة في ضوء تهديدات الجماعات الاسلامية بفصائلها المتعددة الارهابية بحرق مصر لان مصر بالنسبة لهم لاقيمة لها في ظل ايدلوجية الاخوان بعدم اعترافهم بالوطن وحدوده , فالوطن بالنسبة لهم هو العقيدة الاسلامية لكل من يؤمن بها او ينتسب لها في كل ارجاء العالم , وليست الحدود الطبيعية المرسومة للوطن .

يقول القطب السابق للاخوان المسلمين الاستاذ علي الدالي في كتابه جذور الارهاب :

هكذا كان حسن البنا يتاجر بالدين فيخدع الشباب بدعوته الي رفع راية الاسلام فوق كل بقاع الارض كبديل للدعوة الي الوطنية المصرية ,ذلك ان الوطنية المصرية في رأيه محدودة بحدود الارض المصرية. ويري حسن البنا ان عقيدة الاسلام ليس لها حدود مرسومة او خرائط معلومة انها حدود الكوكب كله.

ثم يقول عنهم….. ويأتي اليوم برابرة وهمج وحثالة بشرية ليفرضوا بقوة الرصاص والعنف والتهديد صياغة جديدة للاسلام ترفض الحضارة وتعادي الموهبة الانسانية .

وفي سبيل السلطة وحكم مصر كانت النية مبيتة فعلا حرق الوطن وتدمير البنية الاساسية للدولة وتقطيع اواصل الدولة بعد تمزيق اواصل الشعب .

ولو تم هذا كانت ستحرق مصر لانهم يتميزون بالحرق والقتل والهدم وهذه سماتهم المعتادة في كل عهودهم , وكانت البلد تتحول الي حرب اهلية يستباح فيها دماء الشعب المصري خصوصا الاقباط كما يحدث الآن في دلجا , و سينضم اليهم غالبية الشعب المتبرم والكاره لنظام فلول حسني مبارك الفاسد واذياله , وخوفا من شرورهم واذيتهم كالمستجير من الرمضاء بالنار وسيقفون في نفس خندق الجماعة الاسلامية بالباع والدراع ويشدون من اذرهم, متوخين فيهم البراءة والتدين واعلاء كلمة الاسلام لانهم في نظرهم الاتقياء ذو الذقون الطويلة والزبيب الكبيرة اصحاب الجلاليب البيضاء والقلوب السوداء والعقول الجوفاء , والشعب لم يكن يعرف عنهم سوي التدين الظاهري وركوب موجة الدين وهذا يكفي للتكاتف معهم بغية رفع شعارالدين امام كفار مصر من المسلمين الليبراليين والمسيحيين .

وهنا لن تستطيع قوة الجيش التصدي لهم لان الجيش لايحارب الشعب ناهيكم عن القيادة الرخوة لطنطاوي واتباعه والذين سمحوا ان يكتب الاعلان الدستوري احد كبار قادة الاخوان ووافقوا بغباء بوضع العربة امام الحصان حيث تمت الاتخابات البرلمانية قبل كتابة الدستور , وهم الذين سمحوا بسحق الاقباط بمركباتهم العسكرية نهارا جهارا بماسبيرو, وفي عهدهم الغير ميمون حدثت مجزرة بورسعيدالذي راح ضحيتها عدد كبير من المصريين الشرفاء , امام اعينهم وتحت بصرهم ولم يتحركوا ساكنين مجاملة للتيار الاسلامي الدموي .

كانت قيادة ضعيفة لاتقوي علي هزيمة ميليشيات الاخوان الارهابية وهم في الحقيقة منهم ولهم , فسلموا لهم زمام امور الوطن غير مكترثين بمصير الوطن ومستقبله ومتواطئين مع لجنة دستورية لاضمير لهم ولا اخلاق باعوا ضمائرهم رخيصة علي مذبح الخيانة والغدر..

اما الامن الداخلي فهو في موقف لايحسد عليه ولايستطيع التصدي للارهاب الاخواني فهم مخترقون من الاخوان المسلمين و مشاركون في حرق الكنائس وقتل الاقباط ويتقاسم بعضهم الفدية معهم ,ناهيكم عن تخاذلهم وضعفهم امام الارهابيين وعدم حماية الشعب فضلا عن مساعدتهم في هروب القيادات الارهابية

وامام عجز القوات المسلحة امام حرب العصابات الداخلية وخذلان الامن الداخلي واختراقه كان سيتسبب في حرق مصر وخراب الوطن خاصة وان المشير طنطاوي كان متراخيا في كل قراراته وهو الذي سلم الحكم بخوف وجبن للاخوان المسلمين

لكن رب ضارة نافعة فلو صارت الامور كطبيعتها بنجاح الفريق احمد شفيق لكانت البلد ستغرق في بحار من الدماء وكان للاقباط نصيب الاسد في قتلهم وابادتهم وكانت الحرب ستطول الي امد بعيد وستطال كل المدنيين والاقباط

فاليوم يقود مصر البطل الحكيم عبد الفتاح السيسي وهو شخصية وطنية مصرية محترمة قادرة علي الرد علي الارهاب بقوة وبأس وله اليد الطولي علي ظهر وقفا الجماعات الاسلامية بخلاف المجلس العسكري السابق وعدم قدرتهم للتصدي للاخوان واتباعهم .

وازاء كل هذا اجزم ان مادار في فلك مصر هو بمثابة تخطيط الهي ومعجزة كاملة الاركان ولولاها لكانت مصر تسبح في بحور دماء الاقباط والليبراليين فضلا عن تفريغ المنطقة منهم الا ان ربك لبالمرصاد وشعب مصر في حدقة عين الرب ومبارك شعبي مصر .

لطيف شاكر

About لطيف شاكر

لطيف شاكر اعلامي بامريكا
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.