راقصات في الحكومة العراقية

في الحكومة العراقية مسؤولون يتحينون الفرصة ليكونوا راقصين ام راقصات،لايهم، وفي أي مكان.

والكثيرون من رواد الملاهي الليلية يعرفون ان الراقص او الراقصة لايظهر او لاتظهر الا في كامل الزينة ليلا والسبب معروف،خصوصا اذا علمت ادارة الملهى ان ضيوفا كبار سيشّرفون ملهم، اما في الصباح فالله وحده يعلم بأي وجه يطلعون في الصباح.

المسؤول العراقي على مر الزمان يحب بل يموت في استعراض صفاته كلها امام الجميع، فهو له مشية خاصة،ملابس خاصة، نغمة صوت خاصة،وايماءة من اليد خاصة.

اما اذا اريد لهذا الاستعراض أي”الشو اوف” ان يكون امام الضيوف الأجانب فيجب ان يكون ساحرا في كل شيء،فهو يبدأ بالكرم الحاتمي مرورا بالاكل الحاتمي وانتهاءا بالابتسامات التي تملأ الجيوب حين المغادرة.

كتبت مرارا عن بغداد التي ظلت تطفو على ماء المجاري سنوات طويلة ولكن الجان”شبيك لبيك” ازاح عنها ذلك عندما ارادوا استضافة مؤتمر عدم الانحياز حتى بات الناس يتوسلون بالغالي والرخيص ان يجدوا قطرة ماء “تايهة” بالشوارع.

وهاهي امانة العاصمة تقرر امس زراعة 50 ألف شتلة استعدادا لأقامة فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية.

المضحك المبكي ان الخبر يقول ان الامانة شددت على ضرورة التنسيق مع دائرة ماء بغداد لمعالجة شحة الماء الصافي.

ماذا يعني ذلك؟ هل يعني ان امانة العاصمة تريد ان تقول ان بغداد عاصمة للخضرة والماء الصافي والوجه الحسن؟ واذا صح ذلك فيالبؤس ما يفكرون فيه.

نقطة نظام:طالبت مناطق واقعة خلف المخيم الحسيني من دائرة البلدية بنصب حاويات للازبال في مناطقهم لان مناطقهم تعاني تراكم النفايات والحشرات تصول وتجول في اجواء المنازل!

ونقل الأهالي شكاواهم نطلب الحاويات ولكن لا آذان صاغية ولا احد يعي مايعانيه سكنة هذه المناطق التي تكاد النفايات تزكم الانوف والذباب تصول وتجول في اجواء المنازل!.

الآ تعتقدون ان سكّان هذه المناطق بطرانين؟ لماذا يطالبون بحاويات الزبالة وهناك 50 ألف شتلة زراعية ستحيط بغداد ومن ضمنها مناطقهم؟.

ايهما افضل الزبالة ام الزهور والورود؟.

أما سمعتم ماصرح به وكيل امانة بغداد لشؤون البلدية نعيم الكعبي امس حين قال” ان الامانة وجهت جميع دوائرها البلدية بغسل وتنظيف الشوارع وتخطيطها وتهيئة الساحات بمصاطب جلوس مع اعداد خطة متكاملة للحفاظ على الشوارع”.

شفتم ياسكان المخيم الحسيني؟.

المسؤولون يغسلون الشوارع، أي انهم تعدوا مرحلة حاويات الزبالة التي اصبحت من العهد الفيكتوري.

تعيش الثقافة يا تعيش التي من اجلها يغسلون الشوارع ويضعون المصاطب لأاراحة الجمهور في الشوارع العامة.

ويبدو ان امين بغدادعبد الحسين المرشدي مشغول بالأستنكار والتنديد خصوصا وان بيانه الأخيرقبل ايام فقد قال” ان “امين بغداد يستنكر ويدين بشدة التفجيرات الاجرامية التي استهدفت المواطنين الابرياء في مدينة الكاظمية المقدسة وخلفت عددا من الشهداء والجرحى”.

ليرحمك الله ياصابر العيساوي فقد كنت على الاقل لاتدين ولا تستنكر بل تعمل من اجل جيبك بصمت، اما هؤلاء فقد ارادوا ان يمسكوا البطيختين في يد واحدة.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.