رئاسة الوزراء العراقية تنتظر محمد تميم

محمد الرديني

من بين الروايات التي نالت شهرة عراقية هذه الايام هي قصة وزير التربية العراقي محمد تميم وعلاقته مع العرافات من جهة وانكبابه على قراءة كتب المتنبأ امسترداموس.
ويقال انه كان يزور احدى العرافات في بيتها في الجوادر في آخر الليل لتقرأ له مستقبله قبل ان يصبح وزيرا.
وقيل ان هذه العرافة التي التقى بها مندوب احدى وكالات الانباء المحلية ذكرت له ان محمد تميم سيكون له شأنا وأي شأن في مستقبل العراق.
وحين استلم وزارة التربية وتربع على عرشها منذ فترة توطدت علاقته مع العرافة اياها التي اهدته كتاب داموس الخاص بتنبؤات المستقبل على المستوى المحلي والعالمي.
وقالت له وهي تودعه عند عتبة الدار :سيتكالب عليك المغرضون والحاقدون وسيتهموك بالفساد المالي والاداري ويلفقوا لك تهما ما انزل الله بها من سلطان فكن قويا ولا تبالي فانهم حاسدون لك خصوصا وانك سوف ترتقي سلم المجد تباعا.
وانكب تميم على قراءات التنبؤات الداموسية غير عابىء بالحاح مجلس البرطمان العراقي الذي طلب استجوابه اكثر من مرة ليقدم له تفسيرات عن الفساد المستشري في وزارته.
وذكر احد اعضاء البرطمان ان التعيينات في هذه الوزارة ليست عادلة
وخصوصا في محافظة كركوك.
ولكن الغريب في الامر ان الوزير محمد تميم وبدلا من ان يرد على الاتهامات الملفقة امر بتعليق صوره في معظم مدارس كركوك مما أثار حفيظة ائتلاف العراقية التي طالبت برفع صوره من جدران المدارس.
وقال رئيس ائتلاف العراقية في كركوك مازن عبد الجبار أبو كلل في بيان صدرامس ونشرته “السومرية نيوز (إن هناك بوسترات معلقة في المراكز الامتحانية بمحافظة كركوك تحمل صورة وزير التربية محمد تميم لابد من رفعها لكي تبقى المؤسسات التربوية بعيدة عن التسييس والمصالح الضيقة).
بشرفكم هل سمعتم في يوم من الايام ان وزيرا في دولة من دول العالم يطلب تعليق صوره في الاماكن العامة او الدراسية؟.
ولعل احدكم يجيب: نعم سمعنا خصوصا وان وزير التربية قد فك رموز ارقام احد الفصول في كتاب داموس ووجد ان مجموع هذه الارقام وبمساعدة العرافة اياها سيكون له مستقبلا وشأنا كبيرا في ادارة الدولة العراقية ومن المحتمل ان المحاصصة ستقوده الى منصب رئاسة الوزراء بدلا من دولة نوري المالكي في المرحلة المقبلة ولهذا فهو يتدرب عبر صوره على هذا المنصب.
تحليل منطقي .. مو؟.
لكن ابو كلل لم يترك له فرصة للاستمتاع بهذه الفرصة فقد شن عليه امس حملة جبّارة قال فيها محذرا من “استغلال قضية التعيينات لأغراض سياسية ضيقة ومصالح شخصية بعيدا عن المصلحة العليا وعلى لجنة التربية والتعليم في البرلمان استدعاء وزير التربية واستيضاح الموقف وكشف الحقائق المتعلقة بهذه القضية”.
ولم يكتف ابو كلل بذلك بل زاد” أن “قضية التعيينات الجديدة التي اعلنتها وزارة التربية في كركوك ومن ثم تراجعها عنها تؤكد أن هذه التعيينات لم تكن مدروسة بشكل جدي ولم تأخذ بنظر الاعتبار مصالح وحقوق ابناء كركوك بجميع مكوناتهم بما فيه المكون العربي”.
وكانت لجنة التربية قد اعادت قبل يومين تعيينات وزارة التربية للعام الحالي لوجود “حالات فسادفيها.
احد المقربين من الوزير سابقا والمغضوب عليه حاليا قال مهددا ان وزارة المالية خصصت 15 ألف درجة وظيفية لوزارة التربية لهذا العام ولابد لعشيرتنا ان تأخذ حصتها منها. واذا حدث مالم يكن في حسباننا فنحن على استعداد لنشر الغسيل الذي يبدأ من الزيتوني والتآمر على ثورة 14 تموز وخفارات الكاظمية والقتل بكواتم الصوت ودفن الضحايا في الحديقة الخلفية لجامع براثا.. اما ازالة آثار قبر علي الوردي فسيحين الحديث عنها في وقتها.
فاصل تزويري: الكل يعرف ان الرجال متخصصون بالتزوير ولكن ان تكتشف لجنة النزاهة البرلمانية وجود اكثر 800 امرأة زورن شهاداتهن الدراسية فهذا وايم الحق قمة في رجولة هؤلاء النسوة.
عفارم عليكن خواتي.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.