دراسات قرآنية

ذكر الكتاب المقدس في العهد القديم التوراتي وفي سفر التكوين ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام ولم يناقض الكتاب نفسه في بقية الآيات والاسفار و يغير عدد تلك الايام . اما في القرآن فقد جاءت الايام متفاوتة العدد .

جاء في سورة ق 38 : ” ولقد خلقنا السماوات والأرض وبنيناها في ستة أيام وما مسنا من لغوب ” .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال : ” أَنَّ الْيَهُودَ أَتَتِ النَّبِيَّ صلعم ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ . فَقَالَ : ” خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ يَوْمَ الأَحَدِ وَالاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَمَا فِيهِنَّ مِنْ مَنَافِعَ ، وَخَلَقَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ الشَّجَرَ ، وَالْمَاءَ ، وَالْمَدَائِنَ ، وَالْعُمْرَانَ ، وَ(الْخَرَابَ ؟) ، وَهَذِهِ الأَرْبَعَةُ ” . لِمَنْ سَأَلَ , قَالَ : ” وَخَلَقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ النُّجُومَ ، وَالشَّمْسَ ، وَالْقَمَرَ ، وَالْمَلائِكَةَ ، إِلَى ثَلاثِ سَاعَاتٍ بَقِيَتْ مِنْهُ ، فَخَلَقَ فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثِ سَاعَاتٍ (الآجَالَ؟) [الآجال تكتب ولا تخلق] ، مَنْ حَيٌّ (يحيا) وَمَنْ يَمُوتُ ، (وَمَنْ مَاتَ) [كيف مات ولم يخلق بعد ؟]، وَفِي الثَّانِيَةِ أَلْقَى الآفَةَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ ، وَفِي الثَّالِثَةِ (خلق) آدَمَ ، وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ ، وَأَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ ، أَخْرَجَهُ مِنْهَا فِي آخِرِ سَاعَاتِهِ “. .. مكتبة اسلام ويب .

تعليق :

اولا – كيف عرف محمد كل هذه التفاصيل عن توقيتات الخلق بالايام والساعات ؟ هل اخبره بها جبريل بوحي انزل اليه من ربه، علما انها لم تكن ضمن وحي القرآن و لاجاء بها جبريل والا لذكرت بالقرآن، فما هو مصدرها ؟ !!

ثانيا – الكارثة الكبرى ان رسول الاسلام يقول ان الله خلق الارض يومي الاحد والاثنين!! وخلق السماوات يوم الخميس وخلق الملائكة يوم الجمعة اي ان الارض خلقت قبل السماوات وقبل الملائكة !!

فهل نصدق هذا الحديث الخرافي من حبر الامة ابن عباس ورسول الاسلام رغم تفاهته و عدم واقعيته ، وتناقضه مع ايات القرآن ؟

جاء في سورة فصلت 9-12:

” قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ …”

تعليق : ” خلق الله الارض في يومين ، وخلق الرواسي والاقوات فوق الارض في اربعة ايام ، فقضاهن (السماوات والارض) في يومين .|

الغريب ان خلق الرواسي (الجبال) على كوكب الارض وحدها والاقوات استغرق اربعة ايام بعد ان خلق الارض في اول يومين ، فهل كانت الارض بلا جبال ولا رواسي عند خلقها في او يومين ؟ والاغرب من هذا خلق الجبال الرواسي على كوكب واحد وهو الأرض باربعة ايام فاستغرق وقتا اكثر مما استغرق خلق مليارات وتريليونات النجوم والكواكب و المجرات في السماوات التي قضاهن في يومين فقط !! فهل هذا كلام منطقي معقول ؟

ابن عباس يقول نقلا عن نبي الاسلام : ان الله خلق السماوات يوم الخميس ، اي في يوم واحد !! والقرآن يقول قضاهن سبع سماوات في يومين ، فمن نصدق ؟

ان كانت نصوص القرآن متناقضة مع بعضها البعض ، فلا عجب ان تناقض ابن عباس و نبيه مع القرآن .

دعى اله القرآن السماوات والارض ان تأتياه طوعا او كرها . فهل كان اله القرآن موجودا خارج السماوات والارض ليأتيا اليه من بعيد ؟

الغريب ان السماء والارض تتكلمان كالبشر بلغة عربية ايضا وتجيبان الله على دعوته ” فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ”!! صحّ من قال : الارض بتتكلم عربي .

سورة النازعات 27 – 30 : ” أأنتم أشد خلقا ام السماء بناها ، رفع سمكها فسوّاها ، واغطش ليلها و أخرج ضحاها ، والأرض من بعد ذلك دحاها “

اولا – من هو المتكلم في القرآن هنا ؟ ان كان الله المتكلم فهل يقول في كتابه : السماء بناها ،، فسواها ،، اغطش ليلها و اخرج ضحاها . فمن هو الفاعل هنا ان كان الله يتكلم عن من بناها وسواها . ان كان الله هو المتكلم ، فلماذا يتحث المتكلم عن ضمير غائب ( هو) بناها وسواها … ولم يقل بنيناها اوسويتها واخرجتُ او اخرجنا ضحاها ! كما قال في احدى آياته ” (انا خلقنا) الانس والجن ليعبدون” ، فمن هو المتكلم الحقيقي في القرآن ؟

ثانيا – من خلقت اولا السماء ام الأرض ؟

يقول مؤلف القرآن السماء بناها …. والارض (من بعد ذلك) دحاها !!

هذا يعني في تسلسل الخلق ، السماء خلقت اولا ، و( من بعد ذلك ) خلق الله الارض ودحاها .

بينما في سورة البقرة 29 يقول مؤلف القرآن : خلق ما في الارض جميعا ( ثم ) استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات .

هنا الارض خلقت اولا ثم السماء استوى اليها فسواهن (خلقهن) سبع سماوات تناقض بين الايتين في تسلسل الخلق بين السماء والارض في قرآن واحد .

وفي الحديث اعلاه قال النبي ان الارض خلقت يومي الاحد والاثنين والسماء خلقت يوم الخميس . اي كان خلق الارض اولا ثم السماء بعد ذلك سواها او خلقها !!

فمن خلق الله اولا، السماء ام الارض ؟ واين كان الله موجودا قبل ان يستوي الى السماء وينتقل اليها ؟

” خلق ما في الارض جميعا ( ثم ) استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات “.

ان خلق الله الارض اولا ثم استوى الى السماء وهي دخان فسواهن سبع سماوات ؟ اذن متى خلق الدخان ولماذا لم يات الدخان ضمن تسلسل الخلق ؟

ان كانت السماء موجودة اصلا قبل ان يستوي اليها ، ثم استوى اليها بعد خلق الارض وقد خلقها اول مرة ، فلماذا يدعو الله السماء والارض ان تأتيا اليه طوعا او كرها بعد ان خلقهما ؟ وهل كان الله موجودا خارجهما ؟ فعن اي سماء كان يدعو لتأتيه ؟

تناقضات و لخبطات كثيرة فهل القرآن هو من عند الله ام من تأليف محمد ؟

في سورة طه 2-4 : يبدو في تسلسل الخلق حسب منطوق الكلام وسياقه اللغوي والبلاغي ان الارض خلقت قبل السماوات . هكذا

” طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ، الا تذكرة لمن يخشى ، تنزيلا ممن خلقَ الأرضَ و السماوات العلا “

نلاحظ تسلسل الخلق ان الارض جاء ذكرها قبل السماوات العلا في نسق الكلام . فهل اختلاف تسلسل الخلق جاءعلى حساب تناسق القافية والسجع ؟ ام ان الارض فعلا خلقت قبل السماوات ؟

المعروف علميا ان الارض نشأت كجزء من مكونات الكون اي نشأت بعد الانفجار العظيم بتسعة مليار سنة وبعد تكون المجرات والنجوم والكواكب والشمس .

فهل كان مؤلف القرآن يجهل ما خُلق اولا وما جاء تاليا رغم اتصاله بالوحي السماوي الذي لم يترك شيئا الا واخبره به.

لاحظ ان اسم السورة (طه) لا علاقة له بما ورد بالنص كما في سورة البقرة وال عمران والنمل والعنكبوت ، حيث اسم السورة مشتق من ما جاء في النص ، انما جاء الاسم هنا ليناسب السجع والقافية فقط ، طه – يشقى – يخشى – العلا .

معظم الايات تذكر ان الله خلق السماوات والارض ، تأتي كلمة (الارض) بصيغة المفرد . كما في في سورة طه 2-4 :

” خلق الارض والسماوات العلا “

ولكن في سورة الطلاق 12 يغير مؤلف القرآن رايه في الاعداد و يذكر ان الله خلق سبع سماوات وسبع ارضين !!

” الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن “

اين تقع تلك الارضين ؟ هل هي كواكب شبيه بالارض وعليها مخلوقات تشبه الانسان والحيوانات والنباتات التي تعيش على الأرض ؟

قال عمرو : ” ان في كل ارض وكل سماء موجود مثل ابراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق ” !! فهل ابراهيم مستنسخ بسبع نسخ كما هي الارض والسماوات مستنسخة ايضا كل منهما بسبع نسخ ؟

الخاتمة

“افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوافيه اختلافا كثيرا”

لقد وجدنا فيه اختلافات كثيرة جدا ، فهل هو من عند الله ؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.