داحس والغبراء في المنطقة الخضراء

محمد الرديني

لا اكره عندي من تذكر حرب داحس والغبراء التي راح ضحيتها المئات بسبب جرو وقيل لسبب آخر مايزال علماء التاريخ المعاصر من العرب والاعاجم يبحثون عنه.
مهما يكن السبب فهو في نظر اولاد الملحة الان اسخف من السخف نفسه، ومع ذلك فالقوم آنذاك لم يجدوا غير لعبة الحرب يقضون بها على فراغهم القاتل، وليس هناك من شريف يتصدى لأعادة كتابة التاريخ من “جماعتنا طبعا” ليعتذر من الاجيال الجديدة كما حدث وسيحدث في بلاد الكفار.
ماعلينا..
هذه الحرب الضروس ماتزال على ساق وقدم بين الاطفال الخدج في المنطقة الخضراء والتي جّف خضارها حاليا ولم تعد خضراء بسبب جفاف مياه دجلة الذي اصبح مجرى للفضلات الكريهة وغير الكريهة.
على ذكر المياه الكريهة، صرح امس الفذلكي بهاء الاعرجي وهو كما تعلمون نائب في البرطمان في تنظير تحرري على اعتبار انه رئيس كتلة الاحرار قال فيه وارجوكم اكظموا غيظكم كما فعلت انا لثوان معدودات.
قال الاعرجي:أن هناك توجهين سياسيين في مشروع البنى التحتية، لافتا إلى أن التحالف الوطني مع القانون من حيث المبدأ، فيما اعتبر فشل مجلس النواب في إقراره قبل حلول العطلة التشريعية فأن القانون سيكون في خبر كان.
ويسترسل الاعرجي في تنظيره حول مياه المجاري والامطار وتأسيس البالوعات من اجل عدم عودة “نزاح الطهاير” الى الوجود بعدما انقرضت وظيفته فقال: ان هناك توجهين متضادتين أخذا البعد السياسي في قانون البنى التحتية، الأول يعتقد أن الجهة صاحبة المشروع تريد أن تجير المشاريع لمصلحتها، والثاني يريد أن يفشل المشروع، لكي لا يستفاد طرف واحد من الدعاية الإعلامية في الموضوع”.
وقال الاعرجي بعد ذلك كلاما كثيرا لم يسلم من شرارته حتى هو شخصيا.
ماعلينا مرة ثانية…
لكن اللي علينا ياشباب هو استحداث قاموس جديد يحوي كلمات ومعاني جديدة في لغة “الردح الثوري” لأن بصراحة لا الكلمات البذيئة ولا ردح الشراميط في نوادي الكرادة ولا هز البطون في حانات بيروت يمكن ان ينفع بهؤلاء.
ولكم حتى ارتيريا عندها مجاري وشوارع مبلطة وبالوعات تستوعب حتى الخرفان التي ستذبح في عيد الاضحى بعد شهر بالتمام والكمال.
بهاء الاعرجي لاعب سلة ماهر فقد رمى الكرة نحو الهدف ولكن زميله جواد الشهيلي وهو ايضا عضو فعال في كتلة الاحرار وعضو لجنة النزاهة في البرطمان تلقفها ليصيح: ان مشروع المدينة الرياضية بالبصرة سيطيح بالوزير والمستثمر وبرؤؤس كبيرة موجودة في الوزارة من ضمنهم مدير الشؤون الهندسية الذي استبعد بسبب الاجتثاث” .
ياسلام على الاولاد الحلوين والحبابين والشاطرين..
ولأنهم كذلك فقد انضم اليهم احد اعضاء مجلس محافظة نينوى.
هذا الاخ، واسمه احمد السيد عواد لاحظوا انه سيد وربما من آل البيت، اعتدى بالضرب والسب والشتم على احد موظفي هيئة الحج والعمرة في المحافظة داخل غرفة الموظف “.
ليش خويه؟…
لأن احد اقاربه لم يظهر اسمه في قرعة الحج ولهذا فالاخ العضو احتج ومارس صلاحيته ضد موظف عمومي لم يكن ابدا مسؤولا عن اجراء القرعة.. وحسب سيدنا عواد جل قدره ان سحب الاسماء في القرعة مثله مثل الانتخابات المضحكة في البرطمان وغيره.
لا اريد ان اقسم لكم انها ديمقراطية “جعب ابريك” فالقسم حرام شرعا في مثل هذه الامور خصوصا وان قريب عواد يريد ان يروح للحج وعلى العضو اياه ان يضرب الناس حتى تكون الحجة مقبولة باذنه تعالى.
فاصل: فطومة.. والله لوكنت في بلد من بلاد الكفار لهاجت الناس وقدموا رئيس الحكومة للقضاء.. وانتم تعرفون الباقي.
ودعناكم.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.