خطاب مفتوح لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي

سيدى الرئيس
اعلنتَ أمس بوضوح فى باريس عن ارادتك فى إقامة “دولة مدنية ديمقراطية حديثة” فى مصر و هو ما يرجوه المصريون المستنيرون .
فهل توجد فى العالم كله “دولة مدنية ديمقراطية حديثة” تحتوى عاصمتها على أكشاك فتوى اسلامية فى محطات المترو ؟
و هل توجد فى العالم كله ” دولة مدنية ديمقراطية حديثة” ينطوى نظامها القانونى على جريمة ازدراء الاديان ؟
و هل توجد فى العالم كله “دولة مدنية ديمقراطية حديثة” تغلق فيها دور العبادة لفئة من الشعب حرصاً على حساسية متطرفة من الفئة الاخرى ؟
و هل توجد فى العالم كله “دولة مدنية ديمقراطية حديثة” كلما تحرك رئيسها خارجها الى دولة اجنبية خرجت خلفه الدلالات من عينة ام ترتر بسوقيتها و جهلها وعاطفتها الهوجاء وهل فى العالم كله من يعتبر هذا الهطل تأييداً شعبياً لنظام الحكم ؟
و هل توجد فى العالم كله “دولة مدنية ديمقراطية حديثة” يمارس فيها الارهاب الطائفى و القتل على الهوية دون ان تتم محاكمة القاتل و لا العثور عليه و لا معاقبته او مقاومته و لا تصفيته على مسرح الجريمة هو ومن عاونوه فى جرائمه ؟
الفارق كبير بين الرغبة و القدرة يا سيدى ، بين القدرات المحدوده و الطموحات الكبرى !
الم يكمن هنا تحديداً العيب الأكبر للاخوان المسلمين ؟ فى ذلك التفاوت الشاسع بين قدرات بدائية هزيلة فى الحكم والادارة تبلغ حد التخلف، و طموحات خيالية بائسة فى ان يصبحوا حكام مصر بل اساتذة العالم وهم بتلك الضحالة المفجعة التى شهدناها.
سيدى الرئيس
فى الدولة المدنية يكون الانسان اولاً
أما فى الدولة الدينيه فتكون الديانة اولاً
نحن ضد القهر باسم الدين، والعربده باسم الحرية، والظلم باسم السلطة ، والتخوين باسم الوطنية، و التكفير باسم العقيدة ، والتبعية بدعوى الاستقرار ، و تحصين فئة على حساب اخرى ،فبذلك يتعلق الأمر كله و تتوشج روابط الدولة مع المواطنة.
دكتور وجدى ثابت غبريال
كلية الحقوق و العلوم السياسية
جامعة لاروشل – الجمهورية الفرنسية

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.