خطاب الرئيس مرسي يحرق مصر

 بسم الله الرحمن الرحيم

 د/ إيهاب العزازى

 جاء خطاب الرئيس مرسي للقوى السياسية صادم ومخيب للأمال بل وسيزيد الموقف إشتعالآوسيزيد حالة الإحتقان السياسي فى الشارع المصري فبعد الأحداث الدموية العنيفة التى شهدها محيط قصر الإتحادية ونتج عنها قتلى وجرحى وزادت حدة الصراع السياسي بين الرئيس ومعارضية وتحول الصراع لساحة حرب إستخدمت بها أبشع الوسائل لسحل وقتل المصريين من كلا الجانبين وكان الجميع ينتظر من خطاب الرئيس أن ينتصر لمصر الثورة و يلبى رغبات الثوار ويدخل البلد فى حالة حوار حقيقي بدلآ من حوار الطرشان الذى تعيشة مصر فالرئيس وحزبة ومؤيدية فى مسيرتهم مستمرون والمعارضة تحارب طواحين الهواء ولا حياة لمن تنادى فمن الواضح أنة سيقاتل لإبقاء الإعلان الدستورى المكبل وتمرير الإستفتاء المدمر لوحدة وتماسك الشعب المصري .

 لاأعلم كيف يتخذ الرئيس قرارة فهل يعلم حالة الغضب الشعبى وتصاعد الإحتجاجات بشكل يعكس تطور الأزمة وتعقدها فهل لايري الشارع والأحداث المؤسفة فالمصريين يقتلون بعضهم بسببة ما بين مؤيد ومعارض أم أنة يراهن على قوة دعم تيار الإسلام السياسي فخطاب الرئيس أغفل وتجاهل المطلبين الأساسيين وهما تجميد الإعلان الدستورى وتأجيل الإستفتاء على الدستور وكان خطاب الرئيس واضح وصريح لا إلغاء للإعلان ولا تأجيل للإستفتاء كل شئ فى موعدة إذن لماذا خرجت ياسيادة الرئيس هل تعتقد أنك تخمد الحرائق وتعمل على إستقرار البلاد بتجاهلك للمطالب الشعبية وهل تحسن تقدير الموقف وتطورة أم ماذا فحرق مصر لن يفيد أحد وستحترق مصر بالجميع .

 الرئيس فى خطابة أراد توصيل رسالة هامة لكل المعارضين لن أتنازل عن قراراتى ولن أتراجع عن تحصين نفسي وقراراتى ودعوتة للحوار هى دعوة لاقيمة لها فمحل النزاع وسبب الأزمة الرئيس يرفض التراجع عنة ويريد أن يتحاور مع القوى السياسية حول أمور أخرى فرعية لاقيمة لها مثل إستكمال مجلس الشورى فهل يريد أن يمنح بعض معارضية عضوية المجلس لتهدئة الأمور أم ماذا وكذلك الحديث عن قانون مجلس الشعب الظالم الذى تم وضعة بالدستور فهو قانون تم تفصيلة للجماعة بسياسة الدوائر المفتوحة الواسعة لتسيطر الجماعة على السلطة التشريعية فى البلاد وكل ما يهمنى أن دعوة الرئيس للحوار مع القوى السياسية مشروطة بمواضيع محددة وهى حوارات فى أغلبها لاتخرج بنتائج فهل يريد الرئيس تضييع الوقت لتمرير الإستفتاء على الدستور أم ماذا .

 الرئيس بخطابة جمع الفلول والمعارضة فى سلة واحدة ولا أعلم لماذا يكرر لفظ الفلول كثيرآ فى خطاباتة فهو رئيس لكل المصريين وعلية أن يجمع أبناء الشعب المصرى تحت قيادتة للبلاد ولا أن يشارك فى مزيد من الإنقسام الحاد الذى تعيشة مصر وذكر الرئيس عدة أشياء خطيرة منها سخريتة الواضحة وعدم إحترامة أو ثقتة فى أحكام القضاء المصرى الذى جاء بة رئيسآ عندما ذكر أن أحد متهمى موقعة الجمل يدير حملة ضدة والسؤال هنا القضاء أخرج الرجل فلماذا التهكم والسخرية من رجل أخرجة القضاء وتمت تبرئتة بحكم محكمة والأهم هل يظل الرئيس يشكك فى البشر لمجرد إتهامهم فى القضية وكذلك إن كان يملك الدليل على وجود مؤمرات ضدة فليكشفها للرأى العام عبر أدلة ومستندات ويقدمها للقضاء والعدالة بدلا من حالة الشائعات والبلبلة وفقدان المصداقية فى كل البشر الرائجة الأن فى مصر .

 الرئيس فى خطابة عرض لشئ خطير وهو معرفتة بوجود أموال تأتى من الخارج لمعارضتة وإفشالة ومجرد الحديث فى هذة القضية إحراج للرئيس فإن كان يملك أدلة على ذلك فليقدمهم للنائب العام ويفضح هؤلاء المفسدين فنحن نريد أن نعيش فى حالة من الشفافية والوضوح فى كل شئ فمعلومات بلا دليل كارثة وتعكس مصداقية الرئيس لدى الشارع وهناك أمر خطير وهو إعترافة أن البلطجية كما ذكر إعترفوا بتلقى تمويلات لإسقاطة والسؤال هنا هؤلاء لانعلم إن كانوا بلطجية أم معارضين للرئيس وهم فى النيابة العامة التى تمتلك سلطة التحقيق وتوجية الإتهامات وتحويلهم للقضاء فمن الواضح أن الرئيس أو من حولة يضعونة فى مواقف تفقدة الكثير من مصداقيتة وهيبتة فهو أكبر من مثل هذة المعلومات الغير مؤكدة بحكم قضائى حتى الأن .

 الكارثى فى خطاب الرئيس أنة أشار للجميع معارضية والفلول ووجود مؤامرات ضدة ولم يتكلم عن جماعة الإخوان المسلمين التى نزلت لحمايتة من المعارضين وحدث بسبب ذلك إشتباكات وقتلى وحرجى وسالت دماء المصريين فلماذا يصمت الرئيس تجاههم وهل سنراه يقدمهم للمحاكمة بعد البلاغات العديدة المقدمة ضد عدد من قيادات الجماعة بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين أم ماذا فصمت الرئيس ضد تجاوزات الجماعة الواضح فى بعض تصريحات قياداتها يجعلما نتسائل هل الرئيس يوافق على ذلك أم ماذا فيجب أن يكون رئيسآ لكل المصريين وليس جماعة ولا حزب .

 لا أعلم من كتب خطاب الرئيس وأشار علية بهذا الأداء السلبى ضد ما يحدث فكل ماقالة يزيد الأمور تعقيدآ ويزيد الصراع السياسي وسجعلنا قلقين على مستقبل هذا الوطن فحرب المليونيات الدائرة حول الرئيس ما بين مؤيد ومعارض ستزيد المجتمع إنقسامآ وستتسع مساحات الإختلاف السياسي مما يجعل مصر مناخ خصب للطرف الثالث الذى سيحرق مصر على الجميع ونتمنى أن يثبت الرئيس أنة للشعب من مؤيدية ومعارضية قدرتة على قيادة المصالحة الوطنية والعبور بمصر نحو الأمان فمصر تحترق نتيجة لإعتمادة على جماعتة إقصائة كل معارضية وتمريرة الدستور بهذة الحالة سيزيد التوتر والتعصب فى المشهد السياسي المصري .

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.