حمص يا وجعي

حمص يا وجعي
يبدو ان الباصات الخضر لن تعود و كل من خرج من منزله لن يعود اليه ..
نعم هناك عمليات تغيير ديمغرافي ليس في حمص فقط بل في كل مكان من سوريا و هذا رغم ان التقسيم لم يتفق عليه رسميا احد و لم توقع عليه اي من القوى العظمى الا أن طرفي الصراع و على رأسهم النظام يفضلون ان تتقسم سوريا على أن يتنازلوا عن مليم من مكتسباتهم .. نعم مكتسباتهم فالنظام الممثل برامي مخلوف و شاليش و الاسد و اتباعهم يفضلون ابادة الشعب السوري بما فيه الطائفة العلوية على ان يتنازل احد منهم عن مليم من سرقاته و غنائمه التي أدمت قلوب السوريين و مزقت النسيج الوطني ..
اما الطرف الأخر فهم يقوده شقين : شق من الطامعين بديكتاتورية جديدة مبتذلين عند انظمة لا ديمقراطية يتذللون لها لكي تفوضهم للحديث باسم الشعب السوري .. الذي لم يفوضهم .. اما الشق الثاني فهم و للاسف متطرفين يبغون حكم اسلامي و هو ليس مطلب مقبول و لا يعقل و في الحالتين هم عالة على الشعب السوري و الوطن و اللحمة الوطنية .
في هذه الظروف القتال مستمر و التهجير مستمر و لا احد بامكانه ان يمون على احد حتى من ملته و من صفه للتنازل او التراجع.. النظام فاقد السيطرة على اطرافه و شبيحته ينازع مدعوم و المتبروزين من المعارضة كذلك لا يمونوا على نملة كذلك… و ان تم التقسيم على يد كل هؤلاء المنافقين بما فيهم الاسلاميين .. فسيكونوا هم اول الخاسرين .. و شعوبهم لن تغفر لهم لان الشعب السوري الفقير واحد ..
سيخسروا هم انفسهم لان الشعب السوري لم يعد ممكن ان يخسر اكثر مما خسر و لم يعد ممكن ان يعاني اكثر مما مر عليه .. سيصل للحظة يطالبهم بالتقسيم ليس لانه مقتنع بان القائد الذي يتحدث باسمه في المنصات الدولية محق بل لأنه تعب ..
يقول التلاوي متحدثا من حمص عن اهل الوعر و ما الوطن بدون سكانه .. و لا بد ان نجيبه و ما هذا الوطن الذي لا يعطي لابنائه الا الذل ..
ابناء وطني الذين مهما فعل قادتهم و مهما تقاتلوا ستاتي لحظة يندمون فيها لانهم صفقوا لقادتهم من شبيحة لطائفيين علويين و سنة .. سيندموا لانهم سكتوا و ساندوا قادتهم و سمحوا بقتل اخ سوري باسم الطائفية الكاذبة..
الحقيقة ان سبب الذي جرى هو الفقر هو جشع النخب و القادة و التجار .. الذين سلطوا باسم الطائفة و الدين و القوى الخارجية من ايرانية لسعودية لكي يقبضوا اكثر و يسرقوا و يتنفذوا .. اكثر و اكثر
و الذي يحارب هو الفقير فقط لان الغني يهاجر .. الذي خرب بيته هو الفقير فقط و الطبقى الوسطى .. و الذي غرق بالبحر هو من الطبقة الوسطى لانه كان معه ثمن الرحلة .. و الاخرين غسلوا مخه بهذا سني و هذا علوي .. و هذا شيعي و هذا مسيحي .. و هذا كوردي و هذا عربي ..
التقسيم هو الحل الوحيد الذي يتفق عليه القادة المتنازعين و الان يتحاربون على تسطير الخريطة بصمت و تواطئ دولي مخزي.. و يا ايها الشعب الكريم الذي سلمت ثورتك لحثالة من قيادات احزاب تاريخية معفنة .. انظر اين اخذوك ..

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.