ج 1 / السقوط المُنتظَرْ! قراءة في كتاب سقوط العالَم الإسلامي للمفكر المصري حامد عبد الصمد !

مقدمة :
مقولة يتداولها عامة العرب والمسلمين في وقتنا الراهن مَفادها أنّهم دفعوا (في فلسطين) فاتورة جرائم النازيّة ضدّ اليهود (رغم إنكار غالبيتهم لتلك الجرائم أصلاً)!
لكن الحقيقة التي لايستطيع مُنصف إنكارها ,هي أنّ المُسلمين خصوصاً منهم المُهاجرين الى أوربا والعالم الغربي ,إستفادوا كثيراً من تساهل قوانين الغرب وإنسانيتها .تلك التي تطوّرت بعد الحرب العالمية الثانية بشكلٍ ملحوظ ,وكان من أسباب تطوّرها الكوارث التي حاقت بالشعوب (من بينهم اليهود بالطبع) نتيجة السياسات النازيّة والفاشيّة والعنصرية !
نعم العرب والمسلمون إستفادوا من هلوكوست اليهود وإن بطريقة غير مباشرة .لكنّنا شُطّار فقط في التشكّي والتباكي وإتهام الآخرين بالمؤامرة!
مثال بسيط على ذلك ,أمامي الآن على شاشة الـ
BBC
العربية برنامج نقطة حوار ,يناقش موضوع قضايا التعليم والتنميّة في البلاد العربية .أحد المُتصلين عزا جميع مشاكل التعليم الى عدم رغبة الغرب بنهوض العرب وأغرب من ذلك لم أسمع من أيّ متصل ولو إشارة بسيطة لمسؤوليتنا الذاتية على الأقلّ عن (التكاثر الفئراني) ,رغم ضعف إقتصاداتنا .
والعُتبى بالطبع على هذا التكاثر الرهيب هو ثقافة (تنكاحوا تكاثروا فإنّي مُباهٍ بكم الأمم يوم القيامة) !
أوّاه ..دائماً الكميّة هي المهمة ,من دون النوعيّة !
عندما أهداني صديق عزيز كتاب (سقوط العالم الإسلامي) للكاتب والمفكر المصري المُبدِع (حامد عبد الصمد) ,بداتُ بقرائته مع شعور يتملّكني بأنّه ّيقول ما أظنّه بالضبط وبطريقة مرتّبة !
لذا فلا أقلّ من عرض بعض أفكار هذا الكتاب للقرّاء الكرام !

hamedabdelssamad

صورة مؤلف الكتاب حامد عبد الصمد

******
ص 3 / سقوط الغرب !
في البدء يخبرنا (حامد عبد الصمد) عمّا دفعهُ لهذا الكتاب قيقول :
دفعتني قراءة كتاب (سقوط الغرب) للفيلسوف والمؤرخ الألماني (أوزفالد شبلنجر) الصادر عام 1918 ,الى سؤال نفسي :
هل حقّاً يصف الفيلسوف حال حضارة بلادهِ في بداية القرن العشرين ؟
أم ربّما هو يصف حال حضارة بلادي في القرن الحادي والعشرين ؟
فقد كان يسرد الأسباب التي يرى أنّها ستؤّدي في النهاية الى إنهيار الحضارة الغربية .يتحدّث عن شيخوخة المدنيّة الاوربيّة كحضارة فقدت بوصلتها وروحها وسقطت في غياهب الماديّة والعُنف !
أفلا ينطبق ذلك على حال عالمنا الإسلامي اليوم ؟
***
ص 5 / البناء الخاطيء !
بُنيت الحداثة على خمسة أعمدة هي :العِلم ,الإنتاج ,الإستهلاك ,القوّة العسكرية ,أفكار حركات التنوير الأوربيّة !
يبدو أنّ مُعظم البلدان الإسلاميّة إستعارت فقط مبدأي الإستهلاك والتسلّح
وأهملت ما تبقى من دعائم المدنيّة الحديثة .فتهالكت وشاخت وصارت لاتُقدّم للبشريّة شيئاً يُذكر !
نحن نستورد المنتجات الغربية ,لكننا نرفض الروح التى أنتجتها ,روح الحُريّة الفردية والبحث والمراجعة ومحاسبة الذات وحماية البيئة !
إنّ ما نراه اليوم فى عالمنا الإسلامي ليس صراعاً بين الحداثة والتراث كما يزعم البعض .إنّما هي حالة إحتضار للثقافة العربية والإسلامية التي لم تعد قادرة على طرح إجابات حقيقية لأسئلة العصر المُلحّة .
إنّها حالة من الارتباك والتشنّج الفكري أودت بالبعض منّا إلى الإنفصام
وبالآخر إلى اليأس أو العنف والتطرف .هذه حالة من اليُتم الثقافي والفقر الروحاني نحاول أن نخبّئها خلف التدين الزائف ,أو الصراخ على قضايا تافهة صوريّة ,أو حتى رسوم كاريكاتورية بائسة !
الدين الإسلامي يختفي تدريجيا من القلوب والضمائر .وصار لا يظهر سوى فى اللحى والشعارات !
إنّ من يصرخ بإسم ربّه فى الطرقات وعلى الفضائيّات ,قد فقده في وجدانه منذ زمن .كل هذه دلائل واضحة على السقوط الفكري للعالم الإسلامي الذى يُنذر بسقوط مادي وشيك !
مشكلتنا عندما نقرأ التاريخ أنّنا لا نرى إلّا أنفسنا ولا نواجه سوى مخاوفنا
إذا قرأنا التاريخ نُفضّل أن نُعظّم ذواتنا ولا نرى فى الآخر إلا شيطاناً بلا رحمة ,عكسنا تماما أو عكس ما نحب أن نكون .
إنّ العالم الإسلامي لا يشعر بالقوّة ,لكن بقلّة الحيلة !
فلا نحنُ تصالحنا مع المدنيّة الحديثة وروحها ,ولا نحن عدنا إلى العصبيّة العربية القديمة التى كانت قادرة على تعبئة الفرسان وتجييش الجيوش .
صارت مدنيّتنا فى بطوننا وجيوشنا فى حناجرنا .نعيش حالة من الجمود الفكري والسياسي فى عصر العولمة الذى يحتاج المرونة !
تدهور تعليمنا فى عصر العلم وتفاقمت الكوارث البيئية والجويّة لتهدد
مستقبل الإقتصاد فى الدول الإسلاميّة ,بل حتى مياه الشرب !
هذه هي الأسباب التى تجعل نبوءة سقوط العالم الإسلامي ,لا ضرباً من ضروبِ قراءة الكف ,إنّما نظرية لها أبعاد تأريخيّة وإجتماعيّة وسياسيّة!
***
ص 8 / العالم الإسلامي وسفينة تايتانك !
السفينة الإسلامية تقف وحيدة مكسورة وسط محيطٍ بارد لا تعرف طريق النجاة .مسافرو الدرجةِ الثالثة ينامون فى جحورهم لا يعلمون شيئأ عن
المُصيبة القادمة.الأغنياء يحاولون الفرار بقوارب النجاة القليلة ويفكرون في ذات الوقت أن يربحوا من الكارثة.رجال الدين يُكررون نفس الطلاسم والشعارات ويطالبون الناس بالصبر ,أمّا من يُسمّون (بالمُصلحين) فيذكرونني بالعازفين الذين واصلوا العزف حتى غاصت السفينة .
إستمروا يعزفون رغم إدراكهم أنْ لا أحداً ينصت إليهم على الإطلاق .
مع ذلك هناك فرق واضح بين السفينتين !
السفينة الإسلامية قديمة مُهترئة مُهشّمة منذ قرون .كانت مُحملة بما يزيد عن طاقتها ,تسير بلا بوصلة. ولأنها لم تدرِ إلى أين تريد الذهاب ,كانت كل رياح البحر غير مناسبة لها !
إحتكاك بسيط بجبل جليدي إسمه الحداثة كان كافياً لتفقد السفينة الإسلامية توازنها .والآن نراها تقف مكسورة تملؤها مياه البحر ,مع ذلك يصرّ معظم ركابها على أنّها لن تغرق ,لأنّهم يرون فى إبحارها أمراً إلهياً !
***
ص 16 / إنتعاش الفكر الديني !
كاد تأثير الدين يختفى تماماً في مصر لولا وصول حملة نابليون .يبدو أنّ مجىء العدو الأوروبي هو الذي يُذكّر المسلمين دائماً بأن لهم ديناً !
إنتعاش الفكر الديني يأتي دائماً مع ظهور الغازي القادم من الجانب الآخر من البحر المتوسط ! كان الأمر هكذا مع مجيء الفرنجة (الصليبيين) والاستعمار ومع إحتلال فلسطين !
يا تُرى هل سيبقى الدين رائجاً لو صرنا بلا أعداء؟ هل ستبقى الهوية؟
***
ص 17 / الشعور بالخجل !
في كتابهِ (الوجود والعدم) يعطي (جان بول سارتر) مثالاً لكيفية ميلاد الخجل .يحكي قصة رجل يُراقب مجموعة من الناس من خلال ثقب مفتاح أحد الأبواب.وطالما كان يراقب الآخرين لم يكن يشعر أنه يرتكب خطأً .بل إنّه لم يكن يشعر حتى بذاته .لكن حينما جاء شخص آخر من خلفه وأمسك به مُتلبساً بفعلته أحسّ بذاته وشعر بالخجل !
لقد أمسك بنا الأوروبيون ونحن متلبّسون بالتخلّف ,فتشنّجنا ولم نقوَ على الاعتراف بالحقيقة !
الآخرون دائماً هم الذين يولّدون شعورنا بالخزي .نظرات الآخرين هي الجحيم بعينهِ .نظرات جنود نابليون وجنود الإنكليز إلى فلاحي النيل , نظرات الجنود الفرنسيين إلى أبناء المغرب العربي كانت تملؤهم بالخجل والغضب .كانت تلك النظرات تشككهم فى أسطورة أنّهم خير البشر !
ولا تزال نظرة الغربي تثير غضب المسلم فى كل أنحاء العالم الإسلامي.
وبدلاً من نظرة المسلمين للأوربيين كبشر مثلهم لهم عيوبهم وميزاتهم ومخاوفهم وغباؤهم ,فإنّهم يفضّلون أنْ يروهم تجسيداً للشرّ ذاته لا يأتِ منهم خيراً البتّه !هذه النظرة توفر عليهم التفكير في أخطائهم ومشكلاتهم وتجعلهم يستدفئون بدور الضحية .فالآخر دائماً هو المسؤول الأوّل عن كل إخفاقاتهم وكوارثهم !
***
ص 30 / الإسلام هو الحلّ !
كان الإسلام السياسى دائماً قادر على توفير حيِّز للهروب إلى الخلف!
الهروب إلى تاريخ خيالي لأمة إسلامية خالية من العيوب .لكن هذا الإسلام السياسي أبداً لم يقدّم حلولاً الى الأمام .كانت لديه القدرة دائماً أن يكون معارضاً جيّداً وصوتاً غاضباً .لكن ما أنْ آلت إليه السلطة حتى إنتهى الأمر بكارثة .مثلما رأينا فى أفغانستان وإيران والصومال ونيجيريا والسودان ,(ومؤخراً مصر في سنة حُكم الإخوان السودة)!
إنّ العودة المُتكررة إلى شعار إسلامي مثل (( الإسلام هو الحلّ )) لهو دليل على الفشل وقلّة الحيلة واليأس السياسي !
***
ص 32 / الكراهيّة !
يصف الفيلسوف الألماني (تيودور أدورنو / 1903 ـ 1969) الكراهيّة بأنّها الماتور الأخير الذى يحرك مجموعة من البشر إذا فقدت كل طاقتها وأن العدو (والشعور الدائم بالكراهية نحوه) ,هما مصدر لتجميع القوى المسلوبة .هذه ظاهرة موجودة حتى في مباريات كرة القدم !
***
ص 33 / تجارة الغضب ,أو أنا مسلم إذن أنا زعلان !
أعتقد أن شعورنا بعداءِ الغرب لنا ورغبته فى النيل منّا هو شعور عزيز علينا جداً لا نريد التخلّص منه .لأنّ هذا الشعور يجعلنا نعتقد أن لنا قيمة.
فلو أنّ الغرب تجاهلنا تماماً لأصبنا بخيبة الأمل وربما شعرنا أننا لسنا على قيد الحياة.فنحن نترقب إهانات الغرب لنا وننقّب عنها في كلّ مكان وكأنّنا نتلذذ بذلك فى لعبة مازوخيّة !
يبدو أنّ الغضب والعداء هما السلاحان الوحيدان المتبقيان لدينا في صراعنا مع الغرب بعد أن خسرنا سباق العلم والصناعة والتسلّح ضده!
من ناحية أخرى فإذا جاء مديحٌ للإسلام من شخص غربي كان ذلك مثل بلسم على جراحنا .فبينما ودّعنا الرئيس الأمريكي السابق بضربة حذاء من العراق ,إستقبلنا الرئيس الجديد أوباما بالتصفيق الحاد فى جامعة القاهرة .وكانت قاعة المحاضرات تهتز نشوةً كلّما إستشهد أوباما بآية قرآنيّة أو إعترف بدور المسلمين الحضاري عبر التاريخ !
***
ص 34 / السخرية في الغرب ليست موّجهه ضدّنا !
الانتقاد والسخرية موجودان فى الغرب وجوداً ملحوظاً ,هذا جزء من حياتهم له فوائده .وبرامج الشو والسخرية هي الأكثر شعبية دوماً !
نعم السخرية والنقد مُسلّطان على الجميع ولا يستثنيان ديناً أو مقدساً!
بل إنّ الرموز المهمة ,مثل رئيس الدولة أو بابا الفاتيكان أو حتى شخص المسيح نفسه ,هم الأكثر تعرضاً للإنتقاد والسخرية وحتى الإزدراء !
ففى سبيل تحرّر أوروبا من سلطة الكهنوت وسلطة الكنيسة ,تعلم وقرّرَ الأوروبيون أنّه لا يوجد شىء أكثر قدسية من حياة الإنسان وحريته !
حتى لو كانت هذه الحرية تزيد عن الحدّ أحيانا ,وحتى لو كان الانتقاد يعكر صفو البعض .ولقد إتفقوا على أنّ هذه آثار جانبية لا بدّ من قبولها كجزء من (پاكيج الحرية) التى لا غنى عنها !
***
ص 35 / أوربا والخطوط الحمراء !
حاربت أوروبا طويلا من أجل إزالة الخطوط الحمراء ,لأنه لا يوجد فكر حُرّ مع خطوط حمراء .وبالطبع لا تقدم بلا فكر حرّ!
نعم ما زالت هناك بعض الخطوط الحمراء فى أوروبا كـ (الهولوكوست)
وبعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا تعتبر إنكارها جريمة عقوبتها الحبس .
لكن تلك خطوط حمراء من صنعهم هم ,ناتجة عن تاريخهم ,لم يفرضها عليهم أحد من الخارج .وخطوطهم الحمراء هذه مُلزمة لهم وحدهم فلا يفرضونها علينا فى بلادنا .
يعيش فى أوروبا ملايين المهاجرين من الأجناس والديانات كافة ,وهم يفهمون أنّ الدين لا يلعب دوراً كبيراً فى المجتمع .ومعظم هؤلاء المهاجرين (فيما عدا مجموعة من المسلمين ومجموعة من اليهود)
لا ينتظرون من الأوروبيين إحترام مقدساتهم فى كل قول أو فعل !
أنا هنا لا أبرر أو أدافع عن إهانة ما ,قد تحدث ضدّ المقدّسات !
لكنّي أحاول أن أوضح أن موجات الغضب الإسلامية فى مواجهة كل من يتعرض لمقدساتنا بالانتقاد أو الإهانة لا تأتى بنتائج إيجابية !
نعم قد تؤدّي مظاهرات بعض المسلمين إلى إلغاء مسرحية أوروبية فيها إنتقاد لاذع للإسلام أو سحب عمل فنى من السوق لأنه صوّرَ الكعبة بصورة غير لائقة .لكن ذلك لا يعنى أنّ مَنْ أوقفَ المسرحية أو سحبَ اللوحة صار يحترم الإسلام فجأة !
إنّهم يفعلون ذلك لأسباب أمنية ,كونهم يعرفون من واقع تجاربهم أنّ الإسلاميين قادرون (عن طريق إستغلال الديمقراطيّة الغربية ذاتها) ,على تصفية من يتعارض معهم ومع معتقداتهم !
نعم لقد تعلّمت أوروبا درسا بعد الرسوم الدنماركية المسيئة للنبي وصارت أكثر حذرا فى التعامل مع مقدسات المسلمين .فمعظم برامج التليفزيون صارت تستشير أساتذة فى الدراسات الإسلامية قبل أن تبث برنامجا عن الإسلام .و بابا الفاتيكان قدّم (شبه إعتذار) عن كلمة ألقاها فى مدينة ريجينزبرج الألمانية عام 2006 إتهم يومها الإسلام بالميل للعنف وعدم العقلانية !
حتى نادي شالكه الألماني الذي ثارت حوله ضجة كبيرة بسبب أغنية
يرددها مشجعوه منذ عام 1936 تقول كلماتها :(إنّ النبي لم يكن يفهم شيئا فى كرة القدم !) ,تشاور مع المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا وأبدى استعداده لمنع الأغنية !
لكن ذلك أدى عبر السنوات الأخيرة إلى إحتقان ,بل كراهية تختفي داخل
كثيرين تجاه كل شىء يمّت للإسلام بصلة !
فمن بين أكثر الكتب مبيعا فى ألمانيا هذه الأيام نجد كتبا بهذه العناوين :
(إنقدوا الغرب من الأسلمة / نقد التسامح / أحارب ضدّ الإسلام ,أحارب لأجل الحريّة الخ ) كلّها تحذر من الاستكانة والرضوخ لطلبات المسلمين
وتحّث الأوروبيين على عدم تقديم تنازلات .ربّما صار الأوروبيين أكثر حذرا تجاهنا ,لكن هذا الحذر نابع من الخوف لا من الاحترام !
فأنت لا تستطيع أن تفرض على الآخرين أن يحترموك بالصراخ !
لكن بإمكانك أن تجبرهم على إحترامك بإنجازاتك ومواقفك , تماما مثل الدلاى لاما زعيم البوذيين في التبت ,الذي يحظى فى أوروبا بشعبية تفوق شعبية بابا الفاتيكان نفسه ,كونه لم يدعُ لاستخدام العنف ضدّ الاحتلال الصينى لبلاده .بل يحث أتباعه دائما على ضبط النفس والتخلّي عن العنف ,لكنّهُ لم يتخلّ عن قضية بلاده بل يجوب العالم لحشد الدعم لها
أمّا نحن فما زلنا فى عيون غالبية الأوروبيين إمّا مجرد حفنة بارود قابلة للاشتعال لأتفه الأسباب .أو مجموعة من الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة ,يجب ألّا يستفزونا حتى لا نقذفهم بالحجارة.
هذا لم ولن يخدم قضية واحدة من قضايانا ,إنّما يسهم يوميا فى بعدنا عن العالم وبعد العالم عنا !
(إنتهى الجزء الأوّل من تلحيص هذا الكتاب التنويري) !
***
الخلاصة :
يبقى النقد الذاتي في ظنّي وعرض السلبيات والمشاكل (بعد الإعتراف بها) على طاولة التشريح العِلمي ,مع إصلاح التعليم في بلادنا ,أولى مراحل النهوض المنشود !
في العامين الاخيرين كتبتُ بضعة مقالات فقط ,سياسية أو إجتماعية.
بينما البقيّة الغالبة كانت مُلخصات لكتب علميّة صيغت بطريقة أدبيّة مُحبّبة للناس ,كي لا يملّوا القراءة سريعاً !
قصدي واضح وقد ذكرته مراراً .القراءة العِلميّة هي الوسيلة المُثلى لخروج مجتمعاتنا من قوقعتها التي صنعتها بنفسها ,في الوقت الذي يفتح لنا العالَم أجمع ذراعيه ,لننهل ما نشاء من الحضارة الإنسانية !
القراءة العِلميّة توصلنا بسهولة الى طريقة التفكير العِلمي في الحياة!
لكن هذا الكتاب الذي عرضتُ لكم بعضاً منه وربّما سأعرض البعض الآخر ,لا أعتبره من الكتب الأدبية أو السياسية البحتة .بل يرقى لأن يكون كتاب علمي حتى لو كانت تنقصه لغة الأرقام والأحصاءات والتجارب والنظريات .إنّما كاتبه لم يكن أبداً بعيداً عن كلّ ذلك !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
6 إكتوبر 2015

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.