جُثمانكِ أطهر من نفوسهم الشريرة

جُثمانكِ الطاهر !

 جُثمانكِ ( الضحيّة ) أطهرُ من الماء الطهور !

*******

وردٌ لفاقدةِ الأوجاع تُلبسني ترابها , ويراني قلبها زُحَلا

وردٌ لمن سقطتْ

وردٌ لمن وقفتْ

وردٌ لمن عَدَلَتْ

وردٌ لمن عَدَلا

الشاعر العراقي / حازم التميمي

********

أحياناً لفرط غضبي من الحدث , لا تسعفني الكلمات لأختار ما يُلائم الذوق والآداب العامة , فلا تستغربوا ( إقتراحي ) في نهاية المقال

مع أنّي أتمنى لكم إستقبال العام الجديد 2013 بالأماني الجميلة والسلام والمحبّة , لا بالذكريات القاسية والمرارة والحُزن .

لكن إصغوا معي لملخص هذهِ القصّة / الجريمة , التي إرتكبها بعض أصحاب النفس الشريرة مع شابة في مقتبل العمر .

إنّها ترقى عندي الى مستوى جريمة مدرسة (ساندي هوك )الأمريكيّة في مدينة نيو تاون والتي راح ضحيتها 26 من الأطفال والكبار .

طالبة هنديّة ( 23 عام ) في كليّة الطب , لا يعرف الناس حتى هذهِ اللحظة إسمها ( لا أفهم لماذا ؟ )

جالسة في الباص في أمان الله , عندما فجأةً ينقّض عليها قطيع هائج ممّن يُسمون بشراً .

تتعرّض ( وصديقها ) لهجوم وحشي من ستة رجال وهي في الباص . فينتهكون كلّ شيء فيها ويغتصبوها ( كما تفعل أحياناً الكلاب السائبة ) .

تقول الشرطة إنّ الطالبة تعرضت للاغتصاب مدة ساعة كاملة !

تلّقت هي وصديقها ضربات بقضيب حديدي ,ثم ألقي بهما من الحافلة وهي تسير / هل تُصدّقون كلّ هذهِ القسوة والهمجيّة والوحشية ؟

النتيجة / أثار الاعتداء على الطالبة وإغتصابها , في الإسبوعين الأخيرة موجة من الاحتجاجات تدين ما تتعرض له المرأة في الهند وتطالب السلطات بحمايتها ومعاقبة المعتدين .

{ وقد أعلن مستشفى / مونت إليزابث في سنغافورة , أنّ الضحية فارقت الحياة يوم أمس السبت 29 / 12 / 2012 , حيث كانت تعاني من عجز حاد في الأعضاء والدماغ .

وعّبر وزير الداخلية الهندي (نارين سينغ ) عن “إنفطار قلبهِ” لوفاة الطالبة مؤكداً لعائلتها أنّ الحكومة ستتخذ كل التدابير من أجل أن ينال المعتدون أقسى عقوبة في أسرع وقت ممكن } .

اليوم تجمع آلاف المواطنين في العاصمة الهندية ( دلهي ) تعبيراً عن حزنهم لوفاة الضحيّة , وأضاء المتجمعون الشموع ترحّماً على روحها وطالبوا بالقصاص من المجرمين .

***********

الخلاصة

وماذا عن نسائنا في بلادنا العربية البائسة ؟

وماذا عن ضحايا التحرّش والعُنف والإغتصاب وزواج الأطفال ؟

بعضهنّ لا يجرؤن حتى على البوح خوفاً من الفضيحة .

وبالطبع عموم المجتمع سيقف ضدّ الضحيّة وينسون الجلاّد .

فإنظروا معي الى حجم هذهِ المفارقة البائسة في مجتمعاتنا !

الآن / الحكومة الهندية إتخذت بعض الإجراءات لعدم تكرار هذه المأساة مستقبلاً

إجراءات تهدف الى توفير الأمن للنساء في العاصمة دلهي .( ماذا عن غيرها ؟ )

منها تكثيف دوريات الشرطة , ومراقبة سائقي الحافلات ومساعديهم ومنع سير الحافلات ذات النوافذ المحجوبة .

كما أعلنت الشرطة أنها ستنشر صور وأسماء وعناوين المُدانين بجرائم الاغتصاب على موقعها الإلكتروني , حتى يلحق بهم العار !

وشكلت لجنتين: الأولى تعمل على تسريع إجراءات المحاكمة في قضايا الاغتصاب .

والثانية تقوم بمعالجة الثغرات التي سمحت بوقوع حادث دلهي .

لكن المحتجين يعتبرون سعي الحكومة إلى تسليط عقوبة السجن المؤبد على المعتدين غير كاف , يطالبون بعقوبة الإعدام .

وأنا معهم , ليس فقط الإعدام بالطريقة الرحيمة بإيقاف القلب .

لكن بطريقة تتناسب مع الفعل , كقطع العضو مثلاً !

مع إعتذاري لكم , من تخيّل المشهد الشرّير .

 الرابط

وصول جثمان الفتاة المغتصبة الى الهند من سنغافورة

 تحياتي لكم

وعام قادم 2013 ملؤهُ السلام والمحبّة

 رعد الحافظ   رعد الحافظ(مفكر حر)؟

 30 ديسمبر 2012

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.