جهلة.. جهلة.. جهلة

سخر الكثير من الناس وهم يرون في اليوتيوب ذات يوم كيف ان الزعيم الشاب مقتدى الصدر يصيح بقومه “جهلة ،جهلة،جهلة”.
وشحذت الاقلام ضد هذا المسكين الذي صحت نبوءته هذه الايام.
كان بعض الناس يعتقدون انه هو الجاهل ولكن اتضح،مع الاسف، العكس، فالجماهير العريضة وليست الطويلة تريد وماتزال ان ترسي الطائفية وليذهب الوطن الى الجحيم.
وألا لماذا تعلق صور الخميني وخامنئي في شوارع بغداد؟
هذا اولا.
لماذا لاتعلق صور اوباما ووزير دفاعه؟
لماذا لاتعلق صورة ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي انصاع الى البرلمان بعدم الاشتراك في الحرب ضد سوريا؟.
لابد من تفسير معقول لهذه الاسئلة. بعض اولاد الملحة يجيبون بان التفسير الوحيد هو ان فئة كبيرة من العراقيين ترقص مع الراقصين فقد رقصت منذ ايام نوري سعيد ومازالت ترقص مع كل حكم يأتي مهما كان شكله وطبيعته.
الذي يرقص على جحيم وطنه جاهل.
الذي يرقص من اجل الدولار جاهل.
الذي يرقص للطائفية وسعادته تكمن في الغاء الاخرين جاهل.
اذن هم جهلة ،جهلة،جهلة مع سبق الاصرار والترصد.
الجهل لايرتبط بالفقر بل بالتعصب المذهبي وبعد صيحة “يامحسنين” ينتظرون من يحسن اليهم من دول الجوار.
لايهم من يكون والى أي مذهب ينتمي ،المهم ان يدفع بالدولار حسب اسعار اسواق الحالية.
ومادرو ان الشيعة لاتستطيع ان تصنع وطن والتجربة امامنا.
ولا السنة تستطيع ان تصنع وطن والتجارب السابقة مازالت ساخنة بالذاكرة.
الذي يصنع الوطن هو الذي يضع تراب وطنه فوق رأسه ويدور بين الناس صائحا: هذا هو تراب الوطن وهو تراب ليس شيعيا ولاسنيا ولا قاتلا.. امامكم ايها الناس خيار واحد،اتركوا الطائفية والتفتوا الى وطنكم لتحاربوا ضد الارهاب والقتلة والا ستضيعون كما ضاعت دول من قبلكم.
بعدها ليصحوا وزراء التربية والتعليم والبحث العلمي والمحاصصة ويعيروا وطنهم الاهتمام المطلوب والا سوف يضيعون”بالرجلين” كما ضاع غيرهم ان لم يكن على يد اوباما الذي يريد اسلاما على المقاييس الامريكية او على يد بلد الجوار بدولاراتهم أو يد اولاد الملحة وما اكثرهم.
لاتغرنكم الكراسي فهي ليست سوى قطع خشبية جلس عليها الكثيرون ثم ذهبوا الى غير رجعة ، فهل تريدون ان تذهبوا انتم ايضا الى غير رجعة؟.
حسنا ..سنرى بعد هذا الفاصل.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.