توقيع ميثاق شرف من لا شرف له

القدر كائن هلامي رحل منذ زمن بعيد عن بلاد الكفار والتجأ وبقوة الى مناطق محددة في الشرق الاوسط ومنها العوراق العظيم.
هذا القدر ايها السادة يسخر منّا كل يوم بل كل ساعة، وآخر نكاته تطبيل الحكومة لميثاق الشرف الذي سيوقع خلال هذا الشهر(19 الجاري).
اية سخرية نعيشها مع هذه الحكومة ؟واي قدر كتب علينا مع مجموعة ن “مزعطة تاسياسة”.
مجموعة مهرجين يدعون انهم سياسيين واولياء على مقدرات هذا الشعب بينما هم يسطون على قوته ليل نهار.
أي شرف هذا الذي يتحدثون عنه ورائحة الفساد طغت على كل روائح ورود شارع ابو نؤاس؟.
سيكونوا شرفاء لو اطلعوا هذا الشعب على حجم الفساد الذي يقوده المتنفذين السياسيين.
البرطمان ولد اعرجا منذ تشكيله قبل سنوات ولم يستطع لحد الان ان يسن قانونا ملزما ينام الناس على “فرائه” بامن وسلام. فلا خدمات صحية ولا كهرباء ولا ماء ولا تأمين صحي ولا بطاقة تموينية تحفظ للمواطن كرامته.
مازال قانون البنى التحتيتة ينام قرير العين في الادراج.
مازالت الحكومة تعتبر ان منحها مساعدات الى الطلبة الفقراء هي هبة و”منة” منها اليهم وعليهم ان يشكروها.
اعضاء في هيئة النزاهة تخرجوا قبل ايام من دورة “لطم” حديثة وخلال افتتاح حفل التخرج اعلنوا انهم استرجعوا 431 مليون دينار ولكن المأساة ،كما يقولون، ان الهوامير الكبار تعرقل تنفيذ اجراءات الهيئة وتحمي من له “ظهر”.
الكتل السياسية تعمل خلال هذه الأيام على ترتيب وتنظيف ادراج مكاتبها من ملفات الفساد ومسح آثاره بشكل تام بعد ان شعرت بخطورة الوضع الداخلي بما يحمله من مفاجآت غير متوقعة.
اذن الهوامير هم الذين سيوقعون ميثاق الشرف،اليس كذلك؟.
بمعنى آخر من لاشرف له سيوقع على ميثاق الشرف.
هل سمعتم بنكتة اشد قسوة من هذه؟.
عبد السلام المالكي النائب عن ائتلاف دولة القانون مايزال يعتبر الشعب العراقي اطفال روضة لم يتخرجوا بعد ولا حتى من محو الامية فهو يقول: ان “هناك نوعا من الاواصر المشتركة تربط بين الكتل السياسية، فالاجتماع قام ببناء اساس جديدة بعد ان ادرك السياسيون بان الوضع الحالي الذين نعيشه يتطلب وجود تكامل بين السلطتين التشريعية والقضائية”.
ويسمعنا آخر نكتة بالقول: ان “هناك في البرلمان من يقوم بتسييس تشريع القوانين ويعرقلها ويحاول ان يغيب دور البرلمان وان المرحلة اليوم صعبة وحساسة وعلينا ان تتظافر جهودنا من أجل البقاء على وحدة الصف ومحاربة من يحاول شق النسيج العراقي”.
أي نسيج تتحدث عنه ايها المالكي؟ والنسّاج ترك الخيوط تتلاطم مع بعضها.
سامحك الله.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.