تقليد زواج جميل جداً جداً … عند الشعب الكرواتي

تقليد زواج جميل جداً جداً عند الشعب الكرواتي ، وبسبب هذا التقليد الجميل صارت حالات الطلاق والتفكك العائلي نادرة ؟

فهل يتمتع الشعب الكرواتي بإنعام خاص من السماء ، وهل عندهم وصفة سحرية تُقيّد شياطين الانقسام ؟

الإجابة بسيطة جداً ..؟
لعدة قرون ، وبسبب القمع الذي عاناه الشعب الكرواتي المسيحي على يد العثمانيين ومن بعدهم الشيوعيين ، كانوا يعلمون أن الخلاص يأتي من خلال صليب المسيح ، لذلك أسّسوا الزواج الذي يجلب الحياة البشرية من خلال الصليب ، الذي من ثم يجلب الحياة الأبدية ؟

فحين يستعد شخصين للزواج لا يقولان أنهما وجدا الشريك المثالي ، بل يقول الكاهن لكل منهما :
” لقد وجدت صليبك ، وليكن صليبك هذا محبوباً ، محمولاً ، لا يُلقى بعيداً ، بل يُكرّم ويُعزّز “
فعندما يحضر العروسان الى الكنيسة ليتكلّلان ، يُحضران معهما صليباً ، فيبارك الكاهن الصليب الذي له دوراً مركزيّ في تبادل عهود الزواج ، ثم تضع العروس يمينها على الصليب ويضع العريس يده فوق يدها ممسكتان بالصليب ، ويُعلنان عهودهم بالوفاء والأمانة ، وعند انتهاء المراسم لا يُقبّلان بعضهما البعض بل يُقبّلان الصليب مصدر الحُبّ ؟

و يفهم بوضوح كلاً منهما أنه إذا تخلّى أحدهما عن الاخر فأنه يتخلّي عن الصليب ، وإذا تخلّي عن الصليب فقد يكون قد تخلى عن كل شيء ، وبذالك يكون قد خسر كل شيء ؟
وبعد المراسيم يأخذ العروسان الصليب إلى بيتهما الجديد ليتبارك به ، ويمنحوه مكان الشرف في الْبَيْت ، ويصبح محطة محورية في صلاة العائلة ؟

فالزوجان الشابان يؤمنان بشدة بأن العائلة تولد وتنشئ من خلال الصَّليب ، فعندما تظهر مشكلة أو خلاف فإنهما من خلال هذا الصليب سوف يُنشدان المعونة ، ولن يذهبا الى محامٍ ، ولن يعتمدا على طبيب نفسي لحل المشكلة ؟
بل يذهبان مباشرة إلى يسوعهم الذي على الصليب ويركعان على ركبتيهما وهناك يسكبان قلبيهما ويتبادلان الصراحة والمغفرة ؟

ولن يذهبا الى النوم بقلب مُثقل بالهموم لأنهما توجّها قبل ذالك ليسوع ، الوحيد الذي لديه القدرة على خلاصهم وشفاءهم ، وكذلك يُعلّمان أطفالهما تقبيل الصليب كل يوم ، وأن يسوع هو صديق العائلة الوفي والدائم الذي يُكرّم ويُحتضن ؟
يقولون ليلة سعيدة ليسوع ويُقبّلون الصليب ويذهبون للنوم مع يسوع واثقين أن يسوع يحتضنهم بين ذراعيه لذلك لا يوجد شيء يخافونه ؟

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.