تعليقنا على مقال: ماذا كان سيحدث لو لم … “تفلت الصيدة” ؟

أولا المقال: بقلم الصحفي الأردني / زيد النابلسي
في نهاية عام 2017 كان لا بد أن نسأل هذا السؤال ؟
الجميل في الموضوع أن الكل يقرأ اليوم هذا العنوان ، ويدرك تماماً ما هو المقصود بـ “الصيدة التي أُفلتت”
فنحن نعيش في عصر الإنترنت أيها السادة ، ولم يبق جحش من بغال الثورة السورية لم يشاهد مقابلة رأس الأفعى حمد بن جاسم مع التلفزيون القطري عندما لخص ثورة نذالتهم بهذه العبارة ، ماذا كان سيحدث فعلاً ((تخيلوا معي)) لو أن الصيدة لم تفلت ؟
تخيلوا لو أن كلاب الصيد قد تمكنوا من الفريسة ، ولو أن دمشق سقطت في صيف 2011 أو 2012 بيد الإخوان المتأسلمين وتفريخاتهم الوهابية ألإرهابية كما أراد لها بعير الصحراء ؟
هل تصورتم المشهد ألان ، وهل إقترب خيالكم من بشاعة الصورة التي كانت ستحدث ؟
فلو لم تفلت الصيدة ، لكانت دمشق اليوم عبارة عن قندهار جديدة مترامية الأطراف ، يحكمها أبو محمد الجولاني وزهران علوش وعدنان العرعور وعبد الله المحيسني ، ويطوفها مطاوعون يبحثون عن طفلة أظهرت خصلة من شعرها لكي يقيموا عليها حدودهم المريضة ؟
لم تفلت الصيدة ، لتمت إبادة ملايين السوريين العلويين والمسيحيين والدروز في حمامات دم وهابية على سنة فقه البخاري وابن تيمية وسيد قطب ؟
لو لم تفلت الصيدة ، لتحولت سوريا بأكملها إلى ليبيا مضروبة بملايين الأضعاف ، فالشعب الليبي بأكمله مسلم سني من مذهب واحد وملة واحدة ، أما خارطة الفسيفساء السورية فهي تعني أن هذا المشرق بأكمله سيتحول إلى مسلخ طائفي كبير لقطع الرؤوس البشرية لمئة عام قادمة ، لو لم تفلت الصيدة لتفرعن الإخوان المتأسلمون ونفشوا ريشهم في كل دولة عربية من المحيط إلى الخليج تعويضاً عن خسارتهم لأم الدنيا مصر المحروسة ؟
لو لم تفلت الصيدة ، لقضى نتنياهو رأس هذه السنة في دمشق مع أصدقائه من أمثال كمال اللبواني وباقي “الثوار” الذين عالجهم في مستشفياته وصرف لهم رواتب وسلاحاً وذخيرة كما كشفت صحيفة الوول ستريت جورنال في تحقيقها الإستقصائي في حزيران الماضي…
لو لم تفلت الصيدة، لعادت إسرائيل إلى لبنان بكل جبروتها وغطرستها وقنابلها الفوسفورية وقذائفها العنقودية، ولاستفردت بالمقاومة وقطعت إمداداتها، وعيّنت رئيس جمهورية على مقاسها وتفصيلها لتمرير مخططاتها…
لو لم تفلت الصيدة ، لكان على حدودنا الشمالية في الأردن اليوم فوضى وهابية لا تنتهي ، ترسل إلينا كل صباح أفواج الإنتحاريين الباحثين عن جنة النكاح الأبدي ؟
لو لم تفلت الصيدة ، لكان معبر جابر الحدودي هو كل ما يفصلنا الآن عن دولة تحتفل في مثل هذا الوقت من كل عام بحرق الشهيد البطل معاذ الكساسبة ، بدلاً من إنارة أكبر شجرة عيد ميلاد في العالم العربي في باب توما في وسط دمشق بطول 27 متراً ؟
هذا الكابوس أيها الأحباء لم يتبخر لوحده كالسحر، وإنما كافح من أجل هزيمته بدمائهم أبطال الجيش العربي السوري وبواسل حزب الله اللبناني ونسور سلاح الجو الروسي وضباط الحرس الثوري الإيراني ، ولكل هؤلاء النبلاء الأوفياء ، لكم منا جزيل الشكر والتقدير والعرفان ، وكل عام وأنتم وأحبابكم بالف خير وأمن وسلام ؟
ثانيا: تعليقنا
١: طيب من الذي وضع الدواعش في باصات سعة الواحدة 45 داعشي من جرود لبنان وغيرها الى حدود العراق ؟
٢: هل مافعله هؤلاء وخاصة الرؤوس والايرانيين ومعهم ذيول الولي الفقيه في سوريا ولبنان كان من أجل عيون السوريين الخضراء والزرقاء ، أم من أجل مصالحهم ومشروع الإمبراطوري اللعين ؟
٣: طيب ، ألان وقد انتهى عصر الدواعش المجرمين ، وألان من الذي يتعامل علناً وليس في الخفاء مع أنصار القاعدة والنصرة والظلاميين وغيرهم ؟
٤: وأخيراً …؟
قد يكون في قولك شيء من الصحة ، ولكن إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لاتعلم فالمصيبة أكبر ، أن من غذى المنظمات الارهابية والاخوان المسلمين وقواعدهم هم من تدافع عنهم اليوم في مقالك ، خاصة الصيدة التي تتبجح بطيبتها والتي كانت ترسل قوافل الانتحاريين المجرمين للعراق لسفك دم أبنائه وبمباركة مليشيات الولي الفقيه ؟
فالإرهاب يبقى أرهاب سواء كان بهوية أو بغيرها ، وله دين وله أتباع وأصحاب ، ومنتفعين يهمهم تحمير العقول وتعميم الخراب ، سلام ؟

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.