تاريخياً من هم المجوس ؟؟

ايليا الطائي
– من كتاب (الاكدية العربية) للدكتور علي فهمي خشيم (بتصرف) :

تظهر كلمة (مكَـ ) في اللغة السومرية بمعنى (الكاهن) ، ومنها الى الاكدية وبنفس المعنى ايضاً ، وفي العربية تطهر بصيغة (مكا) : تمكى الغلام : اذا تظهر للصلاة . والتمكي : المتوضئ المتمسح وهذا شأن الكاهن . لكن (مكَـ) تعني يضاً : الساحر ، الحاكم – لامتزاج الكهانة والسحر والحكم ، وظهرت في القرآن بصيغة مكاء ، في سورة الانفال الاية 33 : ((وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً)) . وفي اليونانية ظهرت بصيغة
(ماكوس Magos)
وجمعها
(ماكي ، Magii)
وصارت في العربية (المجوس) ، وينسب إليها (المجوسي ، المجوسية) ، وفي الانكليزية
(Magician = ساحر)
(Magic = سحر ، سحري …الخ)
، وفي المصرية القديمة (مك) وتعني حماية ، (مكي) حامي ، حارس ، حافظ – شأن الكاهن والحاكم ، ونجدها في لهجة السودانية اليوم بلفظ (مك) وتعني الحاكم ، وفي عدد من اللغات الافريقية يؤدي الجذر (مك) معنى الحكم والزعامة ، ومرتبطين بالكهانة .


وربما منها جاءت تسمية ملك التي ارتبطت دينياً كاسم من اسماء الاله واسم من اسماء الله في الإسلام ، وكذلك ارتبطت في احد انظمة الحكم التي استخدمت في ادارة الدولة .
– من كتاب (ابحاث في تاريخ الشرق الادنى القديم) للدكتور اسامة عدنان يحى :
في العهد الجديد ذكر :”لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية ، على عهد هيرودس ، جاء الى اورشليم مجوس من المشرق ، وقالوا :” اين هذا المولود ، ملك اليهود؟ رأينا نجمه في المشرق فجئنا لنسجد له” (متى2 :1-2 ) . وافترض الباحثين ان المقصود بالمجوس في النص هم رجال الدين الايرانيين القدماء ، ولكن يبدو ان النص هنا يتحدث عن كهنة بابليين ، ويمكن ان نقدم برهاناً مفاده ان المقصود بمصطلح المجوس في اقل تقدير بالنسبة لكتبة العهدين القديم والجديد يقصد بهم الكهنة البابليون ، فقد ذكر المجوس ككهنة الملك البابلي نبوخذنصر الثاني (605-562قبل الميلاد) كما نقرأ :”وفي السنة الثانية من عهد نبوخذنصر الملك ، حلم نبوخذنصر احلاماً ازعجته منعت عنه النوم ، فأمر ان يدعى السحرة والمحوس والعرافون والمنجمون ليفسروا له احلامه” (دانيال2 :1-2) ، وعندما عجز هؤلاء عن تفسير حلم نبوخذنصر يخبرون الملك :”فقال المنجمون امام الملك : ما من انسان في الارض يقدر ان يبين ما يأمرنا به الملك ، وما من ملك عظيم السلطان سأل ساحراً او مجوسياً او منجماً عن أمر مثل هذا” (دانيال2 :10) ، ونمتلك دليلاً خارجياً غير الكتاب المقدس يعطينا برهاناً آخر حول ارتباط العرافين البابليين بكلمة المجوس ، ففي بداية حكمة احيقار السريانية ( من عهد الاشوري) نقرأ قول احيقار الذي يقول :” عندما كنت اعيش في فترة حكم سنحاريب ملك نينوى ، عندما كنت انا احيقار خازناً وكاتباً ، وكنت شاباً ، قال لي العرافون والمجوسيون والحكماء :لن يولد لك ولد” ، وعندما اراد اسرحدون (680-669قبل الميلاد) كما يذكر النص السرياني استشارة حكماء دولته قي أمر ما فإنه :” جمع كبار مملكته والحكماء والمجوسيون والعلماء” .

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.