بنك سني.. بنك شيعي والاختلاط ممنوع

محمد الرديني

طلعت علينا ابتهال بنت كاصد امس وهي تضم يديها قائلة:: اننا نشيد بخطوة مصرف الرشيد بتقديم قروض للأرامل بقيمة ثلاثة ملايين دينار،وهي خطوة ستساهم في تحقيق استقلالها الاقتصادي بعيداً عن سياسة المعونات والمنح التي لا تقوى في أحسن أحوالها على سد حاجة الفئات المعوزة.
ياناس اقسم لكم انا اعرف جدول الضرب والقسمة وناتج واحد زائد يساوي اثنين ولكني لا اعرف هوية القسم الجديد الذي تم استحداثه في هذه الوزارة وهو قسم” التحشيش الالكتروني” التابع الى قسم العلاقات العامة والذي يعمل فيه شخص واحد فقط اطلق عليه ذات يوم”صحفي لنكه”.
1-الوزارة تشيد بخطوة مصرف الرشيد وما درت ان من صلب عمل البنوك هو تقديم القروض بفوائدها حتى تستطيع الاستمرار.. ترى هل نالت بعض العاملين في الوزارة حصتهم من هذه الاشادة،عفوا اقصد القروض؟ وهل يمكننا ان نشيد بالوزيرة التي لم تغادر مكتبها الا الى البيت لطبخ وحش “الطاوه”؟.
2- هل تعرف بنت كاصد كم عدد الارامل في العراق العظيم؟ واذا صح ذلك وهذا نادر الحدوث كصلاة الاستسقاء فلا يسعنا الا نقول لها ان عددهن قد تجازو حاجز ال 5 مليون ارملة بشهادة الامم المتحدة وهي الهيئة الوحيدة التي اطلقت على العراق اسم بلد”الارامل”.
تعالي نقرأ انا وانت فقط هذه الفقرة”أن هناك أكثر من 2،3 مليون أرملة في العراق، يابنت كاصد، من بينهن 400 ألف أرملة في بغداد وحدها والبقية يتوزعن في مختلف المحافظات العراقية. كما أن عدد الأرامل يزداد بمعدل90- 100 أرملة يوميا جراء الاغتيالات والعمليات الارهابية. وهذا ما أيده تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية من جنيف حيث أشار أن هذه الأرقام قد تكون أقل مما هي في الواقع إذا أخذنا بنظر الاعتبار جرائم القتل الخفية التي يتعذر تسجيلها. ويشير التقرير إلى أن هناك 300 ألف أرملة في بغداد وحدها إلى جانب 8 ملايين أرملة في مختلف أنحاء العراق حسب السجلات الرسمية. وهذا يعني إن نسبة الأرامل تشكل 35% من عدد نفوس العراق، و60% من عدد نساء العراق.
شفتي شلون بنت كاصد المصيبة اللي وكعت نفسج بيها؟.
لا والمصيبة الالعن تطالبين “إدارة البنك المركزي وجميع المسؤولين عن الملف الاقتصادي بالبلد الى انشاء مصارف خاصة بالنساء، تلبي احتياجات جميع شرائحهن بما فيهن الارامل والموظفات وسيدات الاعمال، لتقديم كل التسهيلات الممكنة، ولا يستثنى من ذلك النساء غير المتعلمات والمبتدئات في سوق العمل لكونهن شريحة كبيرة يتوجب دعمهن من خلال تدريبهن وتمكنيهن من الاعتماد على أنفسهن” .
ومو غريبه بعد كم يوم تطالبين ببنك شيعي وبنك سني وبنك خاص للصائبة وآخر للقادرية ثم النقبشندية ومن الاكيد ما راح تذكرين المسيحيين لأنهم غادروا وطنهم من جمان.
ولاتنسي ان تؤكدي على ضرورة منح الارملة الشيعية ضعف ما تمنح للارملة السنية او الصابئية على اساس انها نازله من ربها بزنبيل.
ولاتنسي ايضا ان تشيري الى ان ارامل بغداد يفرقن عن ارامل بقية المحافظات،فالواحدة منهن لاتجلس في البيت الا قليلا ولا تتسوق الا قليلا ولاتعمل الا قليلا.
ثم يأتي الموظف الوحيد في قسم العلاقات العامة في وزارتك الموقرة ليقترح تصنيف هذه القروض على اساس حجم الاعاقة وتعفى الارملة ذات الكرسي المتحرك من دفع الفوائد البنكية(المصرفية يعني) لمدة 3 سنوات ونصف لأنه لايجوز ان يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون.
فاصل بنكي:يرجى من يهمه الامر ان يجمع ويطرح ويقسم هذا القرض على عدد الارامل وكم هي فوائد “ربا” هذه القروض التي سوف يجنيها البنك اياه في بلد تدعي حكومته انها جاءت بنظرية اسلام ابو سكسوكة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.