برلمان خرطي

rodenyالذي حدث في قبة البرلمان في الايام الماضية لايمكن تفسيره الا ان برلمان اعضاؤه افضل لو يقفون في بالة الباب الشرقي ليبيعوا الملابس المستعملة.
طرح اولاد الملحة اسئلة كثيرة حول هؤلاء الباعة اولها:
هل امثال هؤلاء يحررون الموصل والانبار،اما دروا ان سلوكهم هذا يؤثر على معنويات الجيش ويكفروا بكل القيم المنزلة؟.
معظم المحافظات تعيش شحة بالماء الصالح للشرب وهم يرمون قناني المياه ضد العبادي.
هل من محاسب لهم على اتلاف ممتلكات الدولة من الميكروفانات وغيرها.
ليس من حقهم الاحتجاج فهم مايزالوا في طور النمو ولايمكن مقارنة سلوكهم بسلوك اعضاء البرلمانات الاخرى التي مضى على تأسيسها عشرات السنين.
لقد اثبتوا للمواطن العراقي انهم مجموعة”….” تبحث عن مرعى وتظل تصيح “اماع” الى ان تجد ماتريد.
لقد اثبتوا كذلك انهم سطحيين في كل سلوكياتهم،وكان همهم الوحيد هو كرسي الجبوري اما قضايا الناس والدماء التي تنزف يوميا فهي تحدث في جزر الواق واق.
ماذا كانت تريد الفتلاوي وماذا كان يريد الصيادي؟.
هل يريدون عودة المالكي ليتسلم الولاية الثالثة ام هو استعراض لتعلم المبادىء الاولية للردح؟.
لقد سقطوا مرة اخرى في امتحانات التمهيدي وهاهم اولياء امورهم ينتظرونهم خارج القبة ليقلوهم الى البيوت بعد ان يستبدلوا حفاظاتهم.
مرة قال احد النواب ان برلمانات العالم ليست احسن منّا فهم يتعاركون على الدوام ونحن كذلك.
ولكن اصحاب الجلالة اعضاء البرلمان لايعرفوا ان هؤلاء لم يكن لديهم “داعش” ولابلادهم محتلة من قبل الميليشيات وليس عندهم عشائر تتحين الفرصة لأخذ الفدية “الفصل” من أي عابر سبيل ارتكب خطأ بطريق الصدفة.
لقد اعطيتم الدليل يا اعضاء ان ورقة التوت قد “انشالت” عنكم ولم يبق لديكم الا تضعوا اياديكم على عوراتكم اذا كنتم تحسون بالخجل.
ولكم هل من المعقول ان يفعل كرسي الجبوري كل هذا؟.
كان على الاقل لو منحتم العبادي فرصة ليبين مايريد قوله ولكن من اين لكم هذه الاخلاق وانتم تبحثون عن راع؟.
ولكم حين يدخل الجيش الى قبة البرلمان فهذا يعني سقوط الدولة رغم وجود فؤاد معصوم والعبادي فيها.
سنسمع ونقرأ خلال الايام المقبلة صيحات مثل”لابد من الحوار واعادة اللحمة الى مكانها” او”ان هناك جهات اجنبية تحاول تعكير الجوالسياسي بالعراق” او “ان تجربتنا الديمقراطية تثير حسد بلدان كثيرة ومنها بعض دول الجوار”.
فاصل كهربائي:بشرفكم اذا اقلتم وزير الكهرباء هل تعود اليكم الميغاوات؟ لقد حيرتوا حتى الدب صاحب اطول صبر بين الحيوانات.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.