(( بحيرة ماء وطوق نار ))

اليوم وبعد عقود من الزمن تراكمت كرة الثلج وكبرت وجمعت معها كل ما وقع في طريق التدحرج من فطر ، وحشائش ، وأغصان يابسة وكل ما يسقط من السماء والطريق ، والضواري والبشر في حركة تاريخية لاتزال مستمرة واصبح الواقع الحالي يجمع في كرة ثلجية كبيرة كل تناقضات الحياة وأخيرا اصطدمت هذه الكرة في قاع الأرض واوقفتها حجارة كبيرة وكانت النتيجة تفتت هذه الكرة وخروج وسخها..
وجاء الصيف وأصبحت بحيرة صغيرة فيها ماء يكفي لمرحلة الصيف وكل ماحوته خرج منها وقام بصنع طوق حولها واحدهم نفخ في أخشاب جافة بدأت ترتفع بها درجة الحرارة وصعود دخان ضئيل..
لم يشاهده الأ غراب يحوم مما آثار انتباهه واسقط نفسه وجلس ينفخ لكي يذكي النار وهكذا أشتعل الطوق حول البحيرة ومنذ ذلك الزمن البحيرة تصل لمرحلة الجفاف ولكن عامل الطقس الشتوي يرسل لها المدد يضمى الطوق الناري ويغذي البحيرة بالماء مرة أخرى وهكذا مثل المد والجزر .

ولكن المد يأتي من السماء والجزر يحدث عندما يقدم الصيف هذه حالة نادرة أما اليوم فلقد اشتد الطوق الناري وحرق البحيرة وعاد الغراب ينعق محتفلا وجلس ينظر للبحيرة نظرة المنتصر..
ونفش جناحيه مستهزأ ونظر للسماء متكبرا في هذه اللحظة ومضة نجمة وسقط شهب ففزع الغراب وحاول الهرب والفرار والطيران ولكن اشتدت الرياح وسقط المطر الكثيف واختبىء الغراب تحت شجرة كبيرة وجاءت السيول وتوقف المطر ففر الغراب هاربا وفي الصباح عاد الغراب مرة أخرى ليلقي نظرة فوجد البحيرة أصبحت كبيرة جداً وطوق النار أنجرف .

فنظر مرة أخرى للسماء وهذه بعين فارغة مترقبة وفي هذه اللحظة شاهد عصفورا صغيرا مقبل عليه فاستغرب ونظر اليه بترقب كانه يقول كيف تجروء أن تقترب مني
..
وإذا العصفور يرسل له هدية ، أصاب بعينه اليمنى وكانت هدية حامضية جعلت الغراب يهلع ويتخلص ويغادر فورا ويطير وهو ينظر لهذا العصفور الصغير الذي تحداه والغريب أن هذا العصفور أصبحت له الجراءة وأخذ يتابع الغراب المذعور حتى توقف .

فقال الغراب للعصفور ماذا تريد ، فرد العصفور لقد انتهى وقتك ، وانتهت أيامك أنا أبن تلك البحيرة ، غادر ولا تعود فأن مجموعة العصافير قد تحولت إلى صقورا .
هل عرفتم من هي البحيرة ، وطوق النار ، والغراب ، والعصفور !!!

الفائز سوف أمنحه حلما جميلا يضعه على وسادته كل يوم ، لكي يبتهج قلبه حبا .

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.