بالروح بالدم نفديك يامجاهد

يناقش البرطمان العراقي هذه الايام مسودة مشروع اسموها “تقاعد الجهاديين” وهو يتلخص باحتساب سنوات الغربة والتهجير سنوات نضال وكفاح مرير واحتجاج فوق العادة وتظاهرات في صالون البيت مع اغنية هيفاء وهبي “يالله بينا على البحر”.
بصراحة كنت قد غسلت يدي من هذا البرطمان قبل سنوات واليوم اشتريت صابون”ركي” سوري اصلي حتى اغسل ايدي منّه فد مرة.
يعني معقولة واحد هاجر واستقر في بلد من بلدان الكفار ويأخذ راتب الاعانة الاجتماعية.
او صانع في محل فلافل وياخذ راتب “كاش” من الاسطه ويسمي نفسه مجاهد.
سأقول لكم من هو هذا المجاهد.. ولكن قبل ذلك لابد ان اتحداه اذا كان قد شارك في اي تظاهرة احتجاج خلال سنوات اقامته في بلد الكفار.
الزوج يدعي امام دائرة الرعاية الاجتماعية انه انفصل عن زوجته وانه طلقها بالاربع،فتسارع هذه الدائرة وبدون تدقيق لأن المسؤولين فيها يثقون بالبشر الى صرف راتب له كل اسبوع او كل شهر.
يمنح هذا الزوج سكن حكومي ويشترظ هو ان يكون الكراج ملحقا به لغاية في نفس يعقوب.
وما ان ينتقل الزوج الى الدار الجديدة حتى يفتح الكراج لتصليح سيارات الاحباب والدفع “جوه العباية”.
الزوج له مخصصات مالية مجانا لعلاج اسنانه فيركض نحو دائرة الاعانات لتصرف له المبلغ اياه ويفتح حسابا جديدا يوفر فيه مالذ وطاب وهو يعرف ان اسنانه “تثرم” الحديد..
الزوج له اكثر من 300 دولار امريكي سنويا ليشتري فيها مواد غذائية تسمى”جراند فوت” وبنفس الركضة يروح يصرف المبلغ ويضعه في حسابه السري.
زوجته ترزق بصبي او صبية وسرعان ما تركض هي الاخرى الى دائرة الرعاية ليصرفوا لها بدل مصروف المولود” وتضعه هي الاخرى في حسابها السري.
وفي وقت لاتكون هناك زحمة على تصليح السيارات يسارع الزوج الى هذه الدائرة ليشكو من ضعف بصره وانه بحاجة الى نظارات طبية فيصرف له المبلغ المقرر وهو يعلم ان عينيه كعين الصقر بل ويتفاخر امام “الربع” بانه استطاع ان يقشمر على الحكومة ويقول:
هذوله كفار والغنيمة حلا ل منهم.
هذا الزوج يذهب متسللا الى العراق ليكون مدير عام او عضو برطمان او مرجعي “اصلي” وتظل دائرة الرعاية تصرف له راتبه.
يتصل بزوجته من هواتف الدولة المجانية في العراق على اعتبار انه مسؤول كبير ليتأكد من استمرار صرف الاعانة ويقول لها:
ديري بالك يامرة ترى هاي الفلوس حلال ،بعد شهر راح اشتري لكم بيت في راس العكد اللي تسكنون فيه وان شاء الله السنة الجاية راح افتح سوبرماركت من فلوس الرعاية ،بس الله يخليكي لاتنشرين الخبر اخاف ننفضح ولو انا سجلت كل العقارات باسم ابن عبد العزيز اخوي بالرضاعة..لا..لا يامرة هو رجل امين وعنده سكسوكة ومحبس اخضر ويوميا يصلي معي بجامع الكرادة… اشبي صوتك اشو ضايجة؟ لا يامعودة عندي خبر حلو ،البرلمان راح يوافق على صرف رواتب لكل المهاجرين ويحسبها لهم سنوات جهاد ، وانا واحد منهم اللي خلصوا سنوات من الهجرة في بلاد الكفار ولا تنسين هذه الفلوس راح نشتري بيها عمارة في مركز حي الرافدين حتى نرتاح لأن انا كلش تعبت واريد استقر..كافي هجولة… ولا يهمج بلا حي الرافدين خلينا نشتريها بنص السعدون… لالا موغالية عدنا فلوس كثيرة والحمد لله… والله البارحة اشتريت لك عقد الماس روعة، وسوالي ابو المحل تخفيض خمسين بالمية من سمع انا عضو برلمان ومدير شركة خاصة لتوريد بسكويت الاطفال.
سؤال اخير :كم برلماني كندي او امريكي الجنسية؟.
كم مدير عام يملك جواز سفر الماني او سويدي او نرويجي؟.
وكم وزير عينه على بلاد المهجر وهو “يغرف فلوس اولاد الخايبة”.
وكم… وكم..وكم.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.