اما الضمانات فيجب ان تكون حصريا من الكفار؟

اما الضمانات فيجب ان تكون حصريا من الكفار؟

طلال عبدالله الخوري

قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الأربعاء إنه لن يوقع المبادرة الخليجية التي تدعو إلى تسليم السلطة في البلاد إلا إذا قدمت له الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربية ضمانات لم يحددها.
انتهى الخبر كما تناقلته وكالات الانباء عن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟

في هذه المقالة لا يهمنا على ماذا يجب ان تقدم الولايات المتحدة ضمانات لصالح؟ هل يريد ان يضمن عدم محاكمته على جرائمه ضد شعبه بعد تسليم السلطة؟ وربما يريد أيضا الاحتفاظ بثروته التي نهبها من الشعب اليمني؟ هو واقربائه واعوانه وجميع مساعديه؟؟
كل هذا لا يهم في مقالاتنا! لأنه ما نريد ان نلفت الانتباه له,هنا, هو طلب الرئيس اليمني المسلم والذي يحكم بالشريعة الاسلامية, ولقد كانت وما تزال جيوشه الاعلامية من اثيرية وورقية وانترنيتية ومسموعة تصدع رؤوس اليمنيين ليل نهار لكي تصوره لهم كرئيس مسلم ورع, يقوم الليل ويصوم النهار, ويحكم بما يرضي الله ورسولة, هذا عدا عن الدعاية له من على منابر المساجد في كل صلاة, حيث لديه جيش من الشيوخ الذين يعيشون على فتاته, و يفصلون له الفتاوي التي يريدها, وحسب اصول الشريعة الاسلامية, وآخرها كانت فتوى عدم الخروج عليه بالمظاهرات…!!!

هكذا اذا..!! وبكل بساطة…حاكم مسلم, ويطلب ضمانات الكفار حصريا لكي يسلم السلطة لمسلمين من شعبه!!

هل يحق للمسلم ان يطلب ضمانات من الكفار الذين لا تقبل شهادتهم بالمحكمة؟

لماذا لم يكتف بضمانة دول الخليج الاسلامية؟

لماذاهو كمسلم لم يطلب ضمانات القرضاوي وجمعيته لعلماء المسلمين مثلا؟

لماذا لم يكتف بضمانة خادم الحرمين الشرفين؟

لماذا لم يطلب ضمانة منظمة الدول الاسلامية؟؟

لماذا لم يطلب ضمانات شيخ الازهر مثلا؟؟

لماذا لم يجتمع مع المعارضة مباشرة ويقسمون معا على القرآن وبحضور الشيوخ وبذلك يكون القسم على القرآن هو الضمانة؟

يبدو ان علي صالح تعلم درس علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان وحادثة رفع المصاحف على اسنة الرماح, ثم خديعة خلع الخاتم كما يخلع صاحبة المعروفة بالتاريخ!

طالما ان المسلمين انفسهم لا يثقون باي من الضمانات التي فيها مسلمون, ويريدون ان تكون الضمانات اميركية واوروبية, اي ضمانات الكفار حصريا, فلماذا تريدون من الاقليات ان تقبل وتطمأن لحكم الشريعة الاسلامية والأسلاميين لهم؟؟

لماذا تريدون من الاقليات ان تصدقكم عندما تقولون بان الاسلام يحمي الاقليات؟؟

لماذا تريدون من الاقليات ان تصدقكم عندما تقولون بان الاسلام يكفل حقوق الاقليات؟

عندما كانت الحرب الاهلية اللبنانية باوجها, طلب احد السياسيين اللبنانيين الاسلاميين من الاطراف الاخرى ان يصدقوا وعودهم ومعاهدتهم لانهم وقعوا هذه المعاهدة بمكة المكرمة؟؟ مع العلم بان المعاهدة كانت حمالة اوجه؟؟

احد رجال الدين السياسيين الايرانيين طلب من الولايات المتحدة والغرب والعالم ان يصدقوا بان ليس لدى ايران برنامج نووي عسكري لانهم رجال دين, ورجال الدين لا يكذبون؟؟؟

من هنا نرى بأن المسلمين يريدون من غير المسلمين ان يصدقوهم لمجرد انهم مسلمون! اما المسلمون فهم انفسهم ليس لهم ثقة لا بالمسلمين ولا بدينهم.
فمتى يتم التصالح مع الذات ويتم تخليص بلادنا من هذه الازدواجية والفصام؟

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.