الوجود الايراني في سوريا بعد هلسنكي

** ما هي الهدية التي تلقتها اسرائيل من بوتين
** موقع المونيتور الاميركي :
روسيا وايران سيواصلان تعاونهما في سوريا

وكالة بلومبرغ الاميركيه**
** عندما يكمل الاسد سيطرته على كل سوريا فسيتكفل بطرد الايرانيين
** والايرانيون سيصلون نقطة يطلبون فيها من ترامب ان يعقدوا اتفاقا

*على الرغم من ان الاعلام العالمي بما فيه الاوربي والاميركي لم يعلم شيئا مما دار بين الرئيسين الاميركي والروسي في لقائهما بهلسنكي حيث اجتمعا منفردين الا من المترجمين الذين خدماهما ،ولم يتحدث احدهما عما دار لكن الخطوط الاساسية لحديثهما وبحسب التكهنات الاعلامية الغربية اشرت محورين هما الحرب في سوريا والوجود العسكري الايراني على اراضيها، والمطالب الاسرائيلية ،وكما فصلت هذه التكهنات فانه تم التوصل بين الاثنين الى اتفاق بشأن سوريا على حساب الوجود الإيراني فيها ،وقد ، كشف موقع المونيتور الأميركي أنّ روسيا وإيران سيواصلان تعاونهما.
وفي تقريره، لفت الموقع إلى أنّ الملف السوري شكّل أهم المواضيع التي تم التطرق إليها خلال اللقاء الذي جمع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، بنائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد إيرفاني، لساعتين يوم الأربعاء حيث ناقشا مجريات القمة “التاريخية”.


وفي هذا السياق، نقل الموقع عن لافرنتيف قوله إنّه لم يكن هناك انقطاع في عزم الحكومة الروسية وإرادتها في مواصلة التعاون المشترك لمحاربة الإرهاب، وتأكيده أنّ التعاون سيستمر بينهما لحين تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا.
وفي ما يتعلق بانتصارات الجيش السوري في جنوب سوريا والدعم الإيراني لحلفاء سوريا، نقل الموقع عن إيرفاني قوله: “تمثّل التطورات الأخيرة خطوات هامة لنجاح العملية السياسية في إطار محادثات أستانة وسوتشي”، وتشديده على أنّ إيران ستواصل دعم الحوار بين الأطراف السورية.
وفيما نقل الموقع عن إيرفاني قوله إنّ مستوى التنسيق ومواقف روسيا وإيران تظهر أنّ أفعال النظام الصهيوني السلبية وخدعه لا تؤثر في التعاون بين البلدين، ذكّر بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعى إلى الحصول على مساعدة روسيا لإبقاء القوات التي تدعمها إيران بعيدة عن الجولان المحتل.
وعلى الرغم من تحدّث بعض الصحف عن أنّ روسيا ستطلب من إيران سحب المدفعيات الثقيلة مسافة 80 كيلومتراً عن الجولان المحتل، ألمح إلى أنّه يبدو أنّ روسيا ستواصل دعم الوجود الإيراني بشكل عام في سوريا ولن تستسلم للضغط الإسرائيلي أو الأميركي لإخراجها.
وفي هذا الإطار، نقل الموقع عن السفير الروسي لدى إيران ليفان جاغاريان قوله إنّ الوجود الإيراني في سوريا شرعي، وتوضيحه أنّ الإيرانيين والروس أتوا بدعوة من الجمهورية العربية السورية ويتعاونان للقضاء على الإرهابيين. كما ألمح جاغاريان إلى أنّ العقوبات لا تنفع مع إيران، معتبراً أنّ الإقناع يمثّل الطريق الوحيد للتعامل معها لأنّ الضغوط تأتي بنتيجة معاكسة، وكاشفاً أنّ بلاده تعمل من أجل منع حصول اشتباكات بين كل من القوات الإيرانية والإسرائيلية.
وختاماً، ذكّر الموقع بتصريح مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي القائل بأنّ بلاده غير معنية إذا ما كانت هناك علاقة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وكالة بلومبرغ الاميركيه
عندما يكمل الاسد سيطرته على كل سوريا فسيتكفل بطرد الايرانيين

*** اما ماحصلت عليه اسرائيل من لقاء قمة هلسنكي فقد نشرت وكالة بلومبرغ الاميركية بعنوان “لماذا حصدَت إسرائيل الفوز الأكبر من هلسنكي؟”،فقد نشرت وكالة “بلومبرغ” الأميركيّة تقريرا علّقت فيه على قمة هلسنكي.
قالت فيه أنّ روسيا والولايات المتحدة اقتربتا من وضع حدّ لوجود إيران العسكري في سوريا. وبالنسبة لإسرائيل، فهذه هي البداية.
وقالت الوكالة إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتمتّع بما سمّته “لحظة انتصار”، فهو لم يحضر قمة هلسنكي بين بوتين وترامب، لكنه شعر بالتأكيد بأنّه كان ممثلاً هناك. فبعد القمّة مباشرةً، قال ترامب في حديثٍ لأحد الصحافيين: “أعتقد أننا توصلنا بالفعل إلى الكثير من النتائج الجيدة، وهو استنتاج جيد حقًا لإسرائيل”، مضيفًا: “إنّ بوتين مؤمن بإسرائيل ومعجب بـ”بيبي” (نتنياهو). إنه يساعده كثيراً وسيواصل مساعدته كثيراً، وهذا الأمر جيد لنا جميعاً”.
وهنا لفتت الوكالة الى أنّه “خلال المؤتمر الصحافي الختامي للقمة، قدّم بوتين هدية إلى نتنياهو حين قال: يجب إعادة الوضع في هضبة الجولان إلى ما كان عليه بعد اتفاق عام 1974”. علمًا أنّ هذه هي المسألة التي سأل عنها نتنياهو عندما التقى الرئيس الروسي في موسكو قبل أيام من القمة، وذلك يعني وقف إطلاق نار كامل على طول الحدود الإسرائيلية – السورية وعدم وجود قوات أجنبية في أي مكان بالجوار.
وتابعت الوكالة: “رسميًا، يريد نتنياهو (وترامب) سحب جميع القوات الإيرانية من سوريا. لكن لا أحد على استعداد لطرد الإيرانيين بالقوة، الأمر الذي يتطلب وجود قوات بريّة، وبالتالي هناك حاجة إلى حلّ وسط. تستطيع إسرائيل التعايش مثلاً مع مجموعة صغيرة نسبياً من “المستشارين” الإيرانيين المتمركزين شرق دمشق، بعيداً عن حدودها. وهذا يناسب كل من الولايات المتحدة وروسيا”.
وفي المقابل، أضافت الوكالة: “لا يرغب الإيرانيون بالطبع الذهاب إلى أي مكان، ولا ينوون قبول قيود على نشر قواتهم. ولكن إذا كان هناك اتفاق أميركي – روسي على المناطق المحظورة بالنسبة للقوات الإيرانية، فليس هناك ما يمكنهم فعله”. ويقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون “إنّ مثل هذا الحظر يمكن تنفيذه بشكل فعال”، ويهزأون من الفكرة التي ذكرتها وسائل الإعلام مؤخرًا، بأنّ تشكيلات كبيرة للقوات الإيرانية يمكن أن تتخفّى ببساطة عن طريق ارتداء الزي العسكري للجيش السوري”.
من جانبه، قال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية: “القوات الإيرانيّة تتحدث الفارسية وليس العربية. لدينا عدد من الطرق لكشفهم وتمييزهم عن الجيش السوري أو حزب الله”.
وبحسب الوكالة، فإنّ روسيا لا تريد بالضرورة أن تغادر جميع القوات الإيرانية سوريا، فهي تبني منشآت دائمة وموانئ في سوريا، وبحاجة إلى نظام مستقر في دمشق. أيضًا، ليس لدى بوتين أي مصلحة في العمل كـ”شرطي الأمن الداخلي للأسد”، لكنّه يريد الإستفادة من مرحلة ما بعد الحرب. واعتبرت الوكالة أنّه إذا تمكّن الرئيس بشار الأسد من السيطرة الكاملة على البلاد، فإنه قد يتخلص من الإيرانيين بنفسه.
كما يبدو أنّ هناك قضية أخرى جرى تثبيتها، على الأقل في الوقت الحالي، وهي حق إسرائيل في اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المُرسلة عبر سوريا إلى “حزب الله” في لبنان، علمًا أنّ الضربات الإسرائيلية مستمرة منذ فترة طويلة، وبتشجيع أميركي ورضا روسي. والجدير ذكره أنّه لا توجد علامة على أنّ الوضع الراهن آخذ في التغير، فقبل أقلّ من 24 ساعة من قمة هلسنكي، هاجمت الطائرات الإسرائيلية قاعدة جوية في سوريا، قُتل فيها عددٌ من الإيرانيين، ومن المؤكّد أنّ نتنياهو لن يُقدم أبداً على القيام بهذه المهمة، بدون أن يكون واثقاً من موافقة بوتين الضمنيّة.
وأشارت الوكالة إلى أنّ هناك طريقًا بريًا من إيران إلى لبنان يمرّ عبر العراق وسوريا. وفي الوقت الحاضر، يتمركز حوالي 2000 جندي أميركي في سوريا، ممّا يجعل من غير العملي بالنسبة لإيران تهريب الأسلحة على نطاق واسع. وفي شهر نيسان الماضي، أعلنَ ترامب أنّه يعتزم سحب تلك القوات في وقت قريب، إلا أنّ نتنياهو اعتبر هذا القرار خطأ فادحًا وأخبره بذلك.
وبعدما وصلَت الرسالة الإسرائيلية الى ترامب، قال مستشار الأمن القومي جون بولتون، قبل مؤتمر “الناتو” في بروكسيل: “هناك تغيير في الخطّة، أعتقد أنّ الرئيس الأميركي أوضح أننا سنبقى في سوريا حتّى إزالة داعش بشكل كلّي، وطالما يستمرّ التهديد الإيراني في الشرق الأوسط”.
توازيًا، فقد أبلغ ترامب “الناتو” أنّه ينوي ضرب إيران إقتصاديًا، مشيرًا الى أنّ “إقتصاد إيران ينهار”، لافتًا إلى أنّه “في نقطة معيّنة، سيقوم الإيرانيون بالاتصال به ويقولون له فلنعقُد إتفاقًا”.

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.