المشرق بلاد الروم : فكيف احتله العرب ؟ .. ” الحلقة الثامنة “

نسور الروم‎greek

( بعلبك (ايليوبوليس العظيمة) تسقط… )

بعد احتلال دمشق ، توجه العرب إلى بعلبك، فحاصروها. وقبل أن يصل خالد وأبو عبيدة إلى بعلبك كان الامبراطور هيراكليوس قد أمر 20 ألفاً من رومها بالتوجه إلى “بيسان” لمساندة القوة الرومية التي حاصرها العرب هناك.
ووقف أهل بعلبك على أسوار المدينة حاملين سلاحهم للدفاع . وينقل المؤرخون عن أحد جنود العرب المشاركين في المعركة قوله :
“إن الروم كانوا كثراً كالجراد ، ولكثرتهم سقط بعضهم عن السور … فذهبتُ إلى واحد من هؤلاء لأقطع عنقه… فأعلن استسلامه … فأمنته، وسألته : كيف وقعتَ عن السور ؟ ” …فكلمني باللغة الرومية (اليونانية) … فحملته إلى أبي عبيدة وجنوده، فأتى بترجمان.
فسأله لماذا يرمي بعضكم بعضاً؟ فقال:”إنني من أهل القرى ، ولما سمعنا بمجيئكم أيها العرب، أتينا من كل القرى والبلدات والتجأنا إلى هذه المدينة لنتحصن بها، فلما أتى الجنود أخذوا يدوسوننا فيدفعون بنا إليكم” … فلما سمع أبو عبيدة بهذه الفوضى داخل المدينة قال:”أرجو من الله أن يجعلهم غنيمة لنا”.
وأثناء الحصار يقول الواقدي: ” إن أهل بعلبك افترقوا على سور المدينة ، وبدأوا يضربون على وجوههم ويصيحون “بلغتهم” ، فقال أبو عبيدة لبعض التراجمة:”ماذا يقول هؤلاء؟” فقال له الترجمان: “إنهم يقولون يا ويلهم ويا خراب ديارهم ويا فناء رجالهم ، حتى ظفرت العرب ببلادهم”.
ثم أتى البطريق المسؤول عن بعلبك،محاطاً بالتراجمة وصالح أبا عبيدة وقرر تسليم المدينة على أن يبقى الروم فيها يدفعون الجزية والخراج للمسلمين …
فلما علم السكان ما فعله البطريق لاموه ووبخوه بشدة قائلين “إذهب أنت وصالح عن نفسك، أما نحن فلن نصالح العرب أبداً ، ولن ندع أحداً منهم يملكنا ويدخل بلادنا و مدينتنا “…. فأبلغ الترجمان أبا عبيدة بذلك.
لكن البطريق عاد فأقنع السكان بالصلح. ووجه أبو عبيدة كتاب صلح لأهل بعلبك:” رومها وفرسها وعربها … ” فرض بموجبه “الجزية والخراج” على من أراد أن يبقى في هذه البلاد من “الروم” … أما الذي يعتنق الإسلام منهم فقد أعفاه من هذه الضرائب.
العرب والفرس كانوا أقلية ضئيلة في بعلبك، وقد أسلموا ، والكثير من الروم الفقراء اضطروا إلىاعتناق الإسلام … ومن بقي من الروم على دينه، بقي في أرضه وقبل الشروط …
وهرب الكثير من الروم البعلبكيين إلى العاصمة المالكة “القسطنطينية” ومن هؤلاء اللاجئين خرج “كالينيكوس البعلبكي الشهير الذي اخترع “النار اليونانية” وهي السلاح الذي أنقذ الامبراطورية البيزنطية من هجمات العرب لسنوات طويلة.
ولما انتهى العرب من أمر بعلبك … انتقلوا إلى حمص وبدأوا حصارها…

ملاحظة 1 ( مانقوم بذكره فقط للتاريخ ولسنا على عداء مع أحد ونرفض التعصب والكره , إن مانذكره هو تاريخ قد مضى )

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.