المشترك بين عبد الحليم حافظ والسيسي

halimsisi

السيسي يسبل عيونه على طريقة عبدالحليم حافظ

السيسي يعيد تاريخ الناصرية بطريقة (الملهاة السوداء ) …!!!

شهيرة هي المقولة الفلسفية التاريخية الساخرة القائلة : إن التاريخ لا يعيد نفسه ، وإذا حدث وأن أعاد نفسه ،فإنه سيكون في المرة الأولى على شكل مأساة ، وفي المرة الثانية على شكل ملهاة (مسخرة ) ..

لكن الجنرال السيسي -فيما يبدو -يقدم لنا تجربة مزيج (من المأساة والملهاة ) أي ما يسمى بمصطلحات المسرح (ميلودراما :التراجي-كوميدي )…

مرت مرحلتا (الساداتية والمباركية ) بوصفهماتكرارا مملا لفصول الناصرية العجيبة في مسرحها العبثي الخاص …حيث مصر والعرب يقدمون أغرب مسرحية عن أهم شخصية زعاماتية (كارزمية ) في تاريخهم القديم والحديث، إذ لا تؤثر على زعامته أبشع هزيمة في تاريخ العرب قاطبة بل والعالم قاطبة ، وهي هزيمة حزيران1967 التي جعلت من إسرائيل أسطورة الجيش الذي لايقهر حتى اليوم وربما لقرون …

رغم كل المهازل الإعلامية (التراجيكو-ميدية) في صناعة (الجنرال السيسي ) بصورة (الزعيم عبد الناصر)، والتي تكمن ذروتها في أنها تقدم ليس بصوت عبد الناصر بل بصوت عبد الحليم حافظ :المشاعري “المهموس” الذي يبثه لحبيباته وهو (مدبل العيون ) في أفلامه الرومانسية أيام زمان الجميلة، وذلك خلال تسعة شهور من الانقلاب (السيسي) المضاد في خدمة زمن عسكر (مبارك ) …

لكنا رغم أننا لم نؤيد هذا الإنقلاب يوما، لكننا لم نسمه انقلابا صراحة ، وذلك بسبب مراهنتنا على الموجة المليونية الثانية للثورة، التي كنا ولا زلنا نؤمن بأن ثوراتن الربيع العربي هي صناعة عقل سياسي نوعي شبابي- ليس جيليا فحسب بل وتاريخيا – مدني ديموقراطي (ما بعد ايديولوجي ) معافى من كل أنواع الحمّيات الايديولوجية (القوموية أو اليساروية أو الإسلاموية في صيغها الحزبية المفوّتة المتصلبة الشرايين التي عرفها عالمنا العربي خلال نصف قرن …الخ

ولهذالم نسمح لأنفسنا بفقدان الأمل …لنسميه انقلابا …إيمانا منا وثقة بأن قادة ثورة (يناير المؤسسين لحركة 6 أفريل ) هم أنفسهم قادة ثورة (يونيو ) ..
وعلى هذا فإنه رغم عدم شرعية ودستورية حركة العسكر الانقلابية، لكن (السيسي) وبطانته العسكريتارية سيضطرون مصريا وعالميا -رغما عنهم- أن يبقوا محافظين على نوع من الشرعية، وهي (الشرعية الثورية) الممثلة بالقوى الشبابية، وفي طليعتها حركة( 6ابريل ،) ولم يخطر لنا ان يعيد السيسي تجربة عبد الناصر المأساوية باعتقال الجميع (الأخوانيين والشيوعيين والليبراليين ) مؤسسا للدولة البوليسية العربيةحتى اليوم ..

وذلك انطلاقا من قناعتنا -أيضا- بأن إعادة السيسي لتمثيل المأساة الناصرية سيكون مهزلة وتهريجا ،بل ومسخرة …

بقينا على أمل أن لا تنتهي الثورة المصرية إلى هذا المآل في هذا المشهد (الغرائبي العجائبي من هذا المزيج الكرنفالي بين عبد الناصر وعبد الحليم حافظ في صورة الجنرال السيسي ( العاطف الهامس الحنون .. وليختتم هذا الكرنفال بصورة الراقصة المعلمة : نعيمة عاكف والسيكس البلدي في مهرجانات الإعلام المصري …. وخيزرانة رقصني يا جدع) …

بل حتى أنا لم ننظر بعين الجدية إلى أحكام الاعدام بحق أكثر من خمسمئة مواطن مصري !! لأنا اعتبرناها نوعا من التهديدات العسكرية (العربية ) من نوع التخصص بتحديد الزمان والمكان للرد في المكان الوقت المناس …
وذلك لأن هذا الشكل (التراجي- كوموميدي) يتخطى فيه السيسي كل ابداعات جمال عبد الناصر في الجمع بالقتل بين (الإسلامي الشهير سيد قطب، واليساري النقابي الشهير شهدي عطية الشافعي..)

لكنا تأكدنا من حقيقة هذا المآل التراجيكو-ميدي المهزلة اليوم وبشكل حاسم،من خلال حكم “القضاء المصري” على القادة الشباب للثورة المصرية بالسجن …فتأكدنا من عودة (المباركية ) والثورة المضادة ضد الجميع بعلنية فاجرة …

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.