المسيحيون (وليس الإسلاميين) هم الوطنية النقية

محمد حازم فيصل : فيس بوك

 وللنساء في بطولات الثورة نصيب …..وكبير جداً

منقوووووووووووووووووووووووووول ….

منذ شهور ، انتقل عدد كبيرة من كتائب الجيش الحر في درعا إلى مناطق من دمشق مثل حي التضامن ، مخيم اليرموك .. نهر عيشة و حرستا ..

في حرستا إسـتأجروا بيتاً يلجأون إليه للراحــة ، 10 شباب من نفس المنطقة ” إنخل – ريف درعا ” … يخرجون لتنفيذ عملياتهم في المنطقة ، ويعودن لذلك البيت دون أن يعلم بوجودهم أحـــد من أهل الحي .

منذ مايقارب الشهر ، ينفذون إحدى عملياتهم و يعودون للبيت ليتفاجأو بان الحي محاصر ، و أن عدد من رجال الامن بانتظارهم …

عند وصولهم يبدأ أطلاق النار عليهم ، بعض هؤلاء الشباب بلا ذخيرة و البعض الأخر منهك التعب ….

في لحظات معدودة ، يقررون و بدون تخطيط مسبق الهرب – لا أحد منهم يعرف إلى أين … المهم الهرب من الموت ..

يبدأون بالركض بمجموعات متفرقة ..

على إحدى النوافذ تقف تلك المرأة ، ترى 5 من الشباب يركضون … لا يحتاجون لتعريف فاسلحتهم بيدهم و لحاهم تزين وجوههم ، تلوح لهم بيدها ” أن تعالوا لهنا “

– لا يملكون خيارا أخر .. فهو الموت إما هنا أو هناك ..

يخبرني أحدهم ، لحظة دخولنا للبيت كنا مرعوبين أكثر منها .. في عيونها بريق شجاعه .

يطلب أحدهم منها سجادة للصلاة ، لكنها لا تملكها في البيت – كانت تلك المرأة مسيحية ….

يخبرني .. ” رأيناها تخبأ المشروب من البيت ، تضع لنا الاكل كل يوم كما لو كنا اهل لها ، تجلس معنا و تكلمنا .. بامور بعيدة عن الثورة ، ومن نحن او من اين جئنا …

في كل يوم كانت تنزل للشارع لترى إن كان آمن لخروجنا .. وتعود لتخبرهم بوضع الحواجز في أخر الحارة ، و تمنعهم من الخروج خوفا على حياتهم .. اسبوع كامل مضى على بقائهم في بيتها ، دون ان تشعرهم بثقلهم ..

يقول لي ” في كل صباح كانت تضع القهوة و الشاي ، و نحن نيام .. تخرج من الغرفة لتدخل ابنها الصغير حتى ييقظنا .. أخفت المشروب من البيت و قصت جزاء من حرام كان لديها ، وضعته في زاوية إحدى الغرف ، حتى يتمكنو من الصلاة عليه ….. تعتذر لهم بأن ليس لدي قرأن لكم “

 زوج هذه المرأة ضابط في احدى القواعد العسكرية بمدينة الرقة – يسألونها لماذا لا ينشق ..؟؟ لديه طفلان و براتبه يعيشون ، أين سنذهب لو انشق !! يخبرها بأن خدمته ضمن احدى الثكنات لا يخرج منها ….

مضت عشرة أيام ليرحلوا من بيتها .. يعودون إلى مكان ما في دمشق .. يخبرني صديقي : من ذلك اليوم و انا اعيش صراع بداخلي ، ماذا لو صادفنا زوج تلك المرأة و قتلناه بجرم النظام ، كم من إمرأة كهذه يوجد في سوريا !!! بأي ذنب ستكون أرملة .

 ليبقى هذا السؤال معلقاً بيننا برسم الإجابة ….

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.