المداخن الشمسية – لانقاذ مصر من عصر جليدي يبدو قادماّ

صلاح الدين محسن

للعام الثاني علي التوالي . تتعرض مصر – ومنطقة الشرق الأوسط – لصقيع غير معتاد . يشبه جو أوربا . بالاضافة لسقوط الثلوج بالاسكندرية . في العام الماضي

وهذا العام ثلوج بالسعودية – وهو المثير للدهشة حقا – :

وهذا العام ثلوج بالسعودية

لابد من الاستعداد لمواجهة تلك الظاهرة التي قد تستمر , وربما تتضاعف . ويكون ذلك نذيرا بدخول المنطقة علي عصر مناخ جديد – انقلاب المناخ لما هو عليه حال شمال الكرة الأرضية . بأوربا – .

تحتاج البلاد الي كهرباء وافرة , رخيصة التكلفة علي المواطنين لحمايتهم . فالتدفئة الكافية يجب الاستعداد لها بالوقود النظيف – الكهرباء- الذي ستحتاجه مصر في كل بيت وفي كل مؤسسة , وكل سيارة , وكل محل كبير أو صغير ..

الحل هو في مشروع قرأت عنه في مصر تحت اسم ” المداخن الشمسية “

نشرته جريدة الأهرام المصرية في صفحة كاملة . عام 2001 – منذ قرابة 12 عاما مضي – تحدثت الدراسة عن تجربة عظيمة هي الوحيدة من نوعها في العالم – حتي ذاك الوقت – أقيمت في اسبانيا . عبارة عن عدة أبراج ضخمة جدا لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية .

وقالت ان مثل ذلك المشروع . أفضل مكان لتطبيقه في توشكا – جنوب مصر – . حيث أعلي سطوع للشمس . وهو يكفي لامداد البلاد بأكملها بالكهرباء .

وفي وقت صار الشعب يعاني من كثرة انقطاع التيار الكهربائي . الذي غالبيته يعتمد علي السد العالي .. ذاك السد الذي يعتمد بدوره علي مياه النيل , التي تواجه مصر مشاكل مع دول المنبع , بشأن حصتها فيها ..

بات من الضروري جدا . اقامة مشروع المداخن الشمسية – مع تحفظنا علي الاسم . الذي اختير عنوانا للدراسة التي نشرتها جريدة الأهرام – كما أشرنا – لعل الأفضل أن نسميها ” الأبراج الشمسية ” .

اذا انقلب المناخ في مصر – والمنطقة – فالتدفئة العالية واليسيرة التكلفة توفر للشعب ثمن شراء أغاطية كثيرة وثقيلة تحصنا من البرد – مثال لذلك : عندما جئت لكندا منذ سنوات . كان قبيل دخول فصل الشتاء . أدهشني أن كل الأغطية اللازمة للبيوت في الشتاء . خفيفة للغاية ! في بلد قد تنزل درجة الحرارة فيه الي ما تحت الصفر بأكثر من 40 درجة !! ثم عرفت أن السبب هو تأمين التدفئة الكافية لكل مكان . وهذا عائد لوفرة ولقلة أسعار استهلاك الكهرباء .

المشروع – المداخن – أو الأبراج – الشمسية – سيتكلف حسبما أتذكر بضعة مليارات . وسوف يوفر 10 آلاف فرصة عمل .

هذا المبلغ يمكن تدبيره بحملة يتبناها الاعلاميون والاعلاميات . المؤثرن – عمرو أديب , محمود سعد , مني الشاذلي , باسم يوسف . ابراهيم عيسي . وعمرو الليثي . وغيرهم من أسماء محترمة كثيرة – لدعوة رجال الأعمال . للتبرع للمشروع . ولاسيما السادة المتهمون بالكسب غير المشروع , ويريدون التكفير عما اقترفوه . والتصالح مع الوطن .

أتمني أخذ هذا المشروع بعين الاعتبار . ليس وحسب لأجل مواجهة – محتملة – مع شتاء رهيب في قسوته . بل أيضا لأجل مصانع . يتعطل الانتاج فيها , لكثرة انقطاع التيار الكهربائي , ولأجل مستشفيات يموت فيها المرضي في الحالات الحرجة – والأطفال خاصة – بسبب كثيرة انقطاع الكهرباء .

ليس جديدا القول بأن الطاقة الشمسية هي المستقبل . ولكن الجديد هو أن الوقت والحاجة لتلك الطاقة في مصر . بات ملحاّ للغاية . ولا يحتاج لتأخير .   صلاح محسن فيسبوك

************************************

About صلاح الدين محسن

صلاح الدين محسن كاتب مصري - كندي . من مواليد القاهرة عام 1948 عضو"اتحاد كتاب مصر" . عضو " جماعة الفنانين التشكيليين والكتاب " بالقاهرة عضو اتحاد كتاب كندا - تورنتو - PEN CANADA عضو " جمعيةالكتاب المغتربين " بكندا - تورنتو- التابعةلاتحاد كتاب كندا PEN CANADA. له عدد من المؤلفات في عدة مجالات - 16 كتاب . طبع بالقاهرة حتي عام 2000 تنشر مقالاته بأكثر من موقع الكتروني سجن بمصر 3 سنوات من 2000 : 2003 عن كتابيه " لا أحب البيعة " و "ارتعاشات تنويرية ".. لمطالبته بالديموقراطية وتداول السلطة بالكتاب الأول ، ولدعوته لعهد جديد من التنوير الفكري بحقيقة العقيدة البدوية والتاريخ العرباوي : بكتاب ارتعاشات تنويرية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to المداخن الشمسية – لانقاذ مصر من عصر جليدي يبدو قادماّ

  1. س . السندي says:

    ماقل ودل : صدقني ولامليون مدخنة تستطيع أن تدفئ نفوس وقلوب خلت من ضمير وعدل وعقل ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.