المحامي ادوار حشوة يختلف مع ميشيل كيلو حول البطريرك الراحل هزيم

ادوار حشوة : كلنا شركاء

لاول مرة اجدني مختلفا في الراي مع الاخ العزيز ميشيل كيلو حول تقييمه لمواقف البطريرك الذي اعتلى السدة البطركية عام 1979 بعد وفاة البطريرك العربي معوض والذي قيل ان بعض المطارنة في بيروت كانوا وراء الخلاص منه ومن عروبته.

 كان مجمع المطارنة منقسما الى كتلتين واحدة توالى موسكو والثانية توالي اليونان والغرب ومجلس الكنائس العالمي وكانت هناك كتلة عربية مكونة من مطران حلب معوض ومن مطران حوران سماحة ومطران عكار ابيفانيوس ومطران صور ونتيجة للصراع بين الكتلتين الغربية والشرقية وبمساعدة سورية نجح مطران حلب وبقيت الاحقاد ضده ا لى ان توفي في ظروف غامضة فاجتمع المجمع على عجل كبير وتم انتخاب هزيم المدعوم من مجلس الكنائس العالمي.

 المطران معوض حول دير البلمند الى معهد لاهوتي جامعي واوقف ارسال الرهبان للدراسة الدينية  في اليونان و الروسيا فكان وراء تعريب اللا هوت الجامعي وابطل تاثير الشرق والغرب على كنيسة عربية لاتريدهما معا وربما كان هذا وراء اغتياله الذي لابد ان يكشف التاريخ من نفذ وحرض واستفاد.

 المهم جاء البطرك هزيم في مرحلة الاحتلال السوري للبنان فشايع المحتلين ومدح وساعد كثيرا القوات السورية وكان ميشيل المر هو واسطة العقد الى درجة اعتبر اللبنانيون الاحرار ان رجال الدين الارثوذكس يشايعون المحتلين والمستبدين.

 دور البطرك هزيم في لبنان امتد الى الداخل السوري فكان سندا للا سد وفي كل مناسبة كان يدبج المديح وكان من الضعف انه ينفذ المطلوب عن طريق المخابرات شأنه شأن رجال الدين الاسلامي العملاء للسلطة.

 الى هنا لايوجد ما يستدعي المساءلة الى ان انتفض الشعب في سوريا ضد الجلادين فتولى بعض رجال الدين الذين يعملون تحت امرةالبطرك المباشرة الى تخويف المسيحين من الثورة واوهموا الناس ان نظام الاسد هو الذي يحمي المسيحين من هجمة دينية اسلامية قادمة تستهدفهم.

 البطرك لم يتخذ لا هو ولا اكثر اتباعه من رجال الدين اي موقف لوقف هذا الزعم الاخرق بل شجعوا بدعم من السلطة على توسيع قاعدته الى درجة بدا فيها للمسلمين ان المسيحين في جيب النظام ومن شبيحته المعروفة.

 المسيحيون في الحقيقة لم يكونوا يوما طائفة بل فقط كنيسة والمفهوم الطائفي الانعزالى الخائف لم يكون موجودا والمسيحيون تصرفوا كمواطنين واندمجوا مع اخوانهم المسلمين في جميع احزاب الساحة سياسيا لادينيا الى درجة ان المناطق المسيحية اعطت اكثر اصواتها للشيخ مصطفى السباعي مرشح اليمين ضد اليسار.

لم يكن البطرك هزيم بشخصيته والفاظه المنمقة المعدة سلفا بحجم الا رثوذكس في سوريا وبلاد الشام وفي كل الكرسي الانطاكي كان جزءا من عدة المطبخ الاسدي وفي خدمة طغيانه ولم يصرح يوما محتجا على اعتقال الالوف وتعذيبهم وانتهاك حرماتهم بما فيهم المسيحيون ومنهم الاستاذ كيلو المفكر البارز والحر والذي لم يقدم البطرك اي معونة او احتجاج على اعتقاله ولا مؤخرا على حجز امواله واموال زوجته واولاده واحفاده واولاد اخوته وكل من انتسب الى عائلته .

 لا اعتقد ان الله سيغفر له هذا التخاذل ولا هذا الخنوع والخضوع للطغيان وخدمته وتوريط العديد من المسيحين للانخراط في قافلة التشبيح .

 الذين لو ثوا ايديهم بدم الشعب وقتلوا وشبحوا لن ينجوا من العقاب سواء اكانوا مسلمين او مسيحيين وسواء اكانوا مدنين او رجال دين وكما ستعامل الثورة اعداءها فلا من يطلب استثناء ما لم ترحم الثورة من تورطوا بدافع من رجال دين مجرمين يستحقون العقاب .

 اننا نأمل ان يتم انتخاب بطرك فاضل لايكون اداة بيد اي سلطة وان يهتم بشؤؤن الكنائس ويترك للناس ان يعيشوا في مجتمعهم كمواطنين ولاؤهم للوطن اولا وربما اذا جاء من يحمل هذا التوجه سيساعد على تحقيق مساحة من التسامح تلغي افكارا غاضبة من تصرفات لاتنتسب الى المسيحية التى لم تكن في كل تاريخها في الشرق الامع المظلومين والفقراء والمضطهدين فهل مثل هذا يأتي’ بديلا عن راحل لا نأسف على رحيله.

 9-12-2012

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

2 Responses to المحامي ادوار حشوة يختلف مع ميشيل كيلو حول البطريرك الراحل هزيم

  1. Abo says:

    ما بدنا نعرف قبل شو كاتب الفهمان كيلو لنفهم جواب الحشوة ؟؟؟؟؟

  2. نور الحق says:

    الى الاخ ابو

    انا قرأت ما كتبه ميشيل كيلو
    وهو عبارة عن تأبين وكلام مستهلك يقوله اي شخص من الشارع عندما يموت اي انسان
    مثال: بأنه كان وطني
    او كان يحب الناس ويساعدهم
    من هذه الكليشات التي تقال في اي ميت
    وشكرا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.