المحامي ادوار حشوة: فارس الخوري والوطن طائفتي !

 يواجه المسيحية المشرقية خطر الاٍرهاب المتطرف الذي يريد إلغاء دورها وحتى تهجيرهاو استعبادها وسبي نسائها وداعش والقاعدة نموذجا.
‎ والخطر الثاني هو الاستبداد الذي يريد استخدام خوفها من داعش والقاعدة لكي تقاتل
معه وتغادر دورها الوطني في دعم الحريات والتعايش لتصبح اداة لخدمة الاستبداد الذي
خنق انفاس الناس وفَرض الأحكام العرفية لنصف قرن!
الموقف الثابت للمسيحية المشرقيةهو إعطاء الاولوية للتعايش مع كل المكونات والاندماج في المشروع الوطني ضد اَي احتلال اجنبي ومع الحرية ومن يدافع عنها .
لذلك كان اَي صراع بين المكونات يشكل خروجا على هذا الثابت الذي حقق لها الامن والحريّة في مجتمع حر ووطن سعيد .
الانحياز الى طرف ديني أو طاىفي أو عنصري ومساندة اَي حرب بينها يهدد التعايش ويخلق عداوات لا مبرر لها وليس لها مصلحة في الانحياز الى احد طرفيها.
دخلت المسيحية المشرقية الى التعايش من الباب الوطني ورفضت العزلة وصارت جزءا من المشروع الوطني لا تعطله ولا تمنعه ولا تقف
في صف من يعاديه .
من هذا الباب أخذت المسيحية المشرقية الأمان من التعصب والكراهية متضامنة مع قوى التعايش ومع المتنورين وحيثما كانت الحرية وحيثما كان التطور وحيثما كان القتال من اجل الوطن والدفاع عنه كانت في قلبه .
في المرحلة العثمانية كانت المسيحية المشرقية مع العروبة ومع القوى الوطنية المطالبة باللامركزية والاستقلال عن الأتراك. وكان بين من شنقهم جمال باشا السفّاح في سوريا ولبنان في السادس من أيار مسيحيون وفِي حمص كان الى جانب الشيخ الزهراوي المسيحي رفيق رزق سلوم معا على حبل المشنقه .
في مرحلة الانتداب وقف البطريرك الأرثوذكسي ضده ولم يتعاون وحين تم طرد الملك فيصل كان البطريرك في وداعه متحديا سلطة غورو .
وخلال الانتداب برز فارس الخوري المسيحي القادم من جنوب لبنان الى دمشق كواحد من رواد الاستقلال واهم قيادات الحركة الوطنية
وصوتها .
من هذا الباب أخذ مكانته في الوطن
والأكثرية المسلمة سلمته رىاسة الحكومة في نظام برلماني كان فيه شكري القوتلي رمزا وكان الخوري حاكما لم يأخذ البلد الى طاىفته ولا ميز ولا فرق ولا تعصب ولا غرد خارج السرب الوطني فدحر بموقفه كل متعصب ومفرق وعدو للتعايش وقدم للمسيحية المشرقية النموذج الذي يحقق لها الأمان والمحبة والتعايش
تحت شعار. (الوطن هو الكرامة وحيثما يكون لكم كرامة يكون لكم وطن والكرامة لا تأتي من معونة الخارج بل من قلب المجتمع ومن قلب التعايش ولا بديل عن. ذلك أبدا .)
الصراع الحالي الذي بدا سياسيا. ثم حوله الشيطان في الجانبين من السياسة الى الدين
ودعم تحوله استعمار خارجي وفكر متخلف غريب عن اعتدال البلد وتاريخه الوطني هو سرطان يأخذ الجسد الوطني الى الخراب والموت .
كل محاولات جرالمسيحية المشرقية لتكون طرفا في حرب قذرة كلها وحشية وجنون وتدخل خارجي هي اعتداء على فكر وسلوك مدرسة الوطنية التي أسسها فارس الخوري.
وانا حين وقفت مع شباب وعقلاء المسيحية المشرقية ضد توريطها في هذه الحرب وضد. بعض رجال الدين المأجورين أو الاغبياء الذين لا يستشرفون المستقبل فان ذلك هو للدفاع عن مدرسة فارس الخوري. ومن لم يفهم ذلك عليه
ان يقرا التاريخ اولا.
وهذا هو السؤال
١٩-٩-٢٠١٧

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.