المحامي ادوار حشوة : حميميم والحوار الداخلي.

لا اعرف لماذا خطر لي وانا اسمع عن تجمع في مطار حميميم لممثلين وقيادات من الداخل السوري يضم ٧٠٠ شخص ان استعيد ذكرى اللقاء التشاوري الذي دعا اليه النظام قبل انتفاضة 2011 والذي تولى ادارته السيد فاروق الشرع. كنت قد دعيت الى اللقاء ولكن حين وجدت ان عدد المدعوين راد على ٢٠٠ وأكثرهم ليس من القيادات والنخب السياسة وفيهم موظفون واعلاميون وغابت عنه الأحزاب, يومها اعتذرت لان العدد الكبير غير معقول لكي يبحث في الإصلاح السياسي الذي يحتاج لعدد محدود وقيادي ثم لان اللقاء سيكون فاشلا وطبخة إعلامية للاستهلاك الداخلي. وقلت ان البلد بحاجة لعشرة من العاقلين يبحثون عن حل للازمة ولا حاجة لمسيرة بهذا الحجم ولا بهذه النوعية ومهما تحدث بعضهم فلن يحاورهم احد وسيكون السيد الشرع مستمعا يسجل الاقوال ليرفعها الى صاحب القرار وبالتالي لا تشكل هذه المسيرة هامش حرية ولا بحثا عن حل لانها تفتقد الحوار حول قضايا الأزمة .
وقلت في تبرير اعتذاري انني مستعد للحوار مع مخولين بالرد لا مع سعاة بريد,  ولان من يحاور غير صاحب قرار يكون كمن يرسل مكتوبا الى عنوان غير صحيح وطبعا فشل اللقاء ونتج عنه فقط اعتقال بعض من تحدثوا بأكثر مما هو مسموح به ..
تذكرت دلك اللقاء حين علمت بان التجمع سيكون في حدود ال٧٠٠. وانه سيمثل ( الشعوب السورية ) فصرت على قناعة ان نفس العقلية التي برمجت هذا التجمع شبيهة الى حد كبير بعقلية من اخترع اللقاء التشاوري ليدعي انه جاد في اجراء الإصلاحات التي يطلبها الشعب والتي أنتجت صفرا كبيرا مع الفرق ان هذا التصرف جاء من دولة عظمى كروسيا لديها خبرة وكفاءات عاقلة تعرف بالتأكيد ان هذا العدد لا يستطيع ان يصنع دستورا ولا ان يقود حوارا اليه ولكن بالتأكيد يستطيع ان يبعث رسالة تأييد للاحتلال الروسي مع موافقة على الدستور الذي صاغته روسيا لسوريا ورفضته المعارضة وقد يقترح تعديلا عليه فبقلبه النظام وفق ما قال الروس بان النظام مستعد لإصلاحات دستورية ومهمة هذا الإصلاح هو افشال مباحثات جنيف في ٢٨ من الشهر القادم. والمخصصة للدستور والمعتقلين .!
وربما ان الروس يريدون منها ان تكون بديلا عن شرعية جنيف أو لإزعاجها أو ارغامها على تقديم تنازلات احداها اشراك بعضهم وحشرهم في وفد المعارضة في جنيف .
ما راد في الطنبور نغما ان تركيا سربت للمعارضة اقتراحا بضرورة إرسال وفد منها الى حميميم والمشاركة الكبيرة فيه بدلا من رفضه وفتح القنوات مع الروس كقوات ردع مكلفة بجزء من السيطرة والنفوذ .
عند هذه النقطة أتوقف. لان شروط المشاركة غير متوفرة فكيف يمكن لمعارضين محكومين من محاكم النظام ومطلوبين من اجهزتها ان يحضروا وهل هناك عاقل منهم سيقبل بالمجازفة معتمدا على تعهد روسي شهدنا كيف مرارا في استانا كيف يخترقه حرب الله والنظام ؟
منت قد دعوت الى مؤتمر في الداخل السوري تسبقه اجراءات تتضمن اطلاق سراح المعتقلين وإصدار عفو عام عن كافة جراىم الأحداث حينها يعود المعارضون من الخارج ويتحرر ون من سيطرة وتدخل الخارج ويكون للمؤتمر معنى سياسيا
ويتضمن حوارا جادا ومشاريع حل وطني
اما هذه المسيرة بدون إجراءات. بناء الثقة فليسمح لنا الأتراك بان نقول لهم اذا لم يكن عندكم خطة حل سياسي فالافضل ان تبيعونا سكوتكم وأما النظام اذا كان جادا ومعه الروس ننتظر إجراءات بناء الثقة والعفو العام اولا
وهذا هو السؤال
٢٩-١٠-٢٠١٧

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.