المحامي ادوار حشوة : التطور في مفهوم الشرف .!

 في الشرق ومنذ القديم كان مفهوم الشرف مرتبطا في اغلب حالته بفرج المرأة حين كانت من ممتلكات الرجل ويشتريها من اَهلها وللحفاظ على هذه الملكية من عدوان الآخرين اخترعوا قفلا على فرجها مفتاحه عند المالك .
ومع سيادة الفكر الديني لم يتغير مفهوم الشرف بل صار الرجم بالحجارة على الزانية منتشرا لان عملها يخالف الشرف . وحتى المسيحية التي خرجت على قسوة اليهودية وأعرافها لم يذكر المسيح عن حكم الزانية شيئاً مختلفا غير انه وهو يشهد رجم زانية قال (من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر )
في الغرب الاوروبي والاميركي تطور مفهوم الشرف ولَم يعد مرتبطا بالجنس والفرج بل على شكل مختلف . عندما تحررت المرأة اقتصاديا وصارت تعمل وحين حصلت على حقوق متساوية مع الرجل صار جسدها ملك استقلالها لا احد له الحق ان يجادلها في طريقتها في استخدامه كما لا حق لأحد ان يغتصبها بدون ارادتها ، اول مكسب انها لم تعد ملكية للغير وصار الوضع هو التالي
( قبل الزواج للمرأة وللرجل كامل الحرية الجنسية وإقامة العلاقات وتعددها ولكن بعد الزواج يعتبرون اَي علاقة خارج عقد الزواج عملا غير شريف ويندد به) معنى ذلك ان مفهوم الشرف لم يعد في فرج المرأة بل في السلوك واحترام العقد الذي يتعهد فيه الطرفان بان يكونا لبعضهما ومن يخرج منهما على هذا التعهد يصبح غير شريف ليس لانه مارس الجنس تحديدا بل لانه خالف شرف الالتزام.
في الشرق ما يزال مفهوم الشرف جنسيا وفِي فرج المرأة لان حقوقها لم تتطور على الشكل الغربي اقتصاديا وسياسيا لذلك كان القتل دفاعا عن الشرف الجنسي يعاقب باقل العقوبات كجنحة مخففة اعترافا من المشرع بان الحب والجنس وفرج المرأة حلقة يدور حولها مفهوم الشرف.
في الغرب الشرف في السلوك المستقيم والالتزام بالعهود وعدم الرشوة والفساد في العمل, اما ما عدا ذلك فهو رغبة حرة من اَي قيد ما عدا الحالة الزوجية التي الإخلال بالعقد فيها هو عدم الشرف .
وفِي الشرق أضافواالى مفهوم الشرف الحجاب حيث صار في عرف المتطرفين جزءا من مفهوم الشرف حيث السافرة اقرب الى هذا المفهوم المحرم, وفِي مصر يعتبرونها عاهرة ويلقون الأسيد على من تسفر عن وجهها لانها غير شريفة و تخالف إرادة الله!؟
هناك مجرمون وقتلة ولصوص ووحوش ومنافقون وجلادون يرتكبون الموبقات ويتباهون انهم إشراف لان حريمهم تغلق عليهن البيوت ولا يقدن السيارات ولا يراهن احد ولا يسيرون الا كاكياس فحم, والى ان يفرجها الله وتتحقق حرية المرأة سيظل مفهوم الشرف متنقلا من فرج المرأة الى حجابها
وهذاهو السؤال

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.