الكتل السياسية تخاف من المجاري والحكومة مازالت بالابتدائية

محمد الرديني

الكتل السياسية تخاف من المجاري والحكومة مازالت بالابتدائية
لااحد يعرف لماذا قرر مجلس البرطمان العراقي تأجيل مناقشة قانون البنى التحيتية الى اشعار آخر لعدم الاتفاق على نصوصه.
منذ اكثر من تسع سنوات لم يستطع الربطمان ان يبادر، ولو بالكلام، الى الشروع في تنظيف المحافظات من طوفان المجاري(يعني الفضلات اجلكم الله) وسيحان مياه الاممطار التي تدخل الى البيوت بدون استئذان والحفر المائية التي تعد بالآلآف في شوارع المدن حيث استغلها الاطفال للسباحة فيها بدلا من المسابح وحمامات “الجم” المعروفة في بلاد الله الواسعة ومنها بلاد الكفار.
من يرى الاطفال وهم يرقصون وسيقانهم تغط الى نصفها بمياه المجاري لن يصدق انهم اولاد العراق بل سيكذب عينيه ويقول لنفسه انهم اطفال ابعد قرية هندية باتجاه كشمير الاسلامية.
ومن يرى حال المحافظات في الشتاء حيث موسم الامطار سيعتقد انها مدن هبطت من كوكب آخر لاتعرف فيه الشوارع ولا المجاري ولا الكهرباء ولا الماء الصالح للشرب ولا .. استغفر ا لله العظيم.
اعضاء البرطمان كلهم وبلا استثناء مجرمون بحق هذا الشعب بدليل انهم جبناء حتى في مناقشة قانون يعتبر العمود الفقري لحياة الشعوب.. هؤلاء البرطمانيون اوغاد بكل من ما تعنيه الكلمة من معنى ولا استثني احدا.
هل يستطيع البرطماني الان ان يعيش بدون ثلاجة يحفظ بها مايريد، وهل بيته،وهل حماماته يطفوا بها الماء اذا اراد ان يغتسل من ادرانه؟ وهل اذا امطرت السماء صاحت زوجته “الله اكبر الماي دخل على الصالون”.
اذن كيف يتصور حياة اولاد الملحة والطوفان يعيث بهم من حدب وصوب؟.
لم يستطع اولاد الملحة ان يشفوا غليلهم من هذا المدعو فيان ابن دخيل رئيس لجنة الخدمات في البرطمان الذي قال بالامس”صحيح قانون البنى التحتية مهم ولكن الاهم هو سلامة المواطن وامنه”.. ولك صح بعينك.. هل يوجد بالعالم العلوي والسفلي من يقول مثل هذا “الخريط” ولكن كما يقولون العتب مو عليك ، العتب على الناس اللي وثقوا بيك واعطوك صوتهم.. لانك بصراحة لن تتخرج بعد من الابتدائية حتى تعرف ماهي البنى التحيتة.
لست وحدك خريج الابتدائية هناك الحكومة كلها التي اكتشف اولاد الملحة ان اعضائها الماليين لايعرفون 1+1=كم؟.
تصوروا ايها الناس ان الحكومة تخطأ بنصف مليار دولار، ولكم وين الحاسبات الالكترونية؟ وين البرامج التي تحسبها وهي طايرة؟ ولكم الناس وصلت الى تصنيع اجهزة تحسب مليارات الاعداد وتطرحها حسب النية.
شلون؟.
اجهزة صغيرة بحجم اليد، ما ان تضع اصبعك على شاشتها وتنوي جمع مليارين مع مليار وعشرة دولارات مع خمسة جنيهات بريطانية و30 يورو حتى يظهر لك المجموع الاجمالي باقل من لمح البصر.
شنو السالفة؟.
السالفة ومابيها ايها اللطامون على حظكم ان الحكومة بجلالة قدرها بينت في مشروع قانونها، قانون البنى التحتية، ان ما تريده هو 37 مليار دولار ولكن لجنة الخدمات وعند جمعها المبلغ المطلوب تغطيته للمشاريع تبين انه 36 مليار ونصف المليار وهو ما ولد استغراب عدد من النواب من عدم دقة الحكومة في مثل هكذا امور استراتيجية”( انتهى اللطم).
وفي ذيل الخبر،اقصد اللطم، نعرف ان النائب رياض غريب قد نبه الحكومة الى مثل هذا الخطأ حيث تم عرضه على رئيس الوزراء نوري المالكي والوزراء والمستشارين”.
ولم تتمكن الحكومة من الرد على خذا الخطأ.
وقالت مقررة مجلس النواب باسمة بطرس ان” رئاسة مجلس النواب قررت عدم ادراج قانون البنى التحتية في جدول اعمال يوم غد الاثنين”، مبينة ان” القانون اؤجل الى اشعار اخر”.
واشارت ان” عدم التوافق السياسي على تشريع هذا القانون حالت دون التصويت عليه في جلسة يوم غد الاثنين”.
خويه بنت بطرس اهنو يخليك ديري بالك على نفسك وعلى اسمك واللبيب بالاشارة يفهم.
شوفوا اخوان من حضر اول امس الى جلسة البرطمان لمناقشة قانون البنى التحتية:
سعادة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي حفظه اهة ورعاه.
وزير التخطيط علي شكري المعروف بقرفه من كل حامل كاميرا تلفزيونية او قلم وورقة (أقصد صحفي يدور عيشته).
وزير المالية رافع العيساوي الذي مازال يحتفظ بفيلم وثائقي يرد بها على من يهمه الامر وخصوصا قناة الشرقية.
رئيس هيئة الاستثمار سامي الاعرجي الذي لايعرف احد مدى قرابته بالفريق الركن فاروق الاعرجي.
عدد لايحصى ولا يعد من المستشارين القانونيين.
يعني الحكومة كلها كانت موجودة.. ومع هذا تأجلت مناقشة القانون الى اشعار آخر.
ليش يابه؟؟.
لأن الكتل السياسية تخاف من مياه المجاري التي لايمكن اسكاته بكاتم صوت.
يحيا الشعب.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.