القمر الصناعي العراقي هل هو شيعي ام سني؟

قلت بالامس ان الحكومة العراقية مغرمة بمقولة ملكة فرنسا ماري نطولهيت حين طلبت من حاشيتها ان يعطوا المتظاهرين الكعك بدلا من الخبز الذي يطالبون به.

هذهابحكومة قضت بعون الله ورعاية المعممين واصحاب السبح والمجابس الملونة على المشاكل الصغيرة منها والكبيرة فهي مثلا حلت مشكلة فيضانات المجاري واصبح لكل فلاح سكنا مرثحا مجهز كافة انواع ” الاتاري” وشاشات” ال سي دي” والمياه الحارة بنوعيها الخاص بالتدفئة والثاني للاستحمام في ايام الشتاء القارص.

واصبح من المعيب ان يرى الناس خريج الجامعة وهو يذرع الشوارع ويلوموه لانه يحب الكسل ونومة الضحى،وبات الاجداد يتحدثون عن زمن غابر كان الاطفال فيه يجوبون الشوارع بحثا عن لقمة العيش، وكانوايتندرون على احفادهم الذين صمدوا طويلا في العيش على الشموع ويقولون انه كان زمنا صعبا ولكنه رحل الى غير رجعة.

ويتحدثون عن القوات الخاصة التي يطوف افرادها في الاماكن العامة ومعهم صلاحية القبض على اي شاب عاطل عن العمل واي طالب “شارد من المدرسة”.

لقد قضى الرجال الاشداء على التفاهات التي كان يطلق عليها “مشاكل العصر” واصبح الفرد العوراقي تواقا لمجابهة اي مشكلة حتى يعيش ايام ذلك الزمان.

لقد اشتاق العوراقيون الى المشاكل التي غايت عنهم طويلا فهم ، كما هو معروف،لايمكنهم الاستغناء عن العيش بين المصائب ولكن الرجال الاشداء استطاعوا بعزيمة جبارة القضاء على هذه النزعة المريضة في نفوسهم.

يوم امس اعلنت الحكومة العراقية الموقرة عن نيتها اطلاق قمر صناعي بالتعاون مع الجامعة العربية(نكتة مو؟؟).

وعاود لابي الطيب الحنين الى اللطم ليس من اجل القمر الصناعي ولكن بسبب ماقاله السيد المثقف كريم مزعل وكيل وزارة الاتصالات( ان” مشروع اطلاق قمر صناعي عراقي مشروع سيادي ويهم العراق خاصة بعد عودة العراق الى محيطه العربي”.

ويحلف ابو الطيب باغلظ الايمان ان هذاالوكيل لايعرف مامعنى كلمة السيادي،فهل هي مقبتسة مثلا من كلمة سيد او سادة او اسياد. ولاندري بعد ذلك ماعلاقة عودة العراق الى محيطه العربي (نكتة اخرى مو؟) بالقمر الصناعي؟.

مسكين هذا الذي كتب لك هذه العبارة.

المشكلة ليست في اطلاق قمر صناعي فهو امربات سهلا مثل شرب ” الماي” ولكن المشكلة تكمن في شفرتين حادتين جدا:

الاولى، لم تحدد بعد عمولة الكتل السياسية من المبالغ المرصودة لهذا القمر وهو امر تجده هذه الكتل في غاية الاهمية اذ لايمكن لاي مشروع يمر او يتم تنفيذه دون مروره على “اغاوات” العوراق الحديث.

الثانية وهي لاتقل اهمية عن الاولى بل انها. اكثر اهمية كما يقول المقربون فالقمر الذي سينطلق بعون الله قريبا هل هو شيعي ام سني ام تركماني ام..؟.

بمعنى ان الذين سيظهرون على قنوات الفضائيات هاتفين بهذا الانجاز هل هم محسوبون على الشيعة ام السنة وكيف يمكن ان يمر هذا الانجاز بدون ان يلتصق بمذهب من المذاهب التي صار عددها بعدد شعرات (الخنافس).

وحتى اذا حدثت المعجزة واصبح القمر الصناعي تابعا لمذهب ما فستكون المشكلة العن فهناك اكثر من 50 مرجعية للمذهب الواحد واكثر من 400 رجل دين يطالبون بان ينطلق هذاالقمر تحت رايتهم وليس بعيدا ان يصدروا فتوى بذلك.

يعتقد اولاد الملحة ان مجلس البرطمان سيعقد جلسة خاصة للتصويت على مذهب هذا القمر الصناعي بعد ان يتم فرز الكتل السياسية كل حسب مرجعيته ثم مذهبه.

المهم ايها السادة ان التصريحات التي صدرت امس لم تشر لامن بعيد ولامن قريب حول جدوى اطلاق هذا القمر ولماذا وكم ستكون تكلفته.

والذي يتحمس للسؤال حول ذلك سينعتوه بالجهل لان الجميع يعرفون وظيفة القمر الصناعي فهو قمر مثل كل الاقمار الصناعية الاخرى ولانه ايضا “سيادي” ويعزز مكانة العراق عربيا.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.