القرطبي عاقل ونحن مخابيل


بأمتنا الإسلامية يعبدون الطاغوت وهم لا يدرون….يقدسون القدماء ويقولون لك [نحن لا نقدسهم لكن نحترمهم ونحترم علمهم]….ولقد لعنت تفسير القرطبي فجاء أحد الأصدقاء ـ ورغم أني لم العن الكاتب ـ إلا أنه انبرى يلومني أن لعنت الكتاب…فأمتنا صنعت من كتب الأقدمين ومراجعهم طواغيت في حياتنا..
لذلك وحتى تعرفوا بأن أكثركم يعبدون أصناما أو لعلهم صنعوا أصناما من تبجيلهم للقدماء فسأذكر لكم بعض ما أراه من مخبولات فكر السندباد البحري الموجودة بتفسير القرطبي…واظن بأن من يعبدون الطاغوت سيثورون على شخصي بدلا من الثورة على فكر القرطبي.
فلقد وجدت ذلك التفسير القرطبي وله من المجون والخبل ما استساغه القرطبي ولا يستسيغه المجانين.
تصوروا يحكي عن قوله تعالى بالآية 22 من سورة المائدة [إن فيها قوما جبارين] من أن نبي الله موسى انتخب اثني عشر نقيبا ليستطلعوا الأمر مع القوم الجبارين قبل أن يدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لهم دخولها…
فكتب القرطبي [أو لعلها دست عليه] بيده الآثمة التي تخضع لها رقاب الفقهاء بأن أحد هؤلاء القوم الجبارين، وكان ذلك العملاق اسمه عوج بن عناق.


وكان طول كل رجل من هؤلاء الجبارين ثمانون ذراعا، وَقِيلَ: هُمْ مِنْ وَلَدِ عيصو بْنِ إِسْحَاقَ، وَكَانُوا مِنَ الرُّومِ، وقيل بأنهم بقايا من العماليق، وَكَانَ مَعَهُمْ عُوجٌ الْأَعْنَقُ المذكور .
أما الجبار المسمى عوج بن عناق وكان أطولهم… فكَانَ طُولُهُ ثَلَاثَةَ آلَافِ ذِرَاعٍ وثلاثمائة وَثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ ذِرَاعًا وذلك فيما رواه بن عمر … يعني طوله حوالي ثلاثة آلآف متر.
… وأن ذلك الجبار المسمى عوج بن عناق أخذ الإثني عشر نقيبا من بنو إسرائيل [الذين بعث بهم نبي الله موسى] في كُمِّه مع بعض الفواكه كان يجمعها.
وقال بأن ذلك العملاق نثر الإثني عشر رجلا من بنو إسرائيل بين يدي ملك الجبارين الذي أطلق سراحهم لأنهم لا يمثلون شيئا يذكر بالنسبة له…… وأن الإثني عشر رجلا حملوا جميعا عنقودا واحدا من العنب مثل الذي كان يجمعه ذلك العملاق الذي أخذهم في كم سرواله.

وَكَانَ يَحْتَجِنُ السَّحَابَ أَيْ يَجْذِبُهُ بِمِحْجَنِهِ وَيَشْرَبُ مِنْهُ، وَيَتَنَاوَلُ الْحُوتَ مِنْ قَاعِ الْبَحْرِ فَيَشْوِيهِ بِعَيْنِ الشَّمْسِ يَرْفَعُهُ إِلَيْهَا ثُمَّ يَأْكُلُهُ.
وَحَضَرَ طُوفَانَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَمْ يُجَاوِزْ رُكْبَتَيْهِ [الطوفان من الله لم يجاوز ركبتي العملاق المسمى عوج] وأنه َكَانَ عمره ثلاثة آلاف وَسِتَّمِائَةِ سَنَةٍ أيام ذلك الطوفان.
وَأَنَّهُ قَلَعَ صَخْرَةً عَلَى قَدْرِ عَسْكَرِ مُوسَى لِيَرْضَخَهُمْ بِهَا، فَبَعَثَ اللَّهُ طَائِرًا فَنَقَرَهَا وَوَقَعَتْ فِي عُنُقِهِ فَصَرَعَتْهُ.
وبالطبع لن أسترسل في باقي الخرافات لكن يكفيكم بأنه كان يشرب من السحاب، ويقتلع الحوت من قاع البحر ويشويه في عين الشمس….وأن طوله ثلاثة كيلومترات…وأن طوفان نوح جعل الماء يصل إلى ركبتيه فقط..
فأين جثث هؤلاء وأين هياكلهم العظمية يا أزهرنا الشريف؟….وأين في غير تفاسيرنا المخبولة نجد هذه الروايات المعتوهة؟.
أكتب لكم هذا لتقدروا عقول أجدادكم وفقهائكم الذين استساغوا ذلك ويرثونه أجيالا وراء أجيال والذين يثقون بمثل هذه التفاسير …ويبجلون بالتعظيم أصحاب هذه الكتب…ولست أدري لماذا يتم طبع كتب مخبولة كتبها معاتيه.
وكيف تستمر هذه الخزعبولات بينما أناط قانون الأزهر لمجمع البحوث الإسلامية المكون من كل علماء المسلمين بشتى الأقطار….أولى عليهم واجب تجلية التراث بينما هم كسالى لا يفعلون أي تنقية ولا تجلية وصرنا وكأننا في مزابل خرافات المعاتيه فهم لا يهتمون بنا ولا يهتمون بأداء الأمانة الموكولة لهم…ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فما رأيك في أساطير القرطبي وقصص السندباد البحري وأمنا الغولة.
وعن قوله تعالى [إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون] فقال بأن قَوْلُهُ تَعَالَى:” إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ” قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ وَمُجَاهِدٍ: شَغَلَهُمُ افْتِضَاضُ الْعَذَارَى.
وَذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ الْحَكِيمُ فِي كِتَابِ مُشْكِلِ الْقُرْآنِ لَهُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ” إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ” قَالَ: شُغُلُهُمُ افْتِضَاضُ الْعَذَارَى.
يعني سيكون شغلنا في الجنة مُكَرَّس للعمليات الجنسية مع العذارى…هذا هو كل شغلنا وهمنا ومبلغ علم سيدنا القرطبي.
فما رأيك في هذا الرجل أيكون تفسيره مخبولا أم تحب أن نزيد لك في القول…
وقال القرطبي إبان تفسيره لسورة العلق وذلك بالنص والحرف تماما:
(( ….وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ أَيُّوبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[لَا تُسْكِنُوا نِسَاءَكُمُ الْغُرَفَ، وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ الْكِتَابَةِ ].
قَالَ عُلَمَاؤُنَا: وَإِنَّمَا حَذَّرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، لِأَنَّ فِي إِسْكَانِهِنَّ الْغُرَفَ تَطَلُّعًا إِلَى الرَّجُلِ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ تَحْصِينٌ لَهُنَّ وَلَا تَسَتُّرَ. وَذَلِكَ أَنَّهُنَّ لَا يَمْلِكْنَ أَنْفُسَهُنَّ حَتَّى يُشْرِفْنَ عَلَى الرَّجُلِ، فَتَحْدُثُ الْفِتْنَةُ وَالْبَلَاءُ، فَحَذَّرَهُمْ أَنْ يجعلوا لهن غرفا ذريعة إلى الفتنة.
وَهُوَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَيْسَ لِلنِّسَاءِ خَيْرٌ لَهُنَّ مِنْ أَلَّا يَرَاهُنَّ الرِّجَالُ، وَلَا يَرَيْنَ الرِّجَالَ ].
وَذَلِكَ أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الرَّجُلِ، فَنَهْمَتُهَا فِي الرَّجُلِ، وَالرَّجُلُ خُلِقَتْ فِيهِ الشَّهْوَةُ، وَجُعِلَتْ سَكَنًا لَهُ، فَغَيْرُ مَأْمُونٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي صَاحِبِهِ.
وَكَذَلِكَ تَعْلِيمُ الْكِتَابَةِ رُبَّمَا كَانَتْ سَبَبًا لِلْفِتْنَةِ، وَذَلِكَ إِذَا عُلِّمَتِ الْكِتَابَةَ كَتَبَتْ إِلَى مَنْ تَهْوَى. وَالْكِتَابَةُ عَيْنٌ مِنَ الْعُيُونِ، بِهَا يُبْصِرُ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، وَالْخَطُّ هُوَ آثَارُ يَدِهِ.
وَفِي ذَلِكَ تَعْبِيرٌ عَنِ الضَّمِيرِ بِمَا لَا يَنْطَلِقُ بِهِ اللِّسَانُ، فَهُوَ أَبْلَغُ مِنَ اللِّسَانِ. فَأَحَبَّ رسوله الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْهُنَّ أسباب الفتنة، تحصينا لهن، وطهارة لقلوبهن))………. انتهى الاقتباس من تفسير القرطبي.
فهل هذه كتب للعقلاء أم للمجانين والمرضى النفسيين؟
وإليك أيضا ما ذكره القرطبي عن قوله تعالى [أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني….] فذكر فضيلته ما يلي:
وَاخْتُلِفَ هَلْ لِإِبْلِيسَ ذُرِّيَّةٌ مِنْ صُلْبِهِ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: سَأَلَنِي رَجُلٌ فَقَالَ هَلْ لِإِبْلِيسَ زَوْجَةٌ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ عُرْسٌ لَمْ أَشْهَدْهُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ” أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ” فَعَلِمْتُ أنه لا تكون ذُرِّيَّةٌ إِلَّا مِنْ زَوْجَةٍ فَقُلْتُ نَعَمْ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: إِنَّ إِبْلِيسَ أَدْخَلَ فَرْجَهُ فِي فَرْجِ نَفْسِهِ فَبَاضَ خَمْسَ بَيْضَاتٍ، فَهَذَا أَصْلُ ذُرِّيَّتِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ لَهُ فِي فَخِذِهِ الْيُمْنَى ذَكَرًا وَفِي الْيُسْرَى فَرْجًا، فَهُوَ يَنْكِحُ هَذَا بِهَذَا، فَيَخْرُجُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ عَشْرَ بَيْضَاتٍ، يَخْرُجُ مِنْ كُلِّ بَيْضَةٍ سَبْعُونَ شَيْطَانًا وَشَيْطَانَةٍ، فَهُوَ يَخْرُجُ وَهُوَ يَطِيرُ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَ أَبِيهِمْ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِي بَنِي آدَمَ فِتْنَةً، وَقَالَ قَوْمٌ: لَيْسَ لَهُ أَوْلَادٌ وَلَا ذُرِّيَّةٌ، وَذُرِّيَّتُهُ أَعْوَانُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ.
قَالَ الْقُشَيْرِيُّ أَبُو نَصْرٍ: وَالْجُمْلَةُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ لِإِبْلِيسَ أَتْبَاعًا وَذُرِّيَّةً، وَأَنَّهُمْ يُوَسْوِسُونَ إِلَى بَنِي آدَمَ وَهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ، وَلَا يَثْبُتُ عِنْدَنَا كَيْفِيَّةٌ فِي كَيْفِيَّةِ التَّوَالُدِ مِنْهُمْ وَحُدُوثِ الذُّرِّيَّةِ عَنْ إِبْلِيسَ، فَيَتَوَقَّفُ الْأَمْرُ فِيهِ عَلَى نَقْلٍ صَحِيحٍ.
قُلْتُ: الَّذِي ثَبَتَ فِي هَذَا الْبَابِ مِنَ الصَّحِيحِ مَا ذَكَرَهُ الْحُمَيْدِيُّ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ عَنِ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ أَنَّهُ خَرَّجَ فِي كِتَابِهِ مُسْنَدًا عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ مِنْ رِوَايَةِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” لا تكن أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا فَبِهَا بَاضَ الشَّيْطَانُ وَفَرَّخَ”. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلشَّيْطَانِ ذُرِّيَّةً مِنْ صُلْبِهِ، والله اعلم. …..انتهى الاقتباس الثاني من تفسير القرطبي.
كل ما أرجوه أن يعلم أولئك الذين يقومون بتعظيم السلف دون أن يقرءوا شيئا من كتاباتهم …كالذين يبجلون البخاري دون قراءة لصحيح البخاري….فهؤلاء إنما يعبدون طواغيت ويصنعون أصناما يورثونها للأجيال….فتعسا لهم بالآخرة…
فنحن لسنا مخابيل حين ننقد القرطبي وغيره فإنما ننقده بعلم وإدراك وتعقل ولصالح دين الله…إلا أن نكون بأمة كلها مخبولة فهنا نكون فعلا نحن المخابيل أن ذكرنا آلهتكم بسوء.
وهل تتصوروا أن علم الرجال الذي يشمخ به العرب والفقهاء والذي تم تشييد علم الحديث على أساسه أنه علم معصية الله لأنه يعتمد على تزكية رجال لرجال وذمهم في آخرين بالفيبة والنميمة ولتنابز بالألقاب.
وكتاب تهذيب التهذيب لابن حجر :
174 ] أبان بن أبي عياش فيروز أبو إسماعيل مولى عبد القيس البصري ويقال دينار” ….. وقال العقيلي ثنا أحمد بن علي الأبار قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله اترضى أبان بن أبي عياش قال لا…..
[ 735 ] يوسف بن يحيى القرشي أبو يعقوب البويطي المصري الفقيه: ….. وقال الحاكم سمعت أبا العباس الأصم يقول رأيت أبي في المنام فقال لي يا بني عليك بكتاب البويطي فليس في الكتب أقل خطأ منه
فكانوا يزكون الرجال بالأحلام والمنامات وقد ذكر ذلك أيضا بمقال للأخ: محمد مأمون رشيد.
وهنا نقول لئولئك الذين يورثون للأجيال تعظيم مثل هذه المراجع والكتب ويسمونها أمهات الكتب وثوابت الأمة …نقول لهم ما قاله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }البروج10.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.