الفوضى الخلاقة …. مابين أمريكا وإيران

المقدمة

 لنبتعد عن العواطف التي كثيرا ماتعمي ليس فقط البصر والبصيرة بل تترك المرء في قلق وحيرة ، إذا لنواجه الحقائق رغم مرارتها التي لازالت تفرز معطياتها سموما تفتك بالألاف كل يوم سواء كان ذالك قهرا أو إستبدادا أو فقرا أو جوعا أو أمراضا أو تشردا ، بدليل مازال يجري في بلدلننا وأوطاننا ولنأخذ مايجرى في مصر وسورية وإيران كمثال للتذكير وليس للحصر؟

 ألإنقلاب ألأسود

 فبعد ألإنقلاب على شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي والإطاحة به لسبب لازال مجهولا عند الكثيرين لكنه ليس مجهولا عند المتابعين لتحركاته ، فالسبب كما تقول التحليلات الغربية إصراه على تحويل مسار شحنة نفطية كانت مرسلة لأوربا قوامها ( 800) ألف طن إلى مصر إبان حرب 73 رغم التحذير ألأمريكي والأوربي له ، فكانت تلك الحماقة القشة التي قصمت ظهره ، ومن ثم كشف المخابرات الغربية لصفقات سلاح سرية بينه وبين ألإتحاد السوفيتي ، وبعدها لاحظنا كيفية إعداد الخميني وتهيئته بدأ من مقر إقامته في النجف ثم تحوله لباريس ومن ثم لقم ؟

 فبعد ثورة عمال النفط افي جنوب البلاد والتي قادتها القوى الثورية اليسارية وخاصة ( مجاهدي خلق ) والقوى العلمانية صارت ألأجواء مواتية جدا لسحب البساط من تحت أرجل الشاه تماما ، وكانت أحلى خيارته مرة كالعلقم فإما حمامات دم ساخنة في شوارع المدن ألإيرانية ، وإما تخليه عن السلطة مكرها ، فإختار الثاني ليتجنب لعنة الناس والتاريخ ؟

 وبعد ألإتيان بالخميني من باريس قام هذا ألأخير ليس فقط بالإنقلاب على من أتى به من القوى الغربية بل بالإنقلاب حتى على القوة اليسارية التي ساندته وأزرته ،والسؤال هل فعلها من ذاته أم بإيعاز من ألأمريكان ، لربما كان معذورا في ألإنقلاب على القوى الغربية لإبعاد الشبهة عن عمالته لهم فإفتعلو حادث السفارة ألأمريكية والتي إنقلب بها عليهم أيضا ، ولكن ماتبريره في ألإنقلاب على القوى الوطنية ألإيرانية التي رأينا كيف غدر وفتك بها ، لابل إمتد غدره ليطال غالبية قادة الجيش ألإيراني ، ولقد رأينا ثمار غدره كم كلف إيران ، أكثر من مليون ونصف مابين قتل وجريح عدا الخراب والدمار والتهجير الذي طال غالبية المدن ألإيرانية المتاخة للحدود العراقية ، ولم تسلم من هذا الخراب والدمار حتى قم والعاصمة طهران في حرب القادسية الثانية ألتي شنها صدام حسين بعدما إصرار الخميني بتصدير ثورته اللعينة ؟

 إن من لازلو يتغنون بديمقراطية الخميني أو الخامنئي اليوم ليسو بأكثر من منافقين وتجار تقية ودم ودين ، لأن الحقيقة الساطعة تقول أن ديمقراطيتهم لم تكن أكثر من فعاليات تجرى على أرضية سيرك معدة سلفا وبالتفاصيل ، حيث نراهم اليوم يدافعون عن ثورة البحرين بكل قوة وإستماتة وفي نفس الوقت يستكثرون على الشعب السوري تحرره وكذالك ألأمر مع لبنان ، الثورة التي لولاهم ما إتخذت بكل أسف منحى شمشون الجبار ( على وعلى أعدائي ) سواء كان ذالك من طرف النظام الحاكم في سوريا أو من الثوار الذين إختلط حابلهم بنابلهم بعد إختراق صفوفهم من قبل الكثيرمن المرتزقة المآجورين الذين جل غايتهم تشيع القتل والدمار والخراب في كل مكان من سورية بإسم ألله والدين والرسول ، وذالك لإعادة الدكتاتوريات الدينية المقيتة كبديل للدكتاتوريات الفردية اللعينة ؟

 لذا شاء من شاء في قم وطهران أن مصيرهم قد إرتبط بمصير ألأسد رغم أنفيهم وهذا مايريده الغرب وعلى رأسهم أمريكا حتى يستنزف الطرفان كل مقوماتهم صمودهم ومن ثم وجودهم ، وسيستمر هذا النهج حتى تستصرخ الدولتان السلام ، وهذا أيضا ماتريده روسيا رغم دعمها للدولتين وجاهل من يعتقد عكس هذا ، لأن إيران نووية أكثر خطورة على روسيا منها على أوربا وأمريكا ، فالحقيقة تقول وهو شئ أكيد أن النزيف اليومي سيوصل ألأسد إلى خيارين أحلاهما مر كالعلقم فهو إما الهروب أو ألإنتحار كغيره ، فالدلائل تشير إلى أنه غير قادر على الصمود إلى مالانهاية أو صنع المعجزات ، ولا إيران قادرة على إستمرار دعمها لنظام ألأسد إلى ما لانهاية ، ولأن شعوب اليوم ليست كشعوب ألأمس فزمن الضحك على العقول والذقون والإستعباد قد ولى دون رجعة ولن يصح إلا الصح ، فالربيع العربي قادم لإيران لامحالة وأسباب ذالك كثيرة ، كما هو قادم لكل دول الخليج العربي رغم أموالهم ، لأن نسمات الحرية والديمقراطية لاتقدر بثمن كما لاتشترى ولو بالملايين إلا عند القتلة والمرتزقة والمأجورين فقط ، ومن ثم حاشا لشعوبنا بعد اليوم أن تلدغ من جحورها مرة أخرى ، فالشعوب التي تلدغ من جحورها أكثر من مرتين لاتستحق أن تعيش ؟

 مصر والإخوان ودور ألأمريكان

 أما مايحدث في مصر فإن وصول ألإخوان إلى سدة الحكم بعد الضوء ألأخضر من الغرب وخاصة أمريكا ، فهذا لايعني أنهم سيكونون في حكم مصر خالدين فالمسألة مسألة وقت ليس إلا ، لأن بقائهم مرهون بمدى تنفيذهم لأجندتها وإلا سيكون مصيرهم كمصير من سبقوهم وهو إما القتل أو التشرد أو النوم في السجون ، كما أن الغرب يستحيل أن يكون لهم ملاذا أمنا بعدها ، خاصة بعد أن كشفت نواياهم وأجنداتهم وقياداتهم للشعب المصري والعالم ، فما فعلته أمريكا سواء تونس أو ليبيا أومصرأو غيرها وما ستفعله قريبا هو في إعتقادي المتواضع عين الصواب ، وذالك لتكتشف شعوبنا خاصة المخدوعين منهم والمغيبين حقيقة هؤلاء وديدنهم ، ليدركو أنهم ليسو بأكثر من تجار تقية ودم ودين ، فهم كأسلافهم قد جعلو من الدين مطية لتحقيق لشرورهم ونزواتهم ، وسيبقى الخاسر الوحيد في المعادلة المسلم المعتدل والصادق ألأمين ؟

 وسيبقى السؤال المطروح : حتى متى سيبقى هؤلاء المغيبين والمغفلين في جهلهم وسباتهم ، وهل سيلدغون من جحورهم مرة أخرى أم لا ؟

 وأخيرا السؤال : هل ستتحق نبؤة الشاه التي قالها في مطار القاهرة حين وصوله إليها ( بأنه سيأتي اليوم الذي لن ينجو فيه رجال الدين في إيران بفرة رووسهم ) وهل ستمتد نبؤته لتشمل السعودية ومصر وكل البلدان ، التاريخ والدلائل تقول نعم والعاقل من يتعض ؟    سرسبيندار السندي

 ****

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.