الغريب

كل ما في بلدتي

الأسد وعملية التنظيف الذاتي

يملأ قلبي بالكمد

بلدتي غربة روح و جسد

غربة من غير حد

غربة فيها الملايين

و ما فيها أحد

غربة موصولة

تبدأ في المهد

ولا عودة منها للأبد

شئت أن أغتال موتي

فتسلحت بصوتي

أيها الشعر لقد طال الأمد

أهلكتني غربتي أيها الشعر

فكن أنت البلد

نجني من بلدة لا صوت يغشاها

سوى صوت السكوت

أهلها موتى يخافون المنايا

و القبور انتشرت فيها على شكل بيوت

مات حتى الموت

و الحاكم فيها لا يموت

ذر صوتي أيها الشعر بروقا

في مفازات الرمد

صبه رعدا على الصمت

و نارا في شرايين البلد

ألقه أفعى

الى أفئدة الحكام تسعى

و افلق البحر

و أطبقه على نحر الأساطيل

و أعناق المساطيل

و طهر من بقاياهم قذارات الزبد

إن فرعون طغى أيها الشعر

فأيقظ من رقد

قل هو الله أحد

قل هو الله أحد

قل هو الله أحد

قالها الشعر

و مد الصوت و الصوت نفد

و أتى من بعد بعد

واهن الروح محاطا بالرصد

فوق أشداق دراويش

يمدون صدى صوتى على نحري

حبلا من مسد

و يصيحون مددأحمد مطر (مفكر حر )؟‎

About أحمد مطر

أحمد مطر شاعر عراقي الجنسية ولد سنة 1954 ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي. يجد كثير من الثوريين في العالم العربي والناقمين على الأنظمة مبتغاهم في لافتات أحمد مطر حتي أن هناك من يلقبه بملك الشعراء ويقولون إن كان أحمد شوقي هو أمير الشعراء فأحمد مطر هو ملكهم وفي رحاب القبس عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره مايكره ويحب مايحب، وكثيراً ماكانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا. وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة. ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي الذي اغتيل بمسدس كاتم للصوت، ليظل بعده نصف ميت، وعزاؤه أن ناجي ما زال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.