الطابور الخامس

من هم و ماذا يفعلون ؟

هم خطوط خفية داخل المجتمع صناعتها التعامل مع الأجنبى , هم طبقة دوماً تكون متعلمة و ذات ثقافة منسلخة و حاقدة على المجتمع و الحكم الوطنى خصوصاً , ذات ثقافة تتنفس هوائها من المجتمعات المدنية المختلفة و على وجه الخصوص المجتمعات الأوروبية الصناعية الليبرالية متأثرة بواقع السينما و التليفزيون و بهرجة الديكور الخارجى للمجتمع الأوروبى , بعضهم بقايا العهود الاستعمارية القديمة التى تركت أثارها على تفكيرهم و خصوصاً من اصحاب الثروات المفقودة و الجاه الزائل و انماط تفكيرهم يبدأ بالتآمر على نفسه ثم يرفض مجتمعه بدل من أن يمد له يد العون و هم شديدو الانتقاد و المقارنه مع الأجنبى و العالم الخارجى . أتمنى لهؤلاء لو عاشوا معاناة و شغب العيش فى المجتمع الأوروبى ( و هنا استخدم مفهوم النسبية و معاناة دفع التكاليف الباهظة و المستمرة التى كسيل الماء , ففى اوروبا و العلم الجديدة يصاب الإنسان بالسكتة القلبية كلما دق جرس الباب أو وصل ساعى البريد و فهو لا يحمل سوى دعوة لدفع فاتورة ما ! )

لقد ظهر هذا المفهوم فى الحرب العالمية الأولى و الثانيه فى أوروبا لوجود تابعيين يعبثون فى انماط الحياة و يوردون تقاريرهم اليومية لخارج الحدود . فى البلدان العربية و العالم المتخلف تجدونهم ينتمون لحركات اليد الخفية و العالم المظلم و اكثر ما يتواجدون و حتى فى ازمنة الحكومات الوطنية فى وزارات و مؤسسات التربية و التعليم و الرياضة و الشباب و الإعلام و الإحصاء و الاقتصاد و فى سوق المال و دوماً لهم علاقات مع المؤسسات الإنسانية و السفارة الأجنبية و يجدون من كل الضرائع للسفر للخارج حيث المتنفس و الالتقاء بخطوطهم.

لقد اُفسَدت برامج التربية و التعليم الوطنية بوضع مسامير هنا و هناك و التركيز على احداث تاريخية معينة و تقليل التركيز على احداث اخرى , كمثال , التركيز على الاستعمار العثمانى الإسلامى و إظهار كل عيوبه ثم مدح الاستعمار البريطانى و الفرنسى و إظهار كل محاسنه و تعظيم و تلميع الماكينة الدعائية الأمريكية و يرقصون رقصة الديمقراطيه الذكية !

هم شريحة تافهة فى المجتمع تركز على الموضة و الإتيكيت و الرياضة المخملية كالخيول و التنس و الجولف . أفكارهم الاجتماعية و ارائهم لقيم التحفظ الشرقيه معاكسة , فهم يتبعون النمط الأوروبى خصوصاً فكر التحرر الجنسى و بدون الإعلان عنه , فهم و بالتلميح فقط لاستمالة شباب الجيل الجديد ! و بالنتيجة هؤلاء الشباب سوف يكونون لقمة سائغة و سهلة فى تجنيدهم فى خدمة المؤسسات الإعلامية و السياسية و المخابرات العالمية باتجاه خدمة المصالح فى الداخل و خصوصاً من خلال مؤسسات المجتمع المدنى التى هى وجهات إعلانية للأهداف أبسط ما يقال عنها نفعية و غير إنسانية ….

ملحوظة بسيطة : هل تعلم بأن ” زرياب ” الأديب و الموسيقى و الشاعر الموصلى من العراق هو من وضع أساس الإتيكيت و طرق الأكل و ملابس القصور و آداب المجتمع المخملى ونقله الى أوروبا …

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.