الصنبعه على الخازوق

الصنبعه على الخازوقkhazoooq
عبدو الفناص مصر على أن يعمل في الاذاعة والتلفزيون فلديه بعد جهد جهيد شهادة من معهد للصحافة بدرجة مقبول وحيث أن الدخول الى هيئة الاذاعة والتلفزيون يحتاج الى دعم و توسط لدى اصحاب النفوذ ليتم قبوله وتجاوز مؤهلاته العلمية والعملية توجه عبدو الفناص الى الاستاذ الكبير وحمل له الهدايا وآيات الولاء للحصول منه على رسالة توصية الى مدير عام الهيئة
سأل الاستاذ عبدو: لماذا يا عبدو تصر على العمل في هيئة الاذاعة والتلفزيون ابحث لك عن عمل اخر فالمرتبات هنالك متدنية فقال له عبدو : يا استاذ أنا والحمد لله مرتاح ماديا ولا اهتم براتب الوظيفة ولكن أنا ابحث عن الشهرة وهذه الوظيفة توفر لي ما ابتغيه ستضعني سريعا على سلم الشهرة وسأصبح نجما اعلاميا وأنت صديق للمدير العام للهيئة ولن يرد لك طلبا
الاستاذ الكبير نزولا عند رغبة عبدو الفناص ولكي ينهي محاصرة عبدو له ليلا ونهارا ومن إلحاحه المستمر كتب له رسالة توصية لمدير عام هيئة الاذاعة والتلفزيون قال فيها :
صديقى العزيز …..عبدو مصرا على العمل لديكم في الاذاعة والتلفزيون قد تكون مؤهلاته غير كافيه ولكن قد يكون افضل من الكثيرين الذين يعملون لديكم وأنا وأنت نعلم هذا… المهم عبدو غير مهتم بالراتب والحوافز ولكن همه الظهور الاعلامي فهو متسلق بارع , حاول أن تساعده واعتماده كأعلامي فهذا الرجل يحب الصنبعه ولو على الخازوق ….سلام
حمل عبدو الرسالة الى مدير عام هيئة الاذاعة والتلفزيون وتمكن اخيرا من مقابلته
قرأ المدير العام الرسالة وانفجر ضاحكا وقال لعبدو الاستاذ بيمون طلباته اوامر تكرم ولكن عليك أن تنتظر بعض من الوقت حتى نهيأ لك خازوقا يلقي بك …..ايام و اصبح عبدو الفناص اعلاميا في هيئة الاذاعة والتلفزيون
حالنا في المعارضة يشبه الى حد كبير حال الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون
لأننا كنا نتوقع ان الصنبعه حكرا على اهل النظام ومؤيديه وهي حالة تنتهي مع سقوط النظام وأن داء الصنبعه لن ينتقل الى الثورة والمعارضة ولكن للأسف وجدنا ان محترفي الصنبعه لهم في كل عرس قرص وأن اغلب المعارضين السياسيين لدينا محترفي صنبعه ولعل تعدد قنوات الاعلام ساهم مساهمة كبيرة في اثراء عملية الظهور لهؤلاء و صنبعتهم فجعلتهم اشبه بفراشات النار تدور حول النور حتى تسقط فيه وهم ايضا معارضونا يدورون بحثا عن قنوات تستضيفهم وكاميرات تصورهم ومجلات تنشر لهم تنظيرهم وتحليلاتهم
أذكر أن احد المسؤولين الجدد في المعارضة السياسية تم تحديد موعد له للاجتماع برئيس حكومة دولة , لمناقشة امور تتعلق بالمعارضة فكان سؤاله لمدير مكتب رئيس الحكومة هل الاجتماع سينقله الاعلام والتلفزيون فقال له مدير المكتب لا اظن فاعتذر صاحبنا هذا عن الاجتماع مع رئيس الحكومة قائلا أن لديه موعد مسبق مع احدى القنوات الفضائية وسيكون على الهواء وعندما عاتبه اصدقائه لتخلفه عن الاجتماع برئيس الحكومة قال : خلونا الاول نظهر على التلفاز ونصبح مشهورين ولاحقين على الاجتماعات السياسية البعيدة عن الاعلام
داء الظهور الاعلامي المتكرر افرغ اغلب السياسيين من محتواهم خصوصا وأنهم لا يملكون فكرا يقدمونه ولا رؤية و لا حلولا ولا قراءة للواقع فهم منفصلون عن الواقع منبوذون من الداخل اصبحوا اقرب الى مسلسل مكسيكي تستطيع من خلال مشاهدة الحلقة الاخيرة أن تفهم المسلسل ذو المائتي حلقة مرة واحدة
تنتقدهم ومن شدة غباءهم ينقلون نقدك لهم الى صفحاتهم متباهين فخورين وكأنه وسام على صدورهم المهم خالف تعرف أو كلما تم تسخيفك اكثر كلما عرفوك اكثر وازدادت شهرتك
والأدهى أنهم كلما سجلوا سقوطا اعلاميا كلما تمسك جسم المعارضة السياسية فيهم اكثر بدل ان يقيلهم او يعفيهم من مسؤولياتهم
اصبح جسم المعارضة السياسية بالخارج أشبه بنادي للصنبعه يكفي ان تتقن فن الجلوس على الخازوق لتنال نصيبك من الشهرة أما الثورة والنضال وهموم الشعب فهذه امور تأتي فيما بعد ولكل حادث حديث

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.