الرهبنة العمودية في الديانة السورية القديمة

الرهبنة العمودية في الديانة السورية القديمة
.
((مقطع من كتاب الإلهة السورية للوقيانوس السميساطي))
.
في رواق معبد الالهة السورية في منبج تنتصب الأعمدة التي أقامها ديونيسيوس بارتفاع 30 باعاً (حوالي 60 متراً) ويصعد رجل مرتين في العام على أحد هذه الأعمدة ويبقى سبعة أيام.
ويعتقد معظم الناس أن هذا الرجل يتحدث إلى الآلهة من الأعلى، وأنه كان يطلب ازدهار سوريا كلها، وأن الآلهة كانت تنصت لتضرعاته.
كان الرجل يصعد إلى العمود بنفس طريقة تسلق شجر النخيل..


فإذا بلغ رأس العمود يدلي حبلا أطول من الأول يرفع بوساطته الأخشاب والاغطية ولادوات المختلفة ثم يبني من هذه الأشياء مسكنا أشبه بالعش. يجلس فيه ويمضي الأيام السبعة. ويأتي إليه كثيرون يحملون الذهب والفضة والبرونز ويضعونه أمامه على الأرض ويذكر كل منهم اسمه. ويقف رجل آخر يعلن هذه الأسماء بصوت عال، وإذ يتلقاها العمودي يرفع الصلاة لكل من هذه الأسماء.
وأثناء صلاته تراه يضرب على أداة من البرونز تصدر صوتا عريضاً وأجشا حين تهتز. ولاينام هذا الرجل مطلقاً، فإذا ما أخذه النعاس يصعد إليه عقرب يقرصه ويوقظه..

الصورة: أيقونة بيزنطية للقديس سمعان العمودي الذي كان يعيش في منطقة حلب.

About تيسير خلف

تيسير خلف كاتب وصحفي ومؤرخ سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.