الرزق على الله

الله يرزق الإنسان ويرزق الحيوانات بكل أشكالها من طيور وحشرات وأسماك,ويرزق الإنسان مهما كان دينه أو جنسه أو sultanنوعه,الله يرزق المسلم ويرزق المسيحي ويرزق اليهودي ويرزق البوذي ويرزق الكونفوشسي, الله يرزق الإنسان الصالح والإنسان غير الصالح, ويرزق الإنسان في البر وفي البحر وفي الجو,ويرزق من كان كافرا بنظركم , ويرزق من يكفرونكم, الله يرزق الملحد ويرزق المؤمن ويرزق الشيوعي والماركسي ويرزق الاشتراكي ويرزق الليبرالي, الله يرزق الناس على اختلاف أوطانها فنجده يرزق الأمريكي ويرزق الروسي ويرزق الأوروبي ويرزق الآسيوي ويرزق الأفريقي, يرزق الشامي ويرزق الخليجي,يرزق الأردني والسوري والعراقي, وأيضا لا يرزق هذا العراقي أو هذا الأردني لأنه من هذا البلد أو من تلك البلد, ثم أن الله لا يرزق هذا ولا ذاك لأنه قوي البنية أو لأنه ضعيف,معادلة الرزق لا أحد يفهمها وما علينا نحن إلا أن نتوكل على الله وأن نؤمن بالذي قسمه لنا جميعا, الله يرزق الكبير ويرزق الصغير, يرزق الناس بنونا ويرزق الناس مالا وعلما , لذلك سواء أكنت أنا مسيحيا أو مسلما فإنه حتما سيرزقني كما رزق كل مسيحي, وإن كنت مسلما فإنه سيرزقني كما يرزق كل مسلم, وإن كنت ملحدا فإنه حتما سيرزقني كما يرزق كل ملحد.

أنا توصلت إلى قناعة مذهلة أذهلتني وهي أنني مهما اعتنقت من أفكار ومن مبادئ فإن ذلك لن يغير علي رزقي أي شيء, يعني لو كنت يهوديا أو مسلما أو مسيحيا فإنه حتما سيرزقني ولا يوجد أي داعي للقلق أو للخوف على مصادر الرزق, وصحيح أنني لا أملك في جيبي ولا أي مليم أو قرش أو هلله أو درهما فإن ذلك لن يتغير عليّ مطلقا, يعني تغيير الدين لن يزيد من مالي أو ينقص منه, الله يعطي كما يريد هو على حسب مشيئته وليس على حسب مشيئتنا نحن, الله لا يعطينا حيث نتمنى وبالقدر الذي نطمح إليه وإنما يعطينا حسب ما يراه هو ضروريا أو غير ضروري, والله لا يعطينا الرزق على حسب ثقافتنا أو على قدر ذكائنا , هنالك أغبياء جدا ويرزقهم الله بالملايين, وهنالك أيضا أذكياء ويرزقهم الله أيضا بالملايين, قاعدة الرزق عند الله أو معادلة الرزق عند الله لا احد يعرف عنها أي شيء , فالله يرزق الذي لا يعمل ويرزق الذي يعمل, الله يعطي السمين ويعطي النحيف ويعطي القصير ويعطي الطويل, فلماذا أخاف على رزقي مهما كانت ديانتي أو ملتي أو جنسيتي أو قوميتي أو عشيرتي أو قبيلتي, أنا مؤمن جدا بالله ولا شيء بعد اليوم سيزعزع إيماني به.

صدقوني عشت حياتي وأنا دائم القلق على رزق اليوم التالي من حياتي وهذا الشيء كان يلعب برأسي ويشل أفكاري ويدفعني إلى التغيير في ديني وفي ثقافتي, ولكن في الآونة الأخيرة توصلت إلى هذه القناعات وقررت أن يكون اتصالي مع الله مباشرة وليس مع فلان من الناس أو علنتان أو شعيط أو معيط أو زعيط أو نطاط الحيط.

رزقي قدره الله عليّ حق قدره مهما كانت ديانتي ومهما اختلفت قوميتي ولله في حكمه شئون تختلف هذه الشئون على حسب ما يريده الله, فالرزق ليس بالذكاء الشديد, فأن أكون ذكيا جدا فهذا لا يعني أن أشترط على الله بأن يعطيني كثيرا من الرزق لأنني ذكي ولا حتى لأنني غبي, لله في تقسيم الأرزاق معادلة لا نفهمها وليس من الممكن فهمها أبدا..والله لا يعطي الناس رزقهم على جمال وجوههم أو عيونهم, الله يعطي الأكمه والأبرص ويعطي المبصر ويعطي الأعمى ويعطي الجميل ويعطي القبيح وفي كل ذلك تفاوتٌ في مقدار الرزق الذي يعطيه,أنا توكلت على الله حق التوكل وحسبي الله ونعم الوكيل.. وأن أكون تقيا جدا لله كمسلم فهذا لا يعني أن رزقي كثير, فهنالك أتقياء جدا لله أكثر مني ومع ذلك أفقر مني بكثير, وهنالك أناس أقل خوفا من الله مني ومع ذلك رزقهم كثير, أنا أنهيت هذه المسألة مع الله وجعلت دوما ارتباطي بالله وحده ولا أريد غيره أو سواه, لا أريد من البشر أن يسقوني أو يطعموني فسيعطيني الله كما أعطى غيري إن كان قد قدر عليّ رزقي, والحمد لله رب العالمين.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.