الجيش العراقي يحارب الامطار وجيوب مزروفة بالناصرية

 لعل العراقي هو الكائن الوحيد على الكرة الارضية الذي يستضيف عشرات الامراض المزمنة منها وغير المزمنة في جسده وهي في معظمها لاتزورفي العادة الا كبار السن وتسمى بامراض الشيخوخة ولكن العراقيين الشباب لايبالون بهذه المقولة فهم شباب وعليهم ان يستضيفوا امراض الشيخوخة في سن مبكرة.

اما قيل انهم اولاد حمورابي الذين يستطيعون ازاحة الجبال من مكانها.. اما قالوا ان العراقي “يتقشمر ” بكلمة حلوة انطلاقا من المثل القائل “شيم المعيدي وخذ عباته” اذن لتلعن الامراض ابو ابوه وليذهب الى الجحيم.

وبالمقابل لا ندري ماذا يفعل وزير الصحة هذه الايام فهو من بين الوزراء النادرين الصموتين والصائمين عن القنوات الفضائية ولكن اولاد الملحة يصرون على انهم شاهدوه امس وهو يطير بحصانه الابيض متجها الى الناصرية وبالذات الى بلديتها ليوبخ مديرها بعد ان وجد بالكاد “بارك” مناسب لحصانه الابيض.

قال له:

ماذا فعلت ايها المدير وكيف تجرؤ على عرقلة انشاء مركز لجراحة وزراعة القلب في المدينة ؟ الا ترى انه الاول في العوراق ومنطقة الشرق الاوسط ..الاترى انه مهم جدا خصوصا وان اهالي الناصرية يعانون من امراض قلبية عديدة بسب الحب والعشق الذي يكنونه لهذه الحكومة.

قال مدير البلدية: تشرفنا بزيارتك ياسعادة الوزير واود ان اوضح لك اننا عرضنا بناء المركز كمناقصة وقد رست على احدى الشركات العالمية وان شاء الله سيكتمل المشروع في العام 2015 كما مو مسجل في العقد.

قال الوزير: وهل ينتظر الاهالي الى ذلك الوقت؟.

قال مدير البلدية: ليذهبوا الى مراكز القلب في بغداد او يقدموا لنا التماسات يطلبون فيها تقديم العناية المالية المركزة لهم بعد اخذ الموافقات الاصولية للعلاج في بلاد الكفار.

قال الوزير: ولكننا نريد لهذا المشروع ان يكتمل بسرعة.

قال مدير البلدية: سيكون لك ذلك ايها الوزير فامامنا مشوار طويل لتنفيذه تبدأ من استيراد مواد البناء الاولية واعداد الخرائط “التشكيلية” واستيراد المعدات الطبية والزراعية من منافذ دولية مختلفة، وطبعا انتم تعرفون ان الدخول الى مثل هذه المنافذ يحتاج الى وسائل عصرية لاتغيب عن مقامكم اللبيب، وهناك نقطة مهمة فمادام المشروع يحمل اسم زراعة القلب فلابد اذن ان نأخذ موافقة وزارة الزراعة وهي الوزارة المتخصصة في الشؤون الزراعية عدا وزارة البلديات المعنية بتنظيف المناطق المزمع زرعها والتصدي لمنع غرقها بسبب الامطار التي لم تهطل بسبب صلاة الاستسقاء.

اتعرف ما أقصد سيادة الوزير.

عرفت ذلك ايها المدير وليلعن الله المقربين من الدولار الامريكي.

لم افهم قصدك سعادة الوزير؟.

لاحاجة لك بذلك ان فهمت وان لم تفهم، فالدولار في جيبكم انى حللتم.

وقبل ان يصعد الوزير متن حصانه الابيض ركض اليه مدير مركز ذي قار القلب حسين حمدان الكنزاوي باكيا وهو يقول ان بلدية مدينة الناصرية تعرقل انشاء اول مركز لزراعة القلب

رغم ان المجلس المحلي خصص قطعة الارض التي من المقرر تنفيذ المشروع عليها.

اعرف ذلك يابني وانا لله وانا اليه راجعون.

انهم يحاولون تسويف المخصصات المالية خلال مبررات غير مقنعة.

صاح الوزير غاضبا:

ولك اعرف، أي مو القضية واضحة مثل الشمس.. الهوامير الكبار شنو يولدون ؟ هوامير صغار مو؟ جاوبني لا ارفسك بقلبك واخليك اول مريض تتعالج بهذا المركز الشبح.

فاصل عسكري :الجيش ينتشر بكثافة في عدة مناطق في بغداد هذه الايام تحسبا للامطار التي ستغرق الاحياء الفقيرة مرة اخرى.

ولاول مرة يحارب جيشنا العوراقي عدوا يطلق عليه “الغرق الاعظم في الثورة وباب المعظم”

لم تطل حيرة المرجع الديني كاظم الحائري طويلا بعد ان وجد طريقة يظهر فيها امام القوم بعد غيبة طويلة فأاصدر مكتبه بيانا امس ذكر فيه

أن ما يجري في العراق هو مخطط استعماري”

لإذكاء نار الفتنة الطائفية داعيا إلى التكاتف والتآزر

اويلي يابه..الحائري اكتشف البنسلين والنيوترون وذرة الفول الاسمر .

سبحان الله.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.