الجزء الثامن من سلسلة (الوضع في سوريا)

:لقراءة الجزء السابع:الجزء السابع من سلسلة (الوضع في سوريا)
:لقراءة الجزء السادس:  الجزء السادس من سلسلة (الوضع في سوريا)

لقراءة الجزء الخامس: الجزء الخامس من سلسلة دراسة الوضع في سوريا
لقراءة الجزء الرابع: اسبح عكس التيار
الجزء الثالث: القط بحب خناقو
الجزء الثاني: قوة الخرافة
الجزء الأول: نعم أنا علوية وأفتخر

على عيني وطربوش راسي “القائد”! لا أريد أن اُغضب اصدقائي من الموالين….. أما غير الأصدقاء منهم فأود أن أقول لهم:
اتهاماتكم لي بالخيانة والتأمرك والتصهين صارت “دقة” قديمة ولم تعد تحرك ساكنا عندي…. ولو فعلتم ستتكسر النصال على النصال!!!! لقد وصلت إلى نقطة في حياتي لم أعد أنشد السلام لعالمي الداخلي، لأنني صرت السلام نفسه…. صرت كما ينصحنا المفكر والعالم الروحاني الأمريكي
Wayne Dayer
في كتابه
Change Your Thoughts, Change Your Life
“غير أفكارك كي تستطيع أن تغيّر حياتك”, صرت، كما ينصحنا أن نكون، كماء النهر الهدّار يمر فوق الصخور بكل سلاسة
دون أن يغير من طبيعته. يؤثر عليها دون أن يتأثر بها, نعم، صرت كالماء, فالماء هو أقوى الظواهر الطبيعية وفي الوقت نفسه أسلسها والينها, يستمد قوته من سلاسته وليونته…. يغسل دون أن يتسخ، يتجمد ويتبخر ليعود لاحقا إلى طبيعته!
………..
منذ أن بدأت أدرك الحياة أدركت أن شغفا بالقراءة و مطاردة المعرفة يسكنني، وينير أمامي الدهاليز المظلمة لأكتشف أسرارها سرأ بعد سر… لم أصل بعد إلى سر الحياة نفسه، ولا أريد أن أصل كي لا افقد ذلك الشغف…. ليس هذا وحسب، بل صرت أشعر أنني موصولة بمنبع كوني لا ينضب… هذا الإحساس يرافقه إحساس آخر يولد منه، إحساس بأنني جئت ـ كما غيري ـ لغاية ما، ومن الخيانة بمكان أن لا أسعى لتحقيق تلك الغاية! لذلك، سأطرح معرفتي بلا خوف فالسلام الذي يسكنني هو الدرع الذي يحميني من رصاص الجاهلين وحماقاتهم!!!
……
المعرفة تصبح حكمة عندما يستطيع صاحبها أن يطبقها على أرض الواقع، وعندما يستطيع أن يعلمها لغيره من خلال ذلك الواقع، وإلا تبقى مجرد معلومات، ويبقى نقله لها ثرثرة تقرع على غشاء الطبلة في أذن السامع وترتد قبل أن تقتحم جهازه العصبي في تلك الأذن لتصبح مقروءة ومفهومة…..
……..
عندما تعتبر فلانا من الناس قائدا يجب أن تمتلك مفهوما خاصا لكلمة “قائد” وبناءا على هذا المفهوم أطلقت حكمك عليه،
أليس كذلك؟ وأنا بدوري أملك مفهوما خاصا، ومن حقي أن اطرح مفاهيمي على الملأ في سياق تحقيق الغاية من وجودي،
وفي سياق السماح لما أستمده من المنبع الكوني أن يعبرني إلى غيري، لأن الكون يقطع تواصله مع أي شريان مسدود، يأخذ ولا يعطي…. ولا أريد أن أخسر تواصلي الكوني!
…..
من أكثر القضايا التي أثارت شغفي بالمعرفة، هي محاولة فهم الكون وعلاقتنا به وماذا يعني لأن نكون بشرا.
والقضية التي تليها ـ صدق أو لا تصدق ـ كانت ولم تزل: ماهي السمات المشتركة بين كل القادة الذين مروا في التاريخ وغيّروا
بلدانهم نحو الأفضل وبالتالي غيروا العالم نحو الأفضل؟
لقد قرأت عشرات الكتب التي تناولت تناولت هذا الموضوع بالذات، لدرجة صرت عندها وعندما أتعامل مع طفل صغير استطيع أن أستشف إذا كان يحمل نواة “قائد…. وطبعا، وجود تلك النواة لا يكفي ليضمن أنه سيخرج إلى الحياة قائدا، فالقدرة على القيادة، كما هي صفة موروثة هي أيضا صفة مكتسبة، وتلعب البيئة الدور الأهم في إخراج تلك النواة إلى حيز الوجود!!
…..
سأطرح معرفتي بهذا الخصوص، سأعرف لكم القائد، وسأميز بين القائد الفاشل والقائد الناجح, وبناء على هذا التعريف وذاك التمييز، سأضع القادة الذين مروا في تاريخ تلك الأمة المنكوبة تحت عدسة مجهري، وسأريكم أيضا إن كان “قائد” الموالين
في سوريا قائدا حقيقيا وناجحا وماذا حقق، وهل يختلف عن أي قائد في جبهة المعارضة، أم هما شقان لتوأم واحد!
…..
في نهاية المطاف لا أحد ملزم براي ولكن عندما تشتمني لأنني أدليت بذلك الرأي، تأكد أنك شخص تافه وإنك تمر بالحياة
عبثا….. وبأنك كالشريان المسدود قد قطع التواصل مع منبعه!!!
….
أما الذين يقرأونني بصبر وتأنِ وبلا خوف، سواء اتفقوا معي أم لم يتفقوا، فهم وحدهم المؤهلون لأن يكونوا كونيين بالمطلق ولأن يحققوا الغاية التي جاؤوا من أجلها….
***********************************
أعزائي القرّاء: لأنني أعرف أننا نعيش في زمن لا يقرأ به الناس البوست الطويل، آثرت أن أتوقف هنا لأتابع لاحقا…
فتابعوني مع خالص محبتي

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.