التقية … بين السلف والإخوان

** التقية … بين السلف والإخوان **

سرسبيندار السندي

المقدمة

كذب لسلف والإخوان وإن صدقو بدليل المقولة الشائعة  (أسمع كلامك أصدقك … أشوف أعمالك أستغرب ) ؟

إن  1400 عام من التاريخ ألإسلامي في منطقتنا والعالم يقطع الشك باليقين من أن ألإسلام لم يكن دينا بل إيديولوجية قمعية لم تنفع حتى أصحابها في الماضي كما لم ولن تنفعهم بعد ألأن ، وما حروب الردة إلا الدليل القاطع أن لا حرية في ألإسلام منذ نشأته ومن يقول عكس ذالك فهو واهم أومنافق أو رواد التقية ، فماضي وتاريخ هذه ألأمة  التي تدعي أنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر لم يعد يزكيها عاقل أو ذي ضمير بدليل واقعها المؤلم والمخزي ، ولسبب بسيط لأنه يستحيل أن يكون ما في القرأن من كلام من إله أو سماء ؟
بل هو إيديولوجية وضحة وضوح شمس الظهيرة وهذه ألإيديولوجية لم تنتشر بالموعظة الحسنة كما إدعي صاحبها يوم كان ضعيفا كغيرها من الإيديولوجيات بل إنتشرت بالسيف والإرهاب وعبر الغزواة ، وأصدق دليل على قولنا هذا هو واقع المسلمين لغاية اليوم وما تكفير زيد وعبيد إلا براهان على إستمرارية ذالك الطاعون الذي لن يستطيع أن ينكره إنسان عاقل كما لم تستطع أن تنكره كتب السيرة والتاريخ ، أيعقل إله يناقض كلامه في ليلة وضحاها والملوك لا تلغي كلامها ولو كان في ألأمر فناها ، ثم كيف يعقل دين يؤخذ نصفه من حميراء وكأن الخالق لم يخلق سواها ، إنه تساءل يترك للباحثين المتنورين والمنصفين ؟

*         *          *
المدخل

إن ما يصرح به ألإخوان المسلمين لا يخرج أبدا عن كونه تقية مبتذلة ورخيصة لا تخفى حتى على السذج من المسلمين ، فما بال المسلمين الذين يعرفون جيدا ماضيهم وأهدافهم ؟

لذا يجب يدرك  الجميع أن في عالم اليوم لا يصح إلا الصح حتى وإن طغى الطغاة وبغى الغزاة أعداء الحرية والإنسانية والحياة  ، إن تهاوي صنم ألإسلام قدر لامفر منه شاء المسلمون أم أبو ، لأنه لم يعد بمقدورهم الصمود أمام سيل المعرفة الجارف ، فإنكشاف الحقائق أدت إلى تهاوي الكثير من قلاع التخلف والجاهلية  والتي لم تعد تقوى غرابيل العروبة المتهرئة من حجبها ولا سيوف الإسلاميين المتصدئة ، لذا فسقوط ألإسلام لن يختلف كثيرا عن سقوط أي دكتاتورية في عالم اليوم مالم يرتكز على الحقائق والواقع وهذا ماإفتقده ألإسلام في الماضي وما يفتقده اليوم ، لأن لغة التهديد والوعيد وتزيف الحقائق لم تعد تجدي نفعا ، بل بالعكس صارت وبالا عليهم حتى أنهم لم يعد في مقدورهم الرد على أسئلة المسلمين أنفسهم ؟

وما طاغية مصر إلا إستمرارا لتلك المدرسة المتخلفة التي تسعى إلى تأليه الفرد ، لذا تراه بالرغم من كل ما حدث يتشدق بماضيه وببطولاته بينما الواقع يقول عكس ذالك تماما ، فجولة من البطولة لا تزكي تاريخ ثلاثين عاما من القهر والظلم والفساد والإستبداد ، وما سماحه بتغلغل أفكار التخلف والجاهلية سواءا من ألإخوان أو الوهابية هذه ألأفكار التي أكل الدهر وشرب عليها إلا دليل على سذاجته وغبائه وسوء نيته ، وفي كلتا الحالتين لقد دفع ثمن تقيته ولكن بعد فوان ألأوان ولسبب بسيط لأن الطيور على أشكالها تقع وأن الحقائق لايمكن حجبها بغربال المتخلفين والمنافقين والمتزلفين ؟

وما إصراره على البقاء وإن إحترقت البلاد والعباد إلا دليل على صدق القول ومن يقول عكس ما قلنا فهوى مع كامل إحترامنا واحد من ثلاث إما ساذج أو متزلف أو منتفع  والأخير هو ما يفعله إخوان الأمس واليوم لقد خانو الثورة والثوار مع العسكر الذي لازال للغاية ألأن ربيب مبارك الصادق ألأمين ، وهذا هو وجه ألإسلام الحقيقي الذي لم تعد تنفع معه كل عمليات الترقيع والتجميل وخير من يقول هذا ليس أعداء ألإسلام ، بل من تركو ألإسلام بعد أن إكتشفو ما فيه من كفرا لايقل عن كفر عباة اللات ومناة والذين عروه حتى من ورقة التوت ألأخيرة رغم التهديد والوعيد والإنتقام واصلو المسيرة بتحدي ليبان الحق ويزهق الباطل وتنتهي لخزعبلات وألأوهام  ؟

*          *          *
مسك الختام
لهذا السبب ولأسباب أخرى لم تعد خافية على الباحثين المنصفين ، فأجلا أم عاجلا سيسقط صنم ألإسلام كما سقطت قبله الكثير من ألإيدولوجيات المتزمة والمريضة والتي لم تزرع في داخلها إلا بذور فنائها وهلاكها ، لذا فإن صمود ألإخوان لبعض الوقت تحت قبة البرلمان لا يعني عودة العافيته ، لأن صمودهم هذا لن يدوم طويلا خاصة وقد ذاب الثلج وبان المرج ، فإذا كانت ثورة ألأمس تبحث عن الحرية فثورة الغد تبحث عن الحرية والرغيف والمدنية شاءو أم أبو ولأن مقدرتهم على الف والدوران والمناورة قد إنتهت ، ولأن إيدولوجية تمسخ عقول الملايين يستحيل أن تكون صحيحة أو سليمة ، فبالرغم من كثرة الخيرات والنعم لدى أمة أقرى إلا أنها مع ألأسف لازالت ترضى لأصحابها البقاء في الحضيض ، ثم أن دينا تحميه سيوف الصعاليك والمجرمين والمنتفعين يستحيل أن يدوم طويلا شأنه شأن الطغاة والبغاة ، فتاريخ 1400 عام من الخزي والعار يكفي ليدين أمة لاتعرف غير ألأكل والنوم ومن الواقع والحقائق الفرار ؟

ويبقى السؤال : ماذا بإمكان ألسلف والإخوان أن يفعلوه مع من يغردون خارج قبة البرلمان ، خاصة وقد سقط حكم العسكر رغم أنف الشيطان ؟

*          *           *

وأخر تساءلي … من سيطلق رصاصة الرحمة ألأخيرة على العسكر والسلف والإخوان ؟

سرسبيندار السندي

مواطع يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟

10/ Feb / 2012

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.