البراميل المتفجرة لم تستهدف داعش

تورط نظام بشار الأسد في الارهاب ضد الشعب العراقي:brmil

سنجار بلدة صغيرة تقع على الحدود السورية العراقية. في اكتوبر 2007 عثرت القوات الأميركية التي كانت تحتل العراق على مجموعة من الوثائق في سنجار. كشفت هذه الوثائق النقاب عن اعضاء شبكة ارهابية مرتبطة بالقاعدة مع قائمة باسماء الارهابيين ومخططاتهم وتبين ان الشبكة تخضع للاستخبارات السورية والقيادة السورية. الهدف السوري حسب الوثائق هو تسهيل دخول المقاتلين للعراق لاحباط المشروع الأميركي. ودخل مئات الارهابيون العراق بتنسيق وموافقة وتواطوء وتمويل سوري. والذي حدث كما يعرف العراقيون ان هؤلاء المقاتلين تجنبوا مواجهة الألة العسكرية الأميركية وركزوا نشاطاتهم العسكرية ضد الأهداف السهلة الرخوة مثل الحافلات والمطاعم ومواكب الجنازات والاعراس وأماكن ممارسة الطقوس الدينية. والغالبية العظمى من الضحايا كانت من الطائفة الشيعية العراقية. وتم نشر محتويات الوثائق من قبل مراكز الدراسات المتخصصة بمكافحة الارهاب وتمويل الارهاب.

اعترافات بشار الأسد للنائب البريطاني:

النائب البريطاني بروكس نيومارك قابل بشار الأسد عدة مرات ما بين 2006 وأوائل 20011 وسأله النائب نيومارك لماذا سمحت للمتمردين بدخول العراق من الاراضي السورية اثناء حرب العراق لقتل الجنود الأميركيين والبريطانيين؟ كان جواب بشار الأسد “اذا اراد هؤلاء المتمردين ان يموتوا على ايدي اميركية وبريطانية فهذه رغبتهم. واذا لم أسمح لهم بدخول العراق سينقلبوا ضدي ويثوروا ضدي”هذا اعتراف واضح بالتورط في ستخدام بشار للارهابيين لقتل العراقيين.

قيادات عراقية تفضح علاقة بشار الأسد بالقاعدة:

ومؤخرا تم فضح العلاقة التنسيقية بين نظام دمشق وجماعات القاعدة الارهابية من قبل شخصيات وساسة عراقيين.

حيث قبل عدة اسابيع نسبت الصحف لقيادي عراقي شيعي قوله إن هناك خطة ايرانية – سورية تقوم على تسهيل نقل السلاح الى “النصرة” و”داعش” وبعض المجموعات الاخرى مثل “الجبهة الاسلامية”، لأن الهدف هو تقويض قوة “الجيش الحر” كونه يضم عسكريين منشقين عن الجيش النظامي ولأنه يتمتع بصلات اقليمية ودولية جيدة، وهو الفصيل السوري المسلح الوحيد الذي يتلقى مساعدات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولذلك يريد نظام الاسد بإلحاح الحاق هزيمة بـ”الجيش الحر” ولذلك جرت عمليات الاختراق ضد هذه المجموعات التابعة لتنظيم “القاعدة”.

وأضاف ان بعض مجموعات “القاعدة” في الأساس كانت مخترقة من قبل طهران ودمشق، أثناء وجود القوات الأميركية في العراق بين 2003 وحتى نهاية العام 2011، ولذلك تم إحياء هذه الاختراقات مجدداً وحصلت اختراقات جديدة تهدف الى تقوية القدرات العسكرية لهذه المجموعات السلفية المتطرفة، كما أن بعض العناصر الأمنية السورية انضمت بالفعل الى هذه الجماعات بأوامر من قيادات أمنية رفيعة وقد أحيل هذا الملف بالكامل الى نائب رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء عبد الفتاح قدسية الذي عمل في السابق رئيساً لجهاز المخابرات العسكرية وهو من الطائفة العلوية وقريب جداً من الرئيس بشار الاسد.

وقبل عدة أيام نقلت ايلاف خبرا هاما مفاده أن وزير العدل العراقي حسن الشمري صرح للاعلام أن رؤوس كبيرة في الدولة سهلت بمشاركة القوات الأمنية المسؤولة عن حماية إدارة أمن سجني أبو غريب والتاجي في بغداد هروب عناصر وقادة القاعدة لتعظيم دور التنظيم في سوريا وتخويف الولايات المتحدة من النظام الذي قد يخلف الرئيس السوري بشار الاسد.

وأضاف الشمري في تصريحات خلال مقابلة مع قناة “الرشيد” العراقية ان قوات حماية السجنين قد انسحبت منهما قبل اقتحام عناصر تنظيم القاعدة للسجنين وتهريب رفاقهم السجناء في تموز (يوليو) الماضي.

وشدد الوزير العراقي بالقول “ان الحادث كان عبارة عن خرق خارجي واقتحام للسجن بتواطؤ من داخله في مؤامرة كبيرة مشتركة فيها رؤوس كبيرة مع الاجهزة الامنية في السجنين كانت قد انسحبت منهما بالكامل”. واوضح “اعتقد انه كان هناك ترتيب خاص لاخراج هؤلاء القتلة فهو كان متزامنا مع قرب صدور قرار من الكونغرس الاميركي لضرب سوريا”.

وأشار إلى أنّ “عملية الهروب كانت هي للضغط على الكونغرس الأميركي لكي لايصدر قرارا لصالح الرئيس باراك أوباما يخوله ضرب الرئيس السوري بشار الاسد على اعتبار ان دور تنظيم القاعدة قد تعاظم في سوريا وربما يكون خليفة للاسد”. وتساءل قائلا كيف ان لواء وفوج للشرطة يغيبان بالكامل عن مسك السجنين في يوم الهروب”؟.

حتى هذه اللحظة لم تصدر الحكومة العراقية اي بيان لتكذيب او نفي ما قاله وزير العدل او القيادي الشيعي العراقي.

داعش في خدمة بشار الأسد:

وفي تطور آخر وبتاريخ 11 يناير الحالي كشف مسؤولون في الجيش الحر عن تعاون كبير بين تنظيم “داعش” ونظام الأسد حيث قام التنظيم أكثر من مرة بالهجوم على عناصر الثوار وهم يحاصرون مراكز عسكرية للنظام، وهو ما يؤدي لفك الحصار عن قوات الأسد.

لكن هذه الاتهامات بقيت حديث الغرف المغلقة خوفاً من عقاب التنظيم الذي كان يختطف ويقتل كل من يقف في وجهه.

وبعد أن اتضحت معالم المعركة مع “داعش” بدأت تخرج قصص ودلائل للعلن تؤكد تلك الاتهامات، فوفقاً للعقيد عرفات حمود أحد قيادات الجيش الحر فإن داعش ساهم بفك الحصار عن عدة مواقع لقوات الأسد كادت تسقط بيد الثوار.

كما ظهرت صور أخرى عبر الجيش الحر أيضا أكدت وجود ضباط مخابرات للنظام السوري بين قيادات التنظيم.

اتهامات خطيرة تبرر بنظر ناشطين عدم تعرض أي من مقرات داعش للقصف من قبل النظام فيما تستهدف يوميا مقار الجيش الحر.

كما يؤكد ناشطون وصول بعض من اختطفوا على يد التنظيم إلى سجون النظام بطريقة سرية كالطبيب البريطاني عباس خان الذي اختطف في حلب من قبل التنظيم وقتل داخل سجون الأسد.

تساؤلات تتعلق بالبراميل المتفجرة:

وتساءلت الاهرام الاسبوعية الناطقة باللغة الانجليزية قبل عدة اسابيع اذا كانت هذه الجماعات فعلا ضد النظام فلماذا لا تقاتل الجيش النظامي؟ لماذا لا تزحف الى دمشق؟ ولماذا تلاحق وتقتل افراد الجيش السوري الحر؟ ولماذا لا يستهدفهم النظام ببراميل المتفجرات التي تسقط فوق روؤس المدنيين؟

خلاصة الكلام ان بشار الأسد شخصيا متورط في التعاون مع القاعدة واجهزة المخابرات السورية والقيادات السورية متورطة حتى النخاع في التنسيق مع الارهاب في حرب النظام ضد الشعب السوري.

لندن
المصدر ايلاف

About نهاد إسماعيل

كاتب عربي ليبرالي يعيش بلندن
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.