الإصرار على محاربة العلمانية لا يؤدي إلا إلى تورم حسابات تجار الدين البنكية مقابل تطاير أشلاء الأبرياء في كل مكان

assilzebanلا يحارب العلمانية إلا من يجهل معنى أن يتدخل رجل الدين في السياسة، أيا كانت ديانته. فعندما امتلك رجل الدين المسيحي السلطة المطلقة ، قامت الحملات الصليبية. وعندما امتلك رجل الدين الإسلامي السلطة المطلقة، وجدت التنظيمات الإرهابية أرضية صلبة تضمن ثبات أقدامها. نتحدث اليوم عن الإسلام الذي لا كهنوت فيه. فمن أين أتيتم بهذه الهالة المقدسة التي وضعتموها حول كل من يحمل لقب شيخ؟ من هم هؤلاء الشيوخ الذين أصبحت كلمتهم قرآنا لا جدال فيه؟ كم من العذابات سيحتمل ضحايا الإرهاب بعد لكي نفهم أن رجل الدين إنسان قد تشترى ذمته، كأي إنسان آخر، من أجل تحقيق مطامع ومصالح سياسية؟ ألم يكن عمر بن الخطاب علمانيا عندما أوقف تنفيذ حد السرقة بسبب انتشار الفقر؟ أو ليست هذه هي العلمانية؟ أن تحكم الإنسان قوانين لينة طوع تغير الظروف والأحوال الاجتماعية ؟ عمر بن الخطاب بنظرته الثاقبة وفهمه العميق استطاع أن يدرك بأن تعطيل حد من حدود الله تماشيا مع الظروف الجديدة من أجل حفظ مصلحة الإنسان وكرامته ليس حراما. عمر قبل ما يزيد عن الألف سنة أدرك ما لا يدركه قادة الخطاب الديني اليوم الذين ما زالوا يخبروننا بأن كفارة الإفطار في رمضان عتق رقبة! ربما لأنهم مدركون لحقيقة أن العبودية لم تنته بوجود من يقدسهم. لأنهم يعلمون بأن لحوم العلماء مسمومة. ألم يقل الله “إنما يخشى الله من عباده العلماء”؟ فكيف يكون عالما من يحث الشباب على تفجير أنفسهم في الأبرياء؟ ومن أعطى له الصلاحية ليتصرف بهذه الطريقة التي أنجبت آلاف الأمهات الثكالى؟ إنها السلطة المطلقة التي يخشى أصحابها عليها من العلمانية التي ستضعهم في موقعهم الأصلي. سحب السلطة منهم سيحرمهم من الملايين التي يشترون بها أجمل البيوت في أوروبا كلما حركوا شعوبا بأكملها بخطاب يغلفه الدين ويدفعهم إلى الاقتتال وتفتيت الأوطان. الإصرار على محاربة العلمانية لا يؤدي إلا إلى تورم حسابات تجار الدين البنكية مقابل تطاير أشلاء الأبرياء في كل مكان.

About اسيل الزبن

اسيل الزبن كاتبة اردنية ليبرالية
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

One Response to الإصرار على محاربة العلمانية لا يؤدي إلا إلى تورم حسابات تجار الدين البنكية مقابل تطاير أشلاء الأبرياء في كل مكان

  1. BB says:

    ترديد تعبير لا كهنوت او رهبنة في الاسلام لا يخدم مقالك أيتها الأخت المحترمة … والحقيقة أقول : يا ريت كان في الاسلام رهبنة وكهنوت، كان الوضع بالتأكيد غير هيك !!!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.