الإخوان المسلمون قتلوا مرشدهم الشيخ حسن البنا ..!! الجزء الأول  .

مقدمة :

 جماعة الإخوان المسلمين تعمدت  طوال أكثر من خمسين عاماً  فرض “مؤامرة صمت ”  والتغطية على   خلافات  وصدامات  خطيرة  حدثت داخل الجماعة  قبل إغتيال حسن البنا واستمرت بعد إغتياله .
   ===  الدكتور عبد العزيز كامل العضو القيادي فى النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات )  لجماعة الإخوان المسلمين , يكشف فى مذكراته   بعنوان { ” فى نهر الحياة” } عن  خلافات خطيرة   بين الشيخ حسن البنا وعبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص وصلت إلى حد الصدام وتبادل الاتهامات والتكذيب  بل والتكفير .. حدثت قبل قتل البنا مباشرة .
=== الدكتور عبد العزيز كامل يتحدث عن   قيام السندى والنظام الخاص  بالتمرد على المرشد حسن البنا والخروج عن طوعه وقيادته  , بل التوسع الشديد فى العمليات الإرهابية – خلافاً لتعليمات المرشد – بعد إغتيال المستشار الخازندار  , و عن قيام السندى بتنفيذ موجة من الإغتيالات والتفجيرات فى أماكن متعددة ,  فى اثناء سفر المرشد للحج عام 1948

===   الشيخ حسن البنا  أتخذ قراراً خطيراً  قبل إغتياله مباشرة  ,  وهو إزاحة عبد الرحمن السندى عن قيادة النظام الخاص ( التنظيم  العسكرى السري ) ,  وتعيين سيد فايز بدلاً منه   , بعد ان تمرد  السندى على المرشد  , و بعد أن قام  – خلافاً لتعليمات المرشد – بإغتيال رئيس الوزراء النقراشى باشا , وتفجير محكمة استئناف القاهرة فى يناير1949 ..
===  بيان حسن البنا عن النظام الخاص .. الذى قال فيه  انهم  ” ليس إخواناً .. وليسوا مسلمين ” .. لم يتبرأ فيه البنا  فقط من أعضاء النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) الذين قاموا باغتيال النقراشي .. ولكنه إعلان  بتكفيرهم .. وإخراجهم من ملة الإسلام .. ؟؟!!
=== عبد الرحمن السندى قام بإغتيال حسن البنا بعد أيام  من قرار البنا إزاحته  عن قيادة النظام الخاص , وتعيين سيد فايز مكانه , كما قام بإغتيال زميله سيد فايز بعد ذلك ..
=== سيف الإسلام حسن البنا ابن مرشد الإخوان قال إنه يعرف جيداً من قتل والده , وبالمستندات .. لكنه لن يتكلم ولن يعلن عن ذلك.. !!؟؟؟
=== عبد الرحمن  السندى حَوَل النظام الخاص ( التنظيم العسكرى السرى ) إلى فصيل مسلح متمرد على المرشد وعلى جماعة الإخوان المسلمين  . 

=== صلاح شادى  العضو القيادي فى النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات )  لجماعة الإخوان المسلمين  يكشف فى مذكراته  بعنوان { ” صفحات من التاريخ .. حصاد العمر” } عن شخصية عبد الرحمن السندى  و”الانحرافات فى نفسه ” و ” نزعاته فى حب الظهور والرئاسة ” وجنون العظمة ” البارانويا ”  ,  ونفوذه وسطوته واستخفافه حتى بمرشد الجماعة ..
=== صلاح شادى يتحدث عن  شخصية  عبد الرحمن السندى الدموية , وإستعداده لفعل أى شئ للحفاظ على مركزه و نفوذة وسيطرته داخل جماعة الإخوان المسلمين , بل إستعداده  لقتل أى إنسان يحاول الاقتراب من موقعه فى قيادة النظام  الخاص ( النظام العسكري السرى ) .. حتى لو كان هذا الإنسان هو زميله فى جماعة الإخوان المسلمين , أو حتى زميله فى النظام العسكري السرى نفسه .. و وصل الأمر الى قتل زميله سيد فايز الذى حل محله فى قيادة النظام الخاص  ..
=== صلاح شادى : عبد الرحمن السندى قائد قوات  النظام الخاص  كان يشعر  بالاستقلال عن المرشد والجماعة .. وكان يتعامل مع المرشد على أنه ” المتحدث الرسمي” باسم السندى والنظام الخاص , والذي يجب عليه أن يغطى ويبرر  كل الجرائم التي يرتكبها السندى وتنظيمه العسكري السري من وراء ظهر المرشد  ..
=== القيادى الإخوانى  صلاح شادي يقول فى مذكراته عن قرار  المرشد   بإقالة السندى من قيادة النظام الخاص وتعيين سيد فايز بدلاً منه .. قبل إغتيال المرشد  : { .. ويجدر بي أن أشير هنا إلى أنه قبل هذا الحادث بأشهر قليلة، عرفني المرشد بالأخ / السيد فايز باعتباره المسئول عن النظام الخاص .. } .
=== صلاح شادي يتهم السندى بقتل المرشد قبل أن ينجح فى إزاحته عن عن قيادة  النظام الخاص .
===  صلاح شادى : عبد الرحمن السندى قتل سيد فايز ,  زميلة ومنافسه فى قيادة النظام الخاص  , و قام بتفجيرة هو وشقيقته الطفلة  بقنبلة ناسفة , عبارة عن علبة حلوى المولد  بداخلها شحنه ناسفه من مادة الجلجنايت سلمت إلى شقيقته .. حتى إذا حضر سيد فايز بعد ذلك انفجرت المادة الناسفة فى محيط الغرفة الضيقة .. وأطاحت به و بحائط الغرفة  الذي هوى إلى الشارع ..
 === صلاح شادى عن قتل السندى لزميله سيد فايز : { .. وربما أشار السبب فى مقتل سيد فايز بعد ذلك إلى حدة وخطورة هذه الانحرافات فى نفس السندى .. حين لم يطق صبرا أن يكون من بين إخوان النظام من يخالفه الرآى .. أو ينال بالنقد الجدي اسلوبه فى العمل.. أو موقعه من قيادة النظام ! } ..!! ؟؟
=== صلاح شادى فى مذكراته : { .. الأخ محمود الصباغ حاول أن يعرف سر حادث مقتل سيد فايز .. فذهب مع الشيخ الغزالي والشيخ سيد سابق إلى عبد الرحمن السندى ، بعد الحادث بفترة ليست طويلة ليسألوه عن حقيقة الحادث .. وأفهموه أنهم لا ينتظرون منه إلا جواباً بالنفي أو الإثبات .. وأن ما يقدمه من شروح دون ذلك يعنى عندهم ارتكابه الحادث .. فلم يجبهم بالنفي .. فخرج الثلاثة باقتناع واضح أنه هو الذي دبر الحادث ..} ..؟؟!!
=== صلاح  شادى يتحدث عن محاولة السندى “خلع ” المرشد الثاني  حسن الهضيبى عندما حدث خلاف بينهما ..

هذه دراسة موثقة من كتب ومذكرات كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين الذين أتهموا  عبد الرحمن السندى قائد  النظـــام الخـــاص ( ميليشيا الإغتيالات ) للجماعة , بقتل مرشد الجماعة ومؤسسها الشيخ حسن البنا , بعد أن أصدر البنا قراراً بعزل السندى عن رئاسة النظام الخاص وتعيين المهندس / السيد فايز بدلاً منه ، وبعد أن أصدر البنا بياناً بعنوان { ” ليسوا إخواناً .. وليسوا مسلمين ” }  .. وهو ما يعنى تكفير قادة النظام الخاص الذين تمردوا على  المرشد وخرجوا عن طوعه ورفضوا تنفيذ تعليماته واوامره ..
  وبعد قتل حسن البنا , قام السندى  بقتل زميله  المهندس / السيد فايز بقنبلة فى علبه لحلوى المولد قتلته وقتلت شقيقته الطفلة  ..!!؟؟

ومن الغريب  والمريب –  بل الصادم – لمن يتتبع جريمة قتل الشيخ حسن البنا , يجد ان    كثير من كبار  قادة جماعة  الإخوان المسلمين   لم يذكروا  كلمة واحدة فى  مذكراتهم و كتبهم  المتعددة عن جريمة إغتيال مرشدهم الأول ومؤسس الجماعة  حسن البنا ,  بالرغم من تسجيلهم لكل صغيرة وكبيرة فى تاريخ الجماعة  ..!!؟؟
 اما  الذين تحدثوا عن إغتيال حسن البنا  من قادة الإخوان فقد أوردوا الواقعة  فى سطور قليلة , وكأنها حادث عارض لا يستحق الإهتمام به او ذكر تفاصيله , مع انهم أوردوا تفاصيل دقيقة واستفاضوا فى سرد وقائع وأمور أقل أهمية بكثير من جريمة قتل مرشدهم ومعلمهم وقائدهم  الأول  , الذى كانوا يقولون عنه : { ” كانت حياتنا بعض من أنفاسه .. وصحونا من صحوه .. وحركتنا من خطوه ” .. } .. وكأنهم اتفقوا فيما بينهم على إخفاء تفاصيل هذه الجريمة و التغطية على الظروف المريبة التي أحاطت بها   , وعدم بحثها و التستر على  القاتل الحقيقى  ..!!؟؟؟ 

أولاً – أقوال خطيرة  لسيف الإسلام حسن البنا أبن الشيخ  حسن البنا عن قتل والده :
===================================
نَشَرتْ جريدة الفجر الصادرة فى 23/4/2007 العدد 98 ص 26 مقالاً بقلم الصحفى الدكتور محمد الباز   أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة , أورد فيه مقتطفات من هذة الدراسة التى نشرتها عن قتل حسن البنا .. واستشهد  الدكتور محمد الباز  فى مقالة بأقوال خطيرة لسيف الإسلام حسن البنا ابن مؤسس ومرشد جماعة الإخوان المسلمين عن مقتل والدة الشيخ حسن البنا ..
وقال الدكتور محمد الباز : { عندما كنت أبحث في واقعة مقتل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين التي وقعت في 12 فبراير 1949.. سيطر عليَّ إحساس بأن يكون الإخوان تورطوا في حادث الاغتيال بشكل أو بآخر.. علي الأقل لأن الشيخ أصبح عبئا عليهم وحياته لم تعد سوي سبب للهجوم علي الجماعة واعتقال أفرادها وتعذيبهم في السجون.. لم يكن لديَّ دليل واحد يمكن أن يسند هذا الاعتقاد فصرفت النظر عنه..  لكنني كنت أشعر دائما بأن الإخوان لديهم شيء يخفونه في هذه الحادثة.. وعندما واجهت سيف الإسلام حسن البنا بسؤال عن مقتل أبيه قال لي إنه يعرف جيدا من قتل والده وبالمستندات لكنه لن يعلن عن ذلك.. اعتبرت هذا الكلام نقصا من العقل واستخفافا، فإذا كان الابن يعرف من قتل أباه ولديه من المستندات ما يؤكد كلامه فلماذا لا يتحدث؟… وهل يوالس إلي هذه الدرجة علي دم والده؟.. وأي شيء سيربحه من وراء موقفه هذا؟.. اغتيال حسن البنا يظل لغزا هائلا , وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلي أن الملك فاروق هو الذي تخلص منه حتي يستريح من صداعه ..
 كانت المفاجأة عندما حصلت علي دراسة جادة أعدها الدكتور  سيتي شنودة ..  قرأ كل المذكرات التي كتبها أعضاء الإخوان المسلمين خاصة التي تناولت حادث الاغتيال.. وضع التفاصيل إلي جوار التفاصيل .. قارن واستبعد وقرَّب وخرج بنتائج هائلة .. عنوان الدراسة هو «هل قتل الإخوان المسلمون الشيخ حسن البنا؟» ………. قبل أن نخوض في التفاصيل أحب أن أسجل ملاحظة قد يراها البعض ليست مهمة.. لكنني أراها مهمة جدا خاصة عندما نضعها في سياقها.. فنحن أمام باحث قبطي قرر أن يعمل بجرأة ويخوض في موضوع شائك يخص أكبر جماعة إسلامية في مصر، كنا نناقش قضايا الأقباط وندخل في أدق تفاصيلهم ونهاجم قياداتهم.. وكان بعض الأقباط الذين يرفضون هذه الحالة من التداخل يسألون: هل يمكن أن تقبلوا أن يقوم قبطي بالتعرض لأي شأن يخص الإسلام أو الجماعات؟ ببساطة جربوا لتروا النتيجة.. وها هي التجربة تأتي.. باحث قبطي يخوض في تاريخ الإخوان المسلمين ونحن نرحب بالتجربة بل ونحتفي بها .. } .

انتهت شهادة الصحفى الدكتور محمد الباز عن الأقوال الخطيرة التى أدلى بها سيف الإسلام حسن البنا عن قتل والده … !؟
******************
وهى أقوال خطيرة لأنها  تصدر عن ابن مرشد ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين تتعلق بحادث مقتل والدة , و تستبعد تماماً الرواية ” المعتمدة ” التى أصدرتها جماعة الإخوان المسلمين عن هذا الحادث .
فإذا كان  سيف الإسلام يعرف جيداً من هم القتلة الذين قتلوا والدة الشيخ حسن البنا , ولديه من المستندات ما يثبت كلامة .. فلماذا لا يتحدث – فقط يتحدث – ويفضح من تلوثت أيديهم بدماء والدة ..!!؟؟
 وإذا كانت الإجابة المتوقعة هى ان سيف الإسلام  يخشى من إنتقام هؤلاء القتلة اذا فضحهم  ..  وإذا كانت أصابع الإتهام بقتل الشيخ حسن البنا  كانت قد وجهت الى ثلاث جهات هى :
1- الملك فاروق ورئيس الوزراء ابراهيم عبد الهادى والبوليس السياسى .
2- الإستعمار البريطانى .
3- جماعة الإخوان المسلمين , وبالتحديد النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) وقائدها عبد الرحمن السندى , الذى أشارت اليه أصابع الإتهام بقتل  حسن البنا بعد ان اصدر قراراً بعزل السندى  وتعيين السيد فايز قائداً للنظام الخاص بدلاً منة , وبعد أن أصدر البنا بيانة الخطير الذى قال فية ” ليسوا إخواناً .. وليسوا مسلمين ” .. وهو ما يعنى تكفير أعضاء النظام الخاص بعد ان  قتلوا المستشار أحمد الخازندار ورئيس الوزراء النقراشى باشا  .. الى جانب  أن قيادات الجماعة أتهموا  السندى صراحة  بإغتيال زميلة المهندس / السيد فايز الذى اختاره الشيخ حسن البنا  ليحل محل السندى فى قيادة النظام الخاص .

فإذا كان الملك فاروق ونظامة وعهدة قد انتهى من سنوات عديدة ولا خوف منهم  , وإذا كان الإستعمار البريطانى قد خرج من مصر عام 1956 .. فلم يبقى من المتهمين بإغتيال حسن البنا الذين يخشاهم سيف الإسلام حسن البنا ويرفض الكلام بسببهم ,  إلا جماعة الإخوان المسلمين وقيادات النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) التى تسيطر  على الجماعة ..
فهل يرفض  أحمد سيف الإسلام حسن البنا كشف المستندات التى يحتفظ بها , والتى تدين القتلة الذين إغتالوا والده ,  خوفاً من جماعة الإخوان المسلمين وقيادات النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) المسيطرين على الجماعة و الذين يشغلون اعلى المناصب فيها .. ومنهم محمد مهدى عاكف مرشد الإخوان  – السابق – وعضو النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) وزميل عبد الرحمن السندى فى معظم الإغتيالات التى قام بها .. !!؟؟
ونحن نعود لسؤال – بل دهشة واستنكار – الدكتور محمد الباز : { إذا كان الابن يعرف من قتل أباه ولديه من المستندات ما يؤكد كلامه فلماذا لا يتحدث؟؟!! … وهل يوالس إلي هذه الدرجة علي دم والده؟؟!! .. وأي شيء سيربحه من وراء موقفه هذا؟؟!! . }
ومن الأمور الغريبة التى أعقبت قتل  الشيخ حسن البنا والتى تؤكد قيام   جماعة الإخوان المسلمين بقتل مرشدها ومؤسسها الأول , ان الجماعة  أستبعدت تماماً سيف الإسلام حسن البنا من أى منصب – كبير او صغير – فى الجماعة طوال حياته , ودفنته حياً  , بالرغم من انه ابن مرشد ومؤسس الجماعة  ..!!؟؟؟؟

إننا فى إنتظار الإجابة على هذة الأسئلة الخطيرة من قادة جماعة الإخوان المسلمين المتهمين  حتى اليوم   بقتل مؤسس و مرشد الجماعة الأول الشيخ حسن البنا   ..!!؟؟

ثانياً – خلافات خطيرة  بين الشيخ حسن البنا و عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات )  قبل إغتيال  البنا مباشرة  :

طوال أكثر من 68  عاماً , قدمت جماعة الإخوان المسلمين رواية واحدة ” معتمدة ” عن حادث اغتيال مرشد الجماعة الشيخ حسن البنا يوم 12 فبراير 1949 , تعمدت  فيها عدم ذكر أى تفاصيل عن جريمة الإغتيال , ولم تورد إلا كلمات قليلة مبهمة متناقضة مع بعضها .. وكأنها حاولت إخفاء أسرار وتفاصيل الجريمة , وليس كشفها وفضحها كما هو متوقع .. خاصة وأن أصابع الإتهام أشارت وقتها الى جماعة الإخوان المسلمين نفسها بأنها هى التى قتلت مرشدها ..!!؟؟
 واتهمت الجماعة فى هذه ” الرواية ” الملك فاروق والبوليس السياسى والإستعمار البريطانى بقتل مرشدها ..
ولكن جماعة الإخوان لم تستطيع إثبات آي من هذه الاتهامات .. بل كانت كلها أقاويل مرسله ، تتناقض مع بعضها البعض ، وتتساقط عند أول فحص أو تمحيص .. ؟؟!! وذلك فى الوقت الذي تعمدت فيه الجماعة التغطية تماما وفرض “مؤامرة صمت ” على خلافات وصدامات وأحداث خطيرة حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين نفسها ، بدأت قُبيل اغتيال الشيخ حسن البنا واستمرت بعد اغتياله .. وأدت إلى أن قام الإخوان المسلمين بقتل بعضهم البعض .. وتكفير بعضهم البعض .. فى سبيل التمسك بالمراكز والمواقع التي يتسيدوها ويسيطروا عليها فى الجماعة ، كما سنورد لاحقا ..
و فى مذكرات  الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف الأسبق والعضو القيادي فى النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) لجماعة الإخوان المسلمين ,  بعنوان ” فى نهر الحياة” {  الطبعة الأولى – أغسطس 2006 – المكتب المصري الحديث }   يكشف عن الخلافات الخطيرة التى حدثت بين الشيخ حسن البنا وبين عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص , ويذكر الوقائع الهامة التي حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين , والتي حاول قادة الجماعة طوال أكثر من خمسين عاما التغطية عليها وعدم نشرها أو حتى الإشارة إليها , ويورد الدكتور عبد العزيز كامل شهادته عن هذه الأحداث الخطيرة التي تكشف الكثير من أسرار الجماعة وأسرار اغتيال الشيخ حسن البنا ، و يتحدث عن الخلاف الشديد الذي وصل إلى حد الصدام وتبادل الاتهامات والتكذيب – بل والتكفير – بين الشيخ حسن البنا وعبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص (ميليشيا الإغتيالات )  ، والذي ظهر واضحا بعد قيام التنظيم السري باغتيال المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة استئناف القاهرة يوم 22 مارس 1948 ,  والذي انكر   قادة الإخوان علاقة جماعة الإخوان بإغتياله , ولكن الدكتور كامل يعترف وبكل صراحة بإغتيال الإخوان للمستشار الخازندار , ويقول فى صفحة 45 فى مذكراته ” فى نهر الحياة ” : [{ فى صبيحة هذا اليوم ، بينما كان المستشار أحمد الخازندار بك فى طريقه من منزله فى حلوان إلى عمله , عاجله اثنان من شباب الإخوان بإطلاق النار علية فأردياه قتيلاً , وأمكن القبض على الاثنين : محمود زينهم وحسن عبد الحافظ , وسُئل الأستاذ حسن البنا فى التحقيق..ولكن اُطلق سراحه لعدم كفاية الادله..}] .
ويتحدث الدكتور عبد العزيز كامل فى ص 46  من مذكراته عن الجلسة العاصفة التي عقدها المرشد لمسائلة عبد الرحمن السندى بعد قيامه باغتيال المستشار أحمد الخازندار ، والتي حضرها قادة التنظيم العسكري السري- ومنهم د. عبد العزيز كامل نفسه – ويصف حالة المرشد ” المتوترة” وحالة السندى ” المتحدية” فى هذا الاجتماع ” المصيرى ” ، ويقول : [{ ..ولازلت اذكر الأستاذ حسن البنا وجلسته وعليه يبدو التوتر .. أراه فى حركة عينيه السريعة .. والتفاته العصبي .. ووجهه الكظيم .. والى جواره قادة النظام الخاص ، عبد الرحمن السندى رئيس النظام .. وكان لا يقل توترا و” تحفزاً ” عن الأستاذ .. ثم أحمد حسنين ومحمود الصباغ وسيد فايز …}] ..!!؟؟؟؟
ويتحدث دكتور عبد العزيز كامل بعد ذلك عن تفاصيل خطيرة حدثت فى هذا الاجتماع العاصف الذي شهد اتهامات .. واتهامات مضادة .. وأقوال وتكذيب لهذه الأقوال .. بين المرشد وعبد الرحمن السندى .. ويقول كامل فى ص 47 – 48 :
[{  .. وما اذكر أن الأستاذ عقد مثل هذا الاجتماع طوال حياته فى الإخوان بهذه الصورة .. وكان واضحا أن الخلاف شديد بين المرشد وعبد الرحمن السندى .. فأمام كبار المسئولين ، سيبدو إن كان الأستاذ قد أمر ، أو أن عبد الرحمن تصرف من تلقاء نفسه .. وفى ماذا .. ؟! فى قتل المستشار .. وتسجيل عدوان دموي على القضاء فى مصر ..
== ووجهت حديثي إلى الأستاذ قائلا :
* أريد من فضيلتكم أجابه محدده بنعم أو لا على أسئلة مباشره لو سمحتم .. فأذن بذلك
* فقلت : هل أصدرت فضيلتكم أمرا صريحا لعبد الرحمن بهذا الحادث ؟ قال: لا .
* قلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك وتلقى به الله يوم القيامة ؟ قال : لا .
* قلت : إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسئولية هذا أمام الله . قال : نعم .
== فوجهت القول إلى عبد الرحمن السندى , وأستأذنت الأستاذ فى ذلك فأذن :
* ممن تلقيت الأمر بهذا ؟
.. فقال: من الاستاذ .
* فقلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك يوم القيامة ؟
* قال: لا . .
* قلت: وهذا الشباب الذي دفعتم به إلى قتل الخازندار من يحمل مسئوليته؟ الأستاذ ينكر وأنت تنكر، والأستاذ يتبرأ وأنت تتبرأ ..!!؟؟؟؟
قال عبد الرحمن : عندما يقول الأستاذ انه يتمنى الخلاص من الخازندار فرغبته فى الخلاص أمر منه .
* قلت : مثل هذه الأمور ليست بالمفهوم أو بالرغبة واسئلتى محدده ، وإجاباتكم محددة ، وكل منكما يتبرأ من دم الخازندار ، ومن المسئولية عن هذا الشباب الذي أمر بقتل الخازندار … ولا يزال المسلم فى فسحه من دينه ما لم يلق الله بدم حرام ، هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
== ثم قلت له ( للأستاذ) : والآن هل تترك المسائل على ما هي عليه ، أم تحتاج منك إلى صورة جديدة من صور القيادة و تحديد المسئوليات ؟
قال: لابد من صورة جديدة وتحديد المسئوليات ..
== واستقر رأيه على تكوين لجنه تضم كبار المسئولين من النظام، بحيث لا ينفرد عبد الرحمن السندى  برأي ولا تصرف .. وتأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة المحددة من الأستاذ .. وأن يوزن هذا بميزان دينى يقتضى أن يكون من بين أعضائها – بالاضافه إلى أنها تتلقى أوامرها من الأستاذ – رجل دين على علم وإيمان ، ومن هنا جاء دور الشيخ سيد سابق ميزانا لحركة الآلة العنيفة ..  }]..

وهذا القرار الخطير الذي تحدث عنه د . عبد العزيز كامل , والذى اتخذه الشيخ حسن البنا لتكوين لجنه لقيادة التنظيم العسكري السري تتلقى أوامرها من المرشد شخصياً .. يعنى بكل وضوح الغاء صلاحيات عبد الرحمن السندى فى الانفراد بقيادة التنظيم السرى .. وتهميش دوره فى قيادة قوات التنظيم المسلح .. ويعنى كذلك إلغاء سيطرة السندى المطلقة على هذا التنظيم المسلح الخطير …
ويستمر د . كامل فى سرد وقائع هذا الاجتماع الخطير وسرد نتائجه الخطيرة على الشيخ حسن البنا وعلى جماعة الإخوان المسلمين نفسها , وما ظهر من رد فعل السندى العنيف على الشيخ حسن البنا , والهجوم عليه وتكذيبه علناً ,  وإتهامه بالمسئولية عن إغتيال المستشار احمد الخازندار  ، ويقول  كامل :
 [{ .. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها عبد الرحمن مجلس المحاسبة والمؤاخذة .. أمام الأستاذ وقيادات النظام .. بل لعلها المرة الأولى التي جلس فيها الأستاذ أيضا مجلس المواجهة الصريحة أمام نفسه وأمام قادة النظام ، إلى الدرجة التي يقول فيها لعبد الرحمن : أنا لم اقل لك .. ولا أحمل المسئولية .. وعبد الرحمن يرد : لا .. أنت قلت لي .. وتحمل المسئولية .. ويتبرأ كلا منهما من دم الخازندار .. ويخشى أمر أن يحمله على رأسه يوم القيامة .. }] ..!!؟؟؟؟؟
ولكن لم تتوقف أعمال القتل والإغتيالات والتدمير بعد هذا الحادث الذي هز جماعة الإخوان المسلمين من داخلها هزاً .. وبعد هذه الجلسة العاصفة التي شهدت اتهامات واتهامات مضادة.. وتكذيب وانكار بين المرشد وعبد الرحمن السندى .. ومحاوله الطرفين الهروب من المسئولية.. ومن تبعات هذه الجرائم أمام الإخوان .. وأمام الشعب .. بل وأمام الله سبحانه وتعالى ..!!؟؟؟؟؟؟؟
 ويتحدث عبد العزيز كامل عما تم بعد هذه الجلسة العاصفة بين المرشد و عبد الرحمن السندى , وعن رفض السندى تنفيذ تعليمات واوامر المرشد , وعن خروج السندى والنظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) عن طوع وقيادة المرشد  تماماً , واستمرار السندى فى  أعمال الإغتيالات والتفجيرات خلافاً لتعليمات وأوامر المرشد ,  و يقول  عبد العزيز كامل فى ص 49 :
 [{ ولكن هل توقفت آلة القتل والتدمير عند ذلك ؟! لقد كان عام 1948 ومطالع عام 1949 الأعوام الدموية عند الإخوان .. أفعالا وردود أفعال .. وسحبت وراءها ذيولا .. وحفرت أخاديد .. ومزقت أجسادا .. وفتحت معتقلات بأتساع لم تعرفه مصر من قبل …}] ..!!؟؟؟؟؟
ويتحدث  عبد العزيز كامل عن سفر الشيخ حسن البنا لأداء فريضة الحج فى خريف عام 1948 ,  وعن قيام السندى والنظام الخاص بالتمرد تماماً  على  قيادة المرشد لجماعة الإخوان المسلمين , والخروج عن طوعه  , بل التوسع الشديد فى العمليات الإرهابية , خلافاً لتعليمات المرشد بعد إغتيال المستشار الخازندار  , و عن قيام السندى بتنفيذ موجة كبيرة من الإغتيالات والتفجيرات فى أماكن متعددة  فى اثناء سفر المرشد للحج ,  ويقول فى ص 59:
[{ .. ولكن الرجل عاد ليجد حوادث القنابل والانفجارات فى القاهرة ، سلسلة توالت حلقاتها ..  انفجار ممر شيكوريل ، شركة الإعلانات الشرقية، حارة اليهود، والى جوار الانفجارات مصرع المستشار الخازندار من رجال القضاء، ومصرع سليم زكى من رجال الأمن .. ملامح الصورة يرسمها المسدس والقنبلة والديناميت .. وكانت ملامح القلق بادية على وجهه …. }] .
و يواصل  عبد العزيز كامل  حديثه عن  استمرار عبد الرحمن السندى والنظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) فى التمرد على  قيادة المرشد , و ورفضهم تنفيذ اوامره وتعليماته , واستمرار السندى فى إغتيال كبار المسئولين المصريين , حتى يصل الى إغتيال النقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية , وإصدار المرشد ” وثيقة خطيرة ” يتهم فيها  النظام الخاص الذى قتل النقراشى  بأنهم   ” ليسوا إخوانا .. وليسوا مسلمين “.. ويقول كامل فى صفحة 59 :
[{….  ويأتي مصرع النقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية ليضع الأستاذ فى أشد المواقف حرجا …. وتصدر عنه بعد مصرع النقراشي وثيقتة الخطيره : ” ليسوا إخوانا .. وليسوا مسلمين ” .. ورب قائل يقول : إن هذا كلة تم عن تراضى وتشاور بين الأستاذ وبين الذين قاموا بهذا الأمر ؟
ولكنه دفاع أهون منه الإدانة .. والوقوف إلى جوار المسئولية .. أو على الأقل عدم إدانة من قام بالأمر .. بأنه ليس أخاً – وهذه تهون – وليس مسلماً.. والإسلام واضح فى هذا الموقف ، وحديث الرسول بين أيدينا : ” من قال لأخيه يا كافر .. فقد باء بها أحدهما” }] ..!!؟؟؟؟
وهنا يوجه د. عبد العزيز كامل اتهاماً خطيراً للشيخ حسن البنا مرشد ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين .. وهى أنه بإصدار بيانه ” ليس إخواناً .. وليسوا مسلمين ” .. قد قام ليس فقط بالتبرؤ من أعضاء النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) الذين قاموا باغتيال النقراشي .. ولكنه قام أيضا بتكفيرهم .. وإخراجهم من ملة الإسلام .. ؟؟!! وهو ما ظهرت أثارة الخطيرة – كما سنورد – بعد ذلك .. !!؟؟؟؟؟؟
ولكن هناك ملاحظة خطيره على مذكرات د . عبد العزيز كامل ” فى نهر الحياة ” .. وهى أنه لم يورد كلمه واحده عن حادث اغتيال مرشد ومؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا .. ؟؟!! وهو الحدث الذى زلزل جماعة الاخوان المسلمين .. بل زلزل مصر كلها .. !!؟؟؟ وكأن د . عبد العزيز كامل أراد أن ينأى بنفسة عن ترديد الأكاذيب والإشاعات التى رددتها الجماعة عن هذه الجريمة الخطيرة .. فى نفس الوقت الذى أشار فيه اشارات واضحة للقاتل الحقيقى للبنا .. !!؟؟؟؟؟؟

ثالثاً –  القيادى الإخوانى صلاح شادى  يتهم عبد الرحمن السندى بقتل حسن البنا  وزميله السيد فايز :
فى مذكرات  صلاح شادي القيادي السابق فى النظام الخاص ( التنظيم العسكري السري لجماعة الإخوان المسلمين ) , والذي كان فى نفس الوقت أحد كبار ضباط الشرطة المصرية، بعنوان ” صفحات من التاريخ .. حصاد العمر ” ( الطبعة الثالثة عام 1987 – الناشر: دار الزهراء للإعلام العربي )
يتحدث  صلاح شادي عن ” حالة التمرد والعصيان ” التى أعلنها عبد الرحمن السندى  قائد النظام الخاص ( التنظيم العسكري السري للإخوان )        على المرشد الشيخ حسن البنا , ويتحدث عن قيام السندى  بالتمرد على المرشد والخروج عن طوعه  .. و عن شعور السندى بالاستقلال  هو وقوات التنظيم العسكري السرى عن المرشد، بل وعن جماعة الإخوان المسلمين كلها، ورفعه راية العصيان ورفضة تنفيذ تعليمات الشيخ حسن البنا بوقف تنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات من وراء ظهر المرشد .. وهو ما تسبب فى إضرار شديدة للمرشد شخصياً، ولجماعة الإخوان المسلمين التي كادت هذه الحوادث أن تدمرها تماما , كما ذكر الشيخ حسن البنا ..
ويتحدث صلاح شادي عن التصاعد الخطير فى حالة التمرد والعصيان التى قام بها السندى والنظام الخاص الذى يتولى قيادته ضد المرشد حسن البنا , ووصوله إلى مرحله خطيرة عقب قيام عبد الرحمن السندى باغتيال المستشار أحمد الخازندار، ويقول فى ص 92 من مذكراته ” حصاد العمر ” : { .. وأخذ الغضب والأسف من المرشد كل مأخذ ، وهو يقول أن هذا يعنى تدمير الجماعة التي قضى عمره فى بنائها.. وأن الرصاصات التي أطلقت على الخازندار إنما أطلقت على صدره هو .. ولم يخفف من هول الحادث ما تذرع به السندى عندما ووجه برد الفعل هذا لدى المرشد ، فإدعى أن المرشد قال فى مجلس عام : إن القاضي يستأهل القتل ..} . 

كما يقول صلاح شادى فى ص 93 : { .. فأعتبر السندى أن هذه العبارة من المرشد إذناً ضمنيا على قتل الخازندار , وهذا تبرير غير معقول لحادث كهذا .. ولكن الحقيقة كانت كامنة وراء شعور السندى فى هذا الوقت باستقلاله هو – وبمن يتولى قيادتهم من الإخوان – عن سلطان الجماعة وقائدها .. الآمر الذي سهل له هذا السلوك }..!!؟؟ 

كما يتحدث صلاح شادي عن تحول خطير فى تفكير عبد الرحمن السندى وفى الجهاز العسكري السري ( ميليشيا الإغتيالات ) وقواته التي كان يسيطر عليها سيطرة كاملة .. والتي جعلته لا يشعر فقط بالاستقلال عن المرشد والجماعة .. بل جعلته يتعامل مع المرشد على أنه ” المتحدث الرسمي” باسم السندى والنظام الخاص , والذي يجب عليه أن يغطى ويبرر , أمام الجماعة وأمام الشعب والعالم كله , كل الجرائم التي يرتكبها السندى وتنظيمه العسكري السري من وراء ظهر المرشد , من قتل وإغتيالات وتفجيرات , بل يجب على المرشد ان يعمل على “تكييف الرأي العام ” فى داخل الجماعة وخارجها لتقبل كل هذه الجرائم .. ؟؟!! ويقول فى ص 93 من “حصاد العمر”: {.. وأصبح فهم السندى لدور المرشد هو أن يبحث له عن مَخرَج أمام الناس .. لترميم الصدوع التي تحدثها أمثال هذه التصرفات غير المسئولة .. وتكييف الرأي العام فى داخل الجماعة وخارجها لتقبل هذه الحوادث !! } ..!!؟؟
ثم يكشف صلاح شادي عن  قرار خطير أتخذه المرشد الشيخ حسن البنا .. وهو إزاحة عبد الرحمن السندى تماماً عن قيادة التنظيم السري وتعيين سيد فايز بدلاً منه ، بعد أن حول السندى التنظيم السرى إلى “فصيل مسلح متمرد” على المرشد وعلى جماعة الإخوان المسلمين، وبعد أن قام السندى – خلافاً لتعليمات المرشد – بتفجير محكمة استئناف القاهرة يوم 13 يناير1949 ..
ويقول  صلاح شادى فى ص 137-138 من ” حصاد العمر ” : { فى يناير 1949 وبعد مقتل النقراشى بأيام , وقع حادث محكمة الإستئناف , الذى كان له اسوأ الأثر فى نفس حسن البنا , فقد وقع فى هذا الجو المضطرب من سنة 1948 , التى كانت تموج احداثها لتصيب جماعة الإخوان فى الصميم .. ويفسر لنا هذا الحادث الذى نفذ فى هذا الوقت مدى فقد الشعور بالمسئولية التى كان السندى ينظر من خلالها الى الأحداث ..} .
ويورد صلاح شادي بعد ذلك مباشره جمله خطيرة تحمل معاني كثيرة , ويقول: { ويجدر بي أن أشير هنا إلى أنه قبل هذا الحادث بأشهر قليلة، عرفني المرشد بالأخ/ السيد فايز باعتباره المسئول عن النظام الخاص .. } ..؟؟!! كما يقول فى ص 139 :{.. وفى هذا الجو الملبد بالغيوم .. وقعت حادثة محاولة نسف أوراق التحقيق بمحكمة الاستئناف .. وضبط الأخ/ شفيق أنس .. فأصدر المرشد بياناً آخر فقال فيه : إن أي عمل يصدر من أي شخص ينتمي إلى الجماعة .. يعتبر كأنه موجه إليه شخصياً ..} .
ثم يورد صلاح شادي جملة خطيرة أخرى فى معانيها ودلالاتها ، تكشف الكثير عن سر مصرع الشيخ حسن البنا بعد هذا البيان مباشرة، ويشير صلاح شادي الى اتهام السندى بقتل المرشد قبل أن ينجح فى إزاحة السندى عن قيادة التنظيم السري، ويقول فى ص 139 : { وعاجلت المرشد منيته .. فلم يستطيع أن يتم دوره الذي بدأه فى إزاحة السندى عن رئاسة النظام .. }..!! ؟؟؟
ويتبعها بجمله أخرى أوضح وأخطر من سابقتها يشير فيها أيضا إلى مسئولية السندى عن قتل المرشد ، ويقول : { .. إن المرشد حسن البنا رحمه الله ، منذ سنة 1944 كان يحاول تقليص سلطات السندى جهد الطاقة بدون مواجهه صارخة بعزلة .. فقد أراد أن يجنب الجماعة صراعاً فى داخلها لا تحمد عواقبه .. ولكنه لم يغفل عن التخطيط لازاحتة فى هدوء حين تواتيه الفرصة .. كما بدا ذلك فى تكليف محمود لبيب بمباشرة العمل مع ضباط الجيش فى الجهاز السري .. وتكليـفي بممارسة الواجبات نفسها بمعزل عن نشاط النظام الخاص }..!!؟؟
ثم يفجر  صلاح شادي قنبلة أخرى تسببت فى أحداث خطيرة أعقبتها ، وترتب عليها اغتيال المرشد بعد ذلك , وكشفت عن فقد المرشد لثقته فى أمانة وطاعة وولاء  عبد الرحمن السندى , كما كشفت عن قرار المرشد بإزاحة السندى وتعيين سيد فايز قائداً للنظام الخاص بدلاً منه , ويقول : {.. أما بعد حادث الخازندار فقد رأى رحمة الله ، أن يحزم الآمر .. بأن يكلف شخصاً آخر .. يثق فى أمانته .. وطاعته .. وقدراته .. فى النهوض بتبعات العمل فى النظام الخاص .. “ولم يتحقق ذلك إلا قبل قتل النقراشي بأشهر” .. بما كان من أمر تعيين سيد فايز .. على ما سبق شرحة .} ..!!؟؟

وعقب قرار الشيخ حسن البنا بإزاحة عبد الرحمن السندى من قيادة التنظيم السري ، وتعيين سيد فايز بدلا منه , تم قتل الشيخ حسن البنا أمام المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين فى شارع الملكة نازلى يوم 12 فبراير 1949 ..!!؟؟
ويكشف صلاح شادى عن شخصية عبد الرحمن السندى  الدموية و”الانحرافات فى نفسه ” و ” نزعاته فى حب الظهور والرئاسة ” وجنون العظمة ” ( البارانويا ) , واستخفافه حتى بمرشد الجماعة .. واستعدادة لقتل أى إنسان يحاول الاقتراب من موقعه فى قيادة النظام العسكري .. حتى لو كان هذا الإنسان هو زميله فى جماعة الإخوان المسلمين , أو حتى زميله فى النظام السرى العسكري نفسه ،ويتحدث صلاح شادى عن قتل عبد الرحمن السندى لزميلة ومنافسه فى النظام الخاص سيد فايز , وتفجيرة بقنبلة ناسفة هو وشقيقته الطفلة , ويقول فى ص 141 : { .. وربما أشار السبب فى مقتل سيد فايز بعد ذلك إلى حدة وخطورة هذه الانحرافات فى نفس السندى .. حين لم يطق صبرا أن يكون من بين إخوان النظام من يخالفه الرآى .. أو ينال بالنقد الجدي اسلوبه فى العمل.. أو موقعه من قيادة النظام ! } ..!! ؟؟
كما يتحدث صلاح شادي عن نفوذ وسطوة ودموية عبد الرحمن السندى , واستعداده لفعل أى شئ للحفاظ على نفوذة وسيطرته داخل جماعة الإخوان المسلمين , إلى الدرجة التي حاول فيها السندى “خلع ” المرشد الثاني الأستاذ حسن الهضيبى عندما حدث خلاف بينهما ..و حتى وصل الأمر بالسندى الى قتل زميله سيد فايز ، ويقول فى ص 142 من مذكراته ” حصاد العمر” :
{ .. وأيقن السندى أن الأرض التي يقف عليها لم تعد صلبه .. وأن هناك تفكيرا فى تغييره .. وتغيير غيره من قادة النظام .. وأدرك أن الفكرة التي حملها سيد فايز يحملها فى الوقت نفسه كمال القزاز ومحمد شديد وغيرهم .. وكان قد سبق طرحها عليه فلم يوافق .. فبدأ يعرض على الإخوة أعضاء مكتب إرشاد النظام فكرة خلع المرشد !! والاحتمال الغالب أنه لما لم تتحقق رغبة السندى .. هداه فكره إلى التخلص من هؤلاء الذين جرى فى ظنه أنهم يحفرون الأرض تحت قدميه !! وربما هداه هواه إلى أن إفضاء سيد فايز للمرشد بمعلوماته عن النظام ” خيانة” تبيح له قتله ” شرعا “.. } ..!!؟؟
وفعلا قام عبد الرحمن السندى بقتل المهندس / سيد فايز ” شرعاً ” يوم الخميس 20 نوفمبر 1953 ..!!؟؟؟؟؟؟؟
ويورد صلاح شادي شهادة أحد رجال التنظيم العسكري السري ” الثقاة” .. وهو الأخ سيد عيد يوسف الذي يتحدث عن واقعة اغتيال عبد الرحمن السندى لزميله سيد فايز ، ويقول في ص 144 من “حصاد العمر ” : { .. كنت فى السنبلاوين عندما علمت “باستشهاد” سيد فايز حين طالعت الخبر فى الصحف صباح يوم الجمعة 21 نوفمبر 1953.. فعدت إلى القاهرة وعلمت أن الحادث تم الساعة الثالثة بعد ظهر الخميس .. عندما حمل أحد الأشخاص إلى منزل المهندس / سيد فايز ” هدية المولد”.. وهى عبارة عن علبة حلوى بداخلها شحنه ناسفه من مادة الجلجنايت .. سلمت إلى شقيقته .. وأدعى حاملها أن أسمه كمال القزاز .. حتى إذا حضر سيد فايز بعد ذلك انفجرت المادة الناسفة فى محيط الغرفة الضيقة .. وأطاحت بحاملها .. بل بحائط الغرفة جميعه الذي هوى إلى الشارع .. } .

كما يتحدث صلاح شادي فى موضع آخر عن قتل عبد الرحمن السندى لزميله المهندس / سيد فايز ، ويقول فى ص 142 من ” حصاد العمر ” : { .. وقد روى لي الأخ علــــى صديق ، أن الأخ محمود الصباغ حاول أن يعرف سر حادث مقتل سيد فايز .. فذهب مع الشيخ الغزالي والشيخ سيد سابق إلى عبد الرحمن السندى ، بعد الحادث بفترة ليست طويلة ليسألوه عن حقيقة الحادث .. وأفهموه أنهم لا ينتظرون منه إلا جواباً بالنفي أو الإثبات .. وأن ما يقدمه من شروح دون ذلك يعنى عندهم ارتكابه الحادث .. فلم يجبهم بالنفي .. فخرج الثلاثة باقتناع واضح أنه هو الذي دبر الحادث ..} ..؟؟!!
كما يتحدث  عن الإتهام الذى أشار وقتها الى اشتراك أحمد عادل كمـــــال – القيادي فى التنظيم العسكري السري وصديق عبد الرحمن السندى – فى قتل المهندس سيد فايز ، ويقول فى ص 146
: { .. أرسلت إلى السيد أحمد عادل كمال عند بدء تدوين حادث مقتل المرحوم سيد فايز لموافاتي بمعلومات فى هذا الحادث .. فلم يكلف نفسه بالرد }…. !!؟؟؟؟

( يُتبع .. ان شاء الله ) دكتور سيتى شنوده
7/9/20 DR. Seti  Shenouda
Egyptian doctor and human rights activist

About سيتى شنوده

‫د . سيتى شنوده‬‎ طبيب مصرى وناشط فى حقوق الإنسان
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.