اكو واحد اسمه عبعوب ما يخجل ولا يستحي

محمد الرديني

ماذا حدث حين تعرضت سيارة عبعوب الى العطل في الاسبوع الماضي وهي تخوض مياه الامطار في احد شوارع بغداد؟.

البداية في الاسبوع الماضي حين تعرضت سيارة نعيم عبعوب وكيل امانة العاصمة الى الغرق نصف الكلي في مياه الامطار ولولا افراد الحماية وعمال الامانة الذين سارعوا الى انقاذ عبعوب وسيارته لكان لكل حادث حديث.

ورغم انه حزن كثيرا على سيارته التي اصاب محركها العطب الا أنه اقنع نفسه بانها سيارة تابعة للدولة والدولة هي التي تتولى تصليحها او استبدالها (غصبا عليهم).

ولم يكن طوفان سيارته درسا له ليرى ماحل بالقوم الذين هطلت عليهم الامطار مؤخرا وخصوصا الاطفال الذين تعلموا تسلق الجدران الحديدية وهم ذاهبون الى المدارس اتقاءا للمياه الآسنة.

ولأن عبعوب يكره “الفيسبوك” ويكن عداوة غير طبيعية الى اليوتيوب وتويتر فانه لم ير صور فضائح فيضانات الامطار وكيف تصرّف الناس معها.. فهو مثلا لم ير احدهم وهو يجلس في وسط الشارع الفائض رافعا مظلة شمسية فوق رأسه ولسان حاله يقول انه شاطىء رائع ولا كل الشواطىء. ولم ير ايضا عجوزا تعبر شارعا آخر دون ان ترفع عباءتها خوفا من اعين الناس كما انه لم ير الاطفال وهم يجدون في مياه الامطار فرصة للسباحة رغم اختلاطها مع مياه المجاري،قصص وصور كثيرة نقلتها مواقع اخرى الى كل الكرة الارضية.

لم ير عبعوب كل ذلك،لأنه ببساطة لايريد ذلك ولأنه يريد ان يسمع صوته فقط.

وهاهو يقول امس وبالفم المليان ان “ميرسر” جزء من الفوضى الاعلامية ” ولايدري عبعوب ان ارقام واحصائيات هذه المؤسسة معتمدة من قبل الشركات العالمية التي تريد الاستثمار في أي بلد في العالم، انها بايجاز شركة استشارات عالمية رائدة في مجال الصحة والاستثمارات، وهي تساعد العملاء في جميع أنحاء العالم، للنهوض بالصحة والثروة وأداء أصولها الأكثر حيوية. وتستند ميرسر في عملها على 20 ألف موظف في أكثر من 40 بلدا، وتشكل فريقا عالميا من شركات الخدمات المهنية التي تقدم المشورة للعملاء والحلول في المجالات الستراتيجية ومخاطر ورأس المال.

ولأنهم لايكذبون وليس لهم مصلحة في ذلك فقد وضعوا العراق في تسلسل 131 في مستوى المعيشة من مجموع 142 دولة.

ولكن عبعوب مثله مثل المراهقين الذين لايريدون ان يعترفوا او ان يتنازلوا قليلا عن كبرياءهم الاجوف فقد صرخ امس إن “منظمة ميرسر، جزء من الفوضى الاعلامية والصحفية، وأنها غير مدرجة لدينا ولا ندري من أين تأتي بمعاييرها، وهي تكتب كما بات يفعل كل من هب ودب”.

لو قيض للسيد عبعوب ان يعمل في اصغر دائرة خاصة او حكومية في بلد من بلاد الكفار لعرف عن كثب كيف يكون اخلاص الموظف في عمله بعيدا عن الكذب و”قشمرة” الناس والضحك على الذقون.

تسونامي الامطار فضحت كل المسؤولين الخدميين ولكن عبعوب مصر على ان يركب رأسه بالقول امس ان “اداء أمانة بغداد جيد، ولا توجد مدينة في دول المنطقة فيها عمل بلدي كما في بغداد”.

شنو تخليلها وتطيب..! ولك عبعوب على كيفك.. اتهدى بالرحمن “من اللة يشيلك”.. ولك بلدية عجمان في الامارات تعمل في شهر اضعاف ماتعملوه في سنة .. ولك عبعوب ترى الكذاب يروح للنار.

بعدين شوفوا ابو عين صلفة شنو يكول “هل يصح أن يكتب كل شخص كما يشاء، فأنا بإمكاني أن اتحدث عن أية مدينة في العالم، واصفها بالقذرة، كما فعلت مجموعة ميرسر مع بغداد، ونحن نعرف اختصاصات المنظمات العالمية المعروفة، كاليونسكو واليونسيف، لكن لا نعرف منظمة ميرسر”.

وتوسل به الصحفيون ان يسكت ووعدوه بانهم سيكتبون مايريد،فقط عليه ان يسكت ولكن عبعوب اصر على الاستمرار بالقول أن “البنى التحتية في بغداد جيدة وهي تشمل الماء والمجاري فلدينا مشروع ماء الرصافة وهو مشروع كبير وسيدخل الخدمة بعد فترة ونقص المياه في بغداد سببه أن “المواطنين في بغداد مسرفون، فنحن ننتج 2.8 مليون متر مكعب وهي لا تكفي لسكان بغداد الـ7 ملايين نسمة، فيما تكتفي مدينة اسطنبول بمليوني متر مكعب بالرغم من أن سكانها 17 مليون نسمة.

زين عبعوب، شنو رأيك بشهادة النائبة وحدة الجميلي التي ردت عليك بشكل خفي حين قالت امس أن “جميع اعضاء لجنة الاعمار والخدمات غير مطلعين وغير مدركين لمهامهم بشكل واضح ومحدد وانهم يتحملون مع مجلس النواب بالكامل كامل المسؤولية أمام الشعب لما وصل له حال بغداد من حيث البنى التحتية والمستوى المعاشي للمواطن، كما اننا لا نعلم ما تقوم به الجهات التنفيذية التي نحن مسؤولون عن رقابتها، وانا كعضو في لجنة الخدمات لا افهم كيف اتابع عمل أمانة بغداد، ولا ادري كيف تعمل الامانة، كي اثبت حالات الفساد أو التلكؤ في العمل”.

ها خويه عبعوب شنو رايك؟ اكيد هاي النايبة عداوة وياك مو؟..     تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.